الملك: الكورة جنة والشمال من أحلى المناطق التي رأيتها في حياتي

الملك
الملك

إربد- الغد- قال جلالة الملك عبدالله الثاني إن الكورة جنّة، وإن الشمال من أحلى المناطق التي رآها في حياته، مؤكدا "ضرورة الاستفادة من المقومات السياحية العالية التي يتمتع بها بلدنا، لرفد الاقتصاد الوطني".اضافة اعلان
ولفت جلالته خلال لقائه عددا من الشخصيات في لواء الكورة في ديوان عشيرة الشريدة، إلى أهمية العمل في نطاق استراتيجية تنهض بالقطاع السياحي وإرساء الأولويات، بالتعاون مع أبناء المناطق، لنُظهر للعالم الجنان التي يتمتع بها الأردن.
وأعرب جلالته عن سعادته واعتزازه بالأهل، وبما تملكه مناطق الشمال من مقومات سياحية.
وشدد الملك، على ضرورة دعم أي أفكار لتشجيع المستثمرين لإقامة المشاريع في هذه المناطق الجميلة، مشيرا إلى أهمية دعم السياحة في الشمال، وتذليل العقبات أمام المستثمرين والعمل بشفافية، وذلك بالتنسيق بين الجهات الرسمية وأهالي المنطقة.
وخلال الزيارة، وجه جلالته بمساعدة سيدة من ذوي الإعاقة؛ بعد استماع جلالته لمطالب السيدة التي شرحت همومها؛ ليوجه جلالته رئيس الديوان الملكي يوسف العيسوي بمساعدتها.
كما لفت جلالة الملك الى ضرورة أخذ المطاعيم ضد فيروس كورونا، وشجع على أخذ المطعوم، معبراً جلالته عن قناعته بأنها أسرع طريقة لحماية بلدنا.
وقال جلالته في اللقاء، إن التحديات الاقتصادية تكمن في كيفية فتح القطاعات بأسرع وقت ممكن، اذ تمثل الهدف الأول الذي تعمل الحكومة على إنجازه في تموز (يوليو) المقبل، أما الهدف الثاني، فهو فتح المدارس والجامعات في شهر أيلول (سبتمبر) المقبل.
وتحدث جلالة الملك عن المطاعيم التي يجري توفيرها على نحو مريح، ليكون الوضع جيداً بحلول الشتاء المقبل، قائلاً إنه لن يكون مرتاحاً إلا بعد أخذ الجميع للمطاعيم.
وأكد أن الإصلاح الإداري، أمر في غاية الأهمية، ويجب أن يترافق مع خطوات الإصلاح السياسي والاقتصادي، كونه سيساهم في محاربة الفقر والبطالة، معتبرا جلالته أن إنجاز الإصلاح الإداري، أمر يقع على عاتق الجميع.
ووفق مصادر حضرت اللقاء، لفت جلالة الملك إلى أن الخطوات الإصلاحية يجب أن تكون ضمن منظومة متكاملة، فلا يمكن أن يجري الإصلاح على مستوى دون آخر، مشدداً على أنه لا بد من البدء بقوة وشجاعة في الإصلاح الإداري.
وأشار إلى أهمية تقوية بيئة العمل في القطاع الخاص وتحسينها، لتوفير المزيد من فرص العمل، والاستفادة من الكفاءات والطاقات الأردنية بالشكل الأمثل.
وفي سياق متصل، شدد جلالته على أهمية النهوض بالقطاع الإداري، لافتا إلى ضرورة الإصلاح الإداري، من خلال العمل بين الحكومة والقطاع الخاص، مشيرا إلى الجهود المتواصلة لمحاربة البيروقراطية التي يعاني منها الجميع.
وفي رده على مداخلات الحضور، بين جلالة الملك بأنه سيتم الأخذ بالأفكار التي طُرحت حول المناطق الصناعية، وكذلك الأندية الرياضية والبنية التحتية للعديد من المؤسسات التي تعنى بالمجتمعات المحلية.
وأشار إلى أهمية التواصل مع الناس من خلال الزيارات الميدانية، لمعرفة همومهم واحتياجاتهم، والعمل على وضع الحلول المناسبة.
وذكر جلالته، أن هنالك تأخراً في أتمتة الخدمات المقدمة حكومياً، لافتاً إلى أن إنجاز الحكومة الإلكترونية تأخر نحو 3 إلى 4 سنوات.
