الملحن القيسي: الموسيقا تحتضن الروح وجسرنا في الحوار بين الثقافات

أحمد الشوابكة

عمان- يرى الموزع الموسيقي والملحن الأردني الفنان محمد القيسي أن الموسيقا إحدى أهم مكونات الثقافة التي تمتد عبر الحدود بين ثقافات مختلفة، وتبقى الموسيقا المكان الوحيد لاحتضان الروح ولقاء الجسد مع المشاعر بغض النظر عن الانتماءات العرقية، فالموسيقا بوتقة للحوار بين الثقافات، لأنها لا تحتاج إلى مترجم، مستشهداً بقول الفيلسوف الصيني كونفوشيوس:"إذا أردت أن تتعرف إلى بلد ما وتَطَلع على مدى رقيه وتطوره، عليك أن تسمع موسيقاه".اضافة اعلان
ويشير القيسي وهو مهندس صوت، إلى أهمية عصر الإنترنت الذي جعل العالم قرية صغيرة، وساهم أيضاً في إلغاء الحواجز بين شعوب العالم، والتقارب بينهم، للتعرف إلى الثقافات المختلفة، فالموسيقا وحدها هي اللغة الوحيدة التي تفهمها جميع الشعوب على اختلاف ثقافاتهم.
ويرى أن الموسيقا هي تعبير صوتي لمشاعر داخلية ووقعها ينساب إلى الروح لا إلى الأذن كما هو مستساغ عند الكثيرين، مشيراً إلى أن الآلات الموسيقية لها مزاج خاص، تتكلم بشعور العازف للآلة الموسيقية التي تكشف أسراره وعواطفه، مشيراً إلى أهمية دور الموزع الموسيقي في توظيف الآلات الموسيقية وعازفيها في الجمل اللحنية، وهي تحتاج إلى جهد ليس بالهين.
ويلفت القيسي إلى أهمية الدور الإيجابي للفن كونه المرآة الحقيقية والصادقة التي تعكس ثقافة ومشاعر الشعوب، مشيراً إلى أن الفن يحمل الرسالة الأسمى التي تخترق البيوت دون استئذان، وتعمل على تعزيز وترسيخ المفاهيم والقيم ونقلها عبر الأجيال.
وأضاف في سياق حديثه لـ "الغد"، أن مهمة الموزع الموسيقي تكمن في تدوين اللحن واختيار وتحديد السرعة والإيقاع والجو الموسيقي العام للأغنية، وتوظيف الآلات الموسيقة لكي تخدم الجمل اللحنية؛ إضافة إلى اختيار العازفين وتنفيذ الأغنية في الاستوديو والإشراف على خطوات التنفيذ من البداية حتى النهاية، ولذلك أصبح التوزيع الموسيقي من ضروريات العصر، فالآلة الحديثة تعتمد على التوزيع خاصة الآلة الغربية، خلافا للأغنية القديمة التي تعتمد على آلات عربية تؤدي نفس الميلودي.
ويقول القيسي، إن الموسيقا هي بحد ذاتها حيوية، أي أنها متحولة وليست ثابتة، فهي قابلة للتأثر والتحول واستيعاب أي تجديد دون أن تفقد هويتها الأساسية التي تنساق بالموروث الثقافي الذي يدخل في منظومة التجديد دون أن تفقد هويتها الأساسية.
ويعتمد القيسي على الجملة الموسيقية المتكاملة، دون انتفاص في اللحن، خشية حدوث خلل معين قد يؤدي إلى ضياع الأغنية وموديها، فبحسبه: "أنا احترم عملي وأوفيه حقه، فالمسألة الإبداعية لا يوجد للمجاملات مكانة فيها، على خلاف ذلك لن تسول لي نفسي أن أجامل في هذا السياق الإبداعي".
ويمتلك القيسي، استديو مجهزا بمعدات صوتية وفنية، لتسجيل الأعمال الفنية، وقد وزع للعديد من المطربين المحليين والعرب أمثال: "حاتم العراقي، علي عبد الستار، وليد توفيق، محمد الفارس، يسرى محنوش، وحسام الرسام، رحمة رياض، عمر العبداللات، وغيرهم من الفنانين".
كما قام بالتوزيع الموسيقي لمغناة " ليلة البدر" التي غناها المطرب السعودي خالد أحمد في حفل تكريم الشاعر السعودي الأمير تركي بن عبد المحسن؛ إضافة إلى توزيع العديد من الأغاني الوطنية لعدد الفنانين المحليين والعرب.