الملقي: التصحيح الاقتصادي لا يعني تقاعس الحكومة عن تقديم الخدمات

رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي لدى افتتاحه أحد المشاريع في جامعة العلوم والتكنولوجيا أمس - (بترا)
رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي لدى افتتاحه أحد المشاريع في جامعة العلوم والتكنولوجيا أمس - (بترا)

أحمد التميمي

الرمثا - التقى رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي الخميس شيوخ ووجهاء ومواطنين من لواء الرمثا، وافتتح عددا من المشروعات التنموية والخدمية في اللواء.اضافة اعلان
وقال إن الحكومة حريصة على الإنجاز ومتابعة المشروعات التي تهم حياة المواطنين والتسهيل عليهم، لافتا إلى أن مشروع مركز العلاج بالأشعة الممول من الصندوق السعودي للتنمية الذي رعى وضع حجر الأساس له في مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي لمعالجة مرضى السرطان، سيسهم في التخفيف عن المواطنين من عناء السفر والتنقل إلى عمان للحصول على خدمة العلاج من الأورام.
وأكد رئيس الوزراء أنه وخلال نحو سنة ونصف سيكون لدينا وحدة لمعالجة هذا المرض في مناطق الشمال، مشددا على اهمية هذا المشروع الذي يعتني بصحة الانسان الذي تضعه الحكومة على سلم الأولويات.
وأعرب رئيس الوزراء خلال اللقاء الذي عقد في منزل النائب فواز الزعبي وبحضور عدد من الوزراء والنواب والمسؤولين عن سعادته بالتقاء خيرة من ابناء الاردن النشامى، وتدشين العديد من المشروعات التنموية الحيوية التي تهم أبناء اللواء وكافة محافظات الشمال.
وأكد رئيس الوزراء أننا ورغم الأزمة الاقتصادية قادرون على مواجهة التحدي واجتيازه لافتا إلى أن التصحيح الاقتصادي لا يعني بأي شكل من الأشكال تقاعس الحكومة عن تقديم الخدمات، مبينا أن الحكومة ستضع في الموازنة القادمة مبالغ للنمو والتنمية وتحفيز الاقتصاد.
وأشار إلى أهمية مشروع الخلايا الشمسية الذي أوجدته جامعة العلوم والتكنولوجيا في إطار مبدأ الاعتماد على الذات لإنتاج الطاقة الكهربائية إضافة إلى مستشفى جديد وعيادات للثروة الحيوانية.
ولفت إلى أن مشروع تحسين إدارة النفايات الصلبة في مكب الإكيدر من شأنه إنهاء معاناة المواطنين، مؤكدا أنه لا يمكن أن نترك الإنسان في هذه المناطق عرضة للمرض نتيجة لهذا المكب، إذ حددت الحكومة أولوية معالجة وضع المكب منذ أكثر من سنة واليوم نفتتح الخلية الأولى ونضع حدا لهذه المشكلة البيئية.
واضاف ان هذه الانجازات البسيطة التي تحققت للواء الرمثا خلال سنة ونحن نؤكد أن الأردن دائما ينجز ويقدم لمواطنيه ضمن الامكانات، مؤكدا ان عنوان المرحلة العمل والاجتهاد والتضحية .
وأشار إلى ان أزمة اللجوء السوري قد كلفتنا الكثير ولكن في نفس الوقت فان البناء الذي تم إنجازه كان له كلفة.
وقال نحن استلمنا هذا الوطن من آبائنا بشكل متميز وواجبنا ان نسلمه الى ابنائنا بأفضل مما استلمناه خدمة لابنائنا والاجيال القادمة .
كما أكد أن الحكومة لا تستطيع وحدها تحقيق هذه الانجازات وتعظيم الانجازات دون عون ومساندة المواطنين، لافتا الى انه ستتم دراسة وتنفيذ المطالب التي تقدم بها نائب اللواء فواز الزعبي.
وكان النائب فواز الزعبي رحب بزيارة رئيس الوزراء والوفد الوزاري المرافق في هذه الزيارة للاطلاع على واقع الخدمات.
ولفت الى التحديات الاقتصادية التي يواجهها اللواء نتيجة الأزمة السورية وانقطاع طرق التجارة مع سورية والى اوروبا.
وطالب النائب الزعبي بتحويل مكتب إشغال اللواء الى مديرية وبناء المدارس للتخفيف من عبء اللجوء السوري على مدارس اللواء وتوفير جهاز كلى وتفتيت الحصى في مستشفى الرمثا وايجاد صالات متعددة الاغراض، وتنفيذ شارع الرمثا الدائري للتخفيف من الازمات المرورية في المدينة .
وكان رئيس الوزراء استهل زيارته الى لواء الرمثا بوضع حجر الاساس لمشروع مركز العلاج بالاشعة الممول من الصندوق السعودي للتنمية في اطار مساهمة السعودية بالمنحة الخليجية بكلفة تقدر بـ 12 مليون دولار .
ويسهم المشروع، الذي وضع رئيس الوزراء حجر الاساس له في حرم مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي بحضور عدد من الوزراء والسفير السعودي في عمان وعدد من المسؤولين، في تغطية احتياجات مرضى الشمال من خلال هذا المركز المتخصص في علاج الأورام السرطانية عن طريق الاشعة .
واكد رئيس الوزراء في تصريحات للصحفيين أن هذا المشروع من ضمن سلسلة مشاريع تقوم حكومة المملكة العربية السعودية بدعمها دعما كاملا في الاردن، مشيدا بالجهود الطيبة التي تقوم بها السعودية وبتوجيه خاص من خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده مؤكدا على العلاقة المتميزة التي تربط البلدين والشعبين بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
من جهته أكد سفير المملكة العربية السعودية في الاردن سمو الامير خالد بن فيصل آل سعود وقوف المملكة العربية السعودية مع الاردن، التي تعاني منذ عدة سنوات بسبب الأزمة السورية ولا سيما منطقة شمال الاردن، منوها بان الاردن لم يتذمر من وجود أشقائه من السوريين .
وأعرب السفير السعودي عن شكره لجلالة الملك عبدالله الثاني والحكومة الاردنية على منح السعودية شرف المساهمة في بناء هذا المركز، متمنيا للاردن الأمن والأمان والازدهار كما نتمناه لجميع دول المنطقة .
وأكد وزير التخطيط والتعاون الدولي عماد الفاخوري أن تنفيذ هذا المشروع الحيوي المهم في مستشفى الملك المؤسس عبد الله الجامعي يأتي، بهدف توفير العلاج الشعاعي لمرضى السرطان في محافظات الشمال، كما سيسهم في تحقيق الهدف المنشود لتميز الخدمات الطبية العلاجية المقدمة للمواطنين.
ويتكون المشروع من الأعمال المدنية والتي تشمل إنشاء المركز المكون من طابقين بمساحة اجمالية تبلغ (2000) م2، بما في ذلك أربع غرف للمعالجة بالأشعة، وتجهيز المركز بالمعدات الطبية والتجهيزات والتي تشمل توريد وتركيب الاجهزة الطبية بما في ذلك المعدات الخاصة بالمعالجة الإشعاعية والمعدات الطبية المساندة الاخرى، بالإضافة الى الخدمات الاستشارية التي تشمل الاشراف على تنفيذ المشروع.
يشار الى ان الصندوق السعودي للتنمية قام بالمساهمة أيضاً في تمويل العديد من المشاريع ذات الاولوية في محافظة اربد وهي إنشاء وتجهيز مستشفى الاميرة بسمة لصالح وزارة الصحة بقيمة 63ر49 مليون دينار أردني وتحديث أجهزة القسطرة القلبية وأجهزة الأشعة التداخلية والتشخيصية في مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي بقيمة 2ر6 مليون دينار أردني.
وتم من خلال برنامج البنية التحتية للجامعات الرسمية وبرنامج تطوير التعليم التقني في الجامعات الرسمية تمويل مشاريع لجامعة العلوم والتكنولوجيا ومشاريع جامعة اليرموك بقيمة 35ر10 مليون دينار أردني اضافة الى مشروع استكمال انشاء العمارات الذكية في منطقة اربد التنموية الاقتصادية بقيمة 29ر2 مليون دينار أردني لصالح وزارة المالية.
وخلال زيارته الى جامعة العلوم والتكنولوجيا دشن رئيس الوزراء مشروع الطاقة الشمسية الذي تنفذه الجامعة ووضع حجر الأساس لمشروع المستشفى الجراحي البيطري الممولين من صندوق أبو ظبي للتنمية.
وسيسهم مشروع الطاقة الشمسية البالغ كلفته نحو 3ر4 مليون في التخفيف من فاتورة الطاقة لدى الجامعة وزيادة اعتمادها على الذات في انتاج الكهرباء.
 وأكد رئيس الوزراء أهمية الاعتماد على الألواح الشمسية المستخدمة في مشاريع الطاقة الشمسية لتوليد الطاقة التي تنتجها شركات أردنية وبحيث يكون هناك قيمة مضافة اردنية في مشاريع الطاقة المتجددة.
وبين القائم بأعمال سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في عمان فيصل أحمد آل مالك أن مشروع الطاقة الشمسية في جامعة العلوم والتكنولوجيا يأتي بدعم من صندوق أبو ظبي للتنمية في اطار مساهمة الامارات العربية المتحدة بالمنحة الخليجية.
وأشاد بالعلاقات التي تربط دولة الامارات العربية المتحدة والاردن وتميزها في المجالات كافة على مستوى القيادتين والشعبين الشقيقين.
كما أن مشروع المستشفى الجراحي الممول من صندوق أبو ظبي للتنمية بمنحة تبلغ 4 ملايين دينار يقع داخل الحرم الجامعي يتكون من المستشفى الجراحي لكلية الطب البيطري مع الأجنحة الخدمية المحيطة به وقسم العزل والخدمات اللازمة له وبمساحة تقديرية (7000) م2 .
كما زار رئيس الوزراء منطقة اربد التنموية واطلع على المشروعات التي يتم تنفيذها لايجاد فرص عمل للشباب والفتيات في محافظات الشمال وبدعم وتمويل من صندوق التشغيل والتدريب المهني والتقني، وزار معهد اكستنسيا الذي يشكل نموذجا لسعي الاردن ليكون مركزا دوليا لقطاع الاسناد ومراكز الاتصال حيث يوفر مركز الاتصال في منطقة اربد التنموية 1100 فرصة عمل .
 كما زار رئيس الوزراء مجموعة لامينوس للتعليم فرع اربد والذي يسهم في تدريب الشباب على اعمال ومهن والمساهمة في تحفيز الابداع والاختراعات لدى الشباب .
وبرعاية رئيس الوزراء وقعت الحكومة الأرنية والحكومة الكندية اتفاقية منحة اضافية بقيمة تصل إلى 4 ملايين و 882 الف دولار كندي لمشروع "تحسين إدارة النفايات الصلبة وتوليد الدخل للمجتمعات المستضيفة"/الأكيدر.
ووقع الاتفاقية وزير التخطيط والتعاون الدولي عماد نجيب الفاخوري والسفير الكندي لدى المملكة بيتر ماك دوجال.
 وقال الفاخوري سيتم من خلال الاتفاقية رفع ميزانية هذا المشروع وتمديده، والمنفذ من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، بالشراكة مع وزارتي الشؤون البلدية والبيئة، وستتم إضافة هذا التمويل الإضافي إلى المشروع القائم بقيمة 15 مليون دولار كندي ، بحيث تصل قيمة المشروع إلى حوالي 19 مليونا و 882 الف دولار كندي.
 وأضاف أن هذه الاتفاقية تهدف إلى تعزيز منعة (صمود) مكب نفايات الاكيدر في شمال المملكة، وسيقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من خلال المنحة الاضافية الجديدة بإنشاء محطة نقل جديدة لإدارة النفايات الصلبة في الشونة الشمالية لاستبدال مكب النفايات المفتوح الموجود حالياً، وسيساعد ذلك في إدارة النفايات قبل التخلص النهائي منها في موقع مكب نفايات الاكيدر وتقليل كلف جمع النفايات ونقلها والكلف التشغيلية المتعلقة بها بنسبة 20 % في أربع بلديات.
كما سيتم تصميم وإنشاء مركز مجتمعي لإعادة الاستخدام والتدوير تتم إدارته من قبل النساء (vulnerable) في إقليم الشمال، سيقلل ذلك من كمية النفايات التي يتم التخلص منها في مكب الاكيدر، وسيطيل دورة حياة المكب.
وأعلن وزير الشؤون البلدية المهندس وليد المصري عن انتهاء مشكلة مكب الاكيدر نهائيا لافتا الى ان المكب كان يشكل وعلى مدى 25 عاما احد اهم المشاكل البيئية في المملكة وكانت تعاني المنطقة من الآثار البيئية السلبية يوميا وخاصة بعد تدفق اللاجئين السوريين الى محافظتي اربد والمفرق.
وأشار إلى أن المشروع يشمل عدة عناصر أهمها إنشاء خلية هندسية صحية لاستقبال وطمر النفايات بالإضافة إلى إنشاء بناء أخضر لإدارة المكب وإعادة تأهيل مركز صيانة الآليات.
ولفت المهندس المصري إلى أن المشروع تضمن انشاء محطة لانتاج السماد العضوي في مكب الحصينيات في البادية الشمالية ويعتبر نموذجا للشراكة الحقيقية بين الحكومة والمجتمع المحلي وتديره جمعية غير ربحية واتاح تشغيل 30 من ابناء المنطقة وعالج مشكلة مخلفات الحيوانات في الخالدية والضليل مشيرا الى ان المشروع سيكتمل مع الحكومة الكندية ببناء محطتين تحويليتين ومركز لفرز النفايات.
 وأكد أن هذا المشروع جاء تنفيذا للخطة الحكومية بتأهيل مكب الاكيدر والذي يحتوي على خلية صحية ثانية تحت التنفيذ سيتم انجازها صيف العام القادم تمويلها من الاتحاد الاوروبي وبتنفيذ من الوكالة الالمانية للانماء وعدة مشاريع مرافقة في البلديات بقيمة 11 مليون دولار، وسيشكل بداية الطريق، إذ أن هناك مشاريع تكميلية خلال السنوات القادمة لتحويل هذا المكب لقصة نجاح واستغلال النفايات لانتاج الطاقة.
وأثنى السفير الكندي في الأردن بيتر ماكدوغال على الشراكة التي تجمع الحكومتين الأردنية والكندية والشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في هذا المشروع، وقال بأن الحكومة الكندية مسرورة بأخذ زمام المبادرة بين الجهات المانحة لإعادة تأهيل مكب الأكيدر حيث ساهمت بما يقارب 20 مليون دولار كندي في هذا البرنامج.
 وقال الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الأردن أندرس بيدرسين إن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ممتن للدعم الذي قدمته الحكومة الكندية لتشييد هذه الخلية الإضافية وفقاً لأحدث التقنيات البيئية والمعايير الهندسية ولخدمة 8ر1 مليون شخص يعيشون في منطقة الشمال خصوصاً أن هذه الخلية الجديدة سيكون لها قدرة استيعابية تقارب 800,000 طن من النفايات الصلبة. - (بترا)