وأفاد جلالته، أن هنالك عراقيل وضعت لتعطيل تنفيذ الحكومة الإلكترونية، فالبعض يرى في الخدمات الإلكترونية ضرباً لمصالحه ومنافعه.
وأشار جلالة الملك -وفق عدد من الحضور- إلى أن هذا الواقع، يجب أن يتغير بالمضي قدماً وبقوة، لكي نتحول إلى حكومة إلكترونية خلال الفترة القصيرة المقبلة.
واعتبر جلالته أن الخدمات الإلكترونية، ستخفف من الأعباء المترتبة على المواطنين، كما أنها ستجفف أي منبع للفساد، وهذا يقع من باب درء المفاسد.
وتفاعل جلالة الملك مع مطالب لأهالي لواء الكورة بشأن مركز للتدريب المهني، ففي رد له على حديث حول المركز، أكد جلالته، أهمية التدريب المهني والتقني، لافتاً جلالته إلى أن أي أفكار في هذا المجال ستدعم، بخاصة أن هنالك توجهاً حكومياً نحو المشاريع الزراعية والتي ستقام بالتعاون مع القوات المسلحة.
وبين أن من شأن دعم المشاريع الزراعية والصناعية في مناطق المملكة المختلفة، محاربة الفقر والبطالة.
وكان اللواء المتقاعد محمد بني ياسين، وفقا لمصادر حضرت اللقاء، قال إن مركز التدريب المهني الحالي يتسع لـ85 متدرباً فقط، مطالباً بتوسعته ليصل إلى نحو 300 الى 500 متدرب، على أن يشمل تدريب الإناث ومهناً أخرى.
وكان جلالة الملك زار ظهر أمس، قبيل لقائه الشخصيات، مركز التطعيم ضد كورونا المقام في مركز شباب دير أبي سعيد.
كما زار جلالة الملك أمس، مصنعاً ألبسة في لواء المزار الشمالي بمحافظة إربد، كان جلالته قد وجه بإنشائه خلال زيارة سابقة للمحافظة، وهي إنشاء هذا المصنع، لزيادة المشاريع التنموية، التي تسهم بتوفير فرص عمل لأبناء وبنات المنطقة.
والمصنع الذي يعد جزءاً من مبادرة الفروع والوحدات الإنتاجية بوزارة العمل، بدأ بإنتاج ملابس لماركات عالمية، تُصدّر إلى الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة ودول في الاتحاد الأوروبي، مطلع العام الحالي، ليوفر 120 فرصة عمل لأبناء وبنات المجتمع المحلي، وغالبية عامليه إناث.
وخلال الزيارة التي رافق جلالته فيها رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك ووزير العمل، استمع جلالة الملك لإيجاز قدمه مالك المصنع هاشم جبرين، وفيه أشار إلى أن هذا الاستثمار الأردني، تشغّله وتديره شركة صمد لصناعة الألبسة، ويتوقع بأن يزيد عدد فرص العمل فيه على 400 فرصة في نهاية العام الحالي.
ولفت إلى أن اتفاقية وقّعت بين الوزارة وبلدية المزار الشمالي وهيئة تنمية وتطوير المهارات المهنية والتقنية، نصت على تقديم حوافز للاستثمار، تتحمل فيها الوزارة 50 % من راتب العامل في السنة الأولى، و25 ديناراً بدل مواصلات، ومثلها بدل اشتراك في الضمان الاجتماعي، على أن يتحمل المستثمر، النفقات بعد انقضاء السنة الأولى من بداية العمل في المصنع.
وبحسب جبرين، فإن المصنع يهدف إلى تنمية وتطوير مهارات عامليه من أبناء المنطقة، لتعزيز وتطوير مهاراتهم، والوصول لأعلى مستويات الجودة في الانتاج، ما يمكن المصنع من المنافسة إقليمياً وعالمياً.
وجاء تمويل إنشاء المصنع، في نطاق ما تقدمه المبادرات الملكية في هذا الجانب، وبالتعاون مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي.
وفي هذا النطاق، أنشئ 30 مصنعاً ضمن مبادرة الفروع والوحدات الإنتاجية في المملكة، تمكنت من توفير 7307 فرص عمل