المقرن: أنا صحافية تراهن على الحقيقة بغض النظر عن قوة المنجز الإبداعي

 

عمان-الغد- استضاف منتدى الدستور الثقافي أول من أمس الروائية  السعودية سمر المقرن في ندوة حول روايتها الأخيرة "نساء المنكر".

اضافة اعلان

وقدّمت د. سناء الشعلان ورقة تعريفية بالمقرن، وبعطائها، وبعملها الروائي "نساء المنكر" قالت فيها: "إنّ سمر أديبة استثنائية جريئة وقوية، وتستثمر خبرتها الصحافية في منجزها الأدبي الذي تكرسه لفضح الفساد في كلّ مكان".

وأضافت أن المقرن مارست الكتابة منذ أن كانت طفلة، ثم كتبت مجموعتها القصصية الأولى التي لم تر النور بعد  "رجل عمره 9 سنوات" إلى أن كتبت روايتها "نساء المنكر".

ثم قرأت المقرن على الجمهور فصلاً من روايتها، لتجيب بعده على الأسئلة التي طرحها بعض الحاضرين، بعد أن ذكرت أن "نساء المنكر"  رواية تندد ببعض التصرفات غير المسؤولة التي قادت نساء إلى السجن، بعد أن خسرن أنفسهنّ بسبب شبهة أو لقاء رجل في مكان عام.

وأكدت المقرن أنها تؤمن بأن تجربتها الأولى الواقعة في نحو 80 صفحة ناجحة بكل المقاييس، وتفخر بالأرقام الكبيرة للمبيعات التي استدعت طبع نسخة ثانية من الرواية، وتعكف الآن على كتابة رواية جديدة، لا تقل قوة وجرأة في التعبير الصادق عن الحالة الاجتماعية في "نساء المنكر" بعيداً عن السقوط في العبارات الإباحية والمشاهد الجنسية الحارة. فهي في روايتها الأولى لم تتجه إلى الجسد، وإنما اتجهت إلى القلب والعقل، فالحب له مساحته وتجسيده في الرواية كما أنّ بعض المسائل الاجتماعية التي لها مساس قوي بالأعراف والتقاليد أطلت بوضوح من دون مواربة أو ترميز، حيث سمت الأشياء بأسمائها فركزت على النظرة الهشة من بعض الفئات المجتمعية للمرأة وقضاياها وإطارها من منظورها الخاص.

وأشارت المقرن الى بعض الآراء التي تعدّ روايتها ضعيفة بنائياً إلى أنّها تعد نفسها صحافية تكتب الرواية وليس العكس ولذلك هي تراهن على الحقيقة لا على المنجز الأدبي العملاق، فالحقيقة مبتغاها، والشكل الروائي هو طريقها نحو الهدف. وإن كانت تؤمن بتواضع جماليات روايتها.

وأشادت بجرأة وريادية رواية "بنات الرياض"، لاسيما أنّها فتحت الطريق أمام الجيل الجديد من الكاتبات السعوديات، وإن رفضت أن تكون روايتها ابناً شرعياً من رحم رواية بنات الرياض.

من جهته أشاد كلّ من د. سلطان العويضة ود.فريال سماحة وهيام ضمرة وزهرية الصعوب ومحمد نصيف وعائشة الحطاب بنضوج التجربة الإبداعية السعودية عند الجيل الثاني من الأديبات السعودية، وقال د. راشد عيسى في معرض ذلك: "إنّ المبدعة السعودية في هذا الجيل الجديد قد استطاعت بحق وبكلّ قوة أن تدخل فضاءات جديدة وخطيرة، وأن تناقش وتطرح قضايا مهمة، كان الحديث عنها في الماضي من المحرمات على المرأة، وذلك بعد أن مهّد الجيل الأول من الأديبات السعودديات الطريق أمام الجيل الجديد عندما تمردن على تابوات المجتمع، وشرعن بالكتابة والنشر".

وفي معرض تساؤل الشاعر سعد الدين شاهين عن مدى خطورة الكتابة في مواضيع قد يجعل المتربصون بالعرب والإسلام منها مدخلاً لمهاجمة المجتمع العربي لاسيما مثل قضايا قمع المرأة والعنف الأسري والفساد، قالت المقرن إنّها لا تخشى الكتابة في هذه المواضيع خشية التورط في أيّ اتهامات؛ لأنّها مخلصة لقضيتها، والكتابة واجبة عن مشاكلنا بغية حلّها، ولن يكون الخوف سبباً للتكتم والإنكار والتجاهل لمشاكلنا العالقة التي تحتاج إلى حلّ. وما هذه القضايا بأقل من أيّ موضوع سياسي يطرح، بل هي في الكثير من الأحوال وجه من وجوه السياسة التي يحلو للبعض الخوض فيها، والانشغال بها عن غيرها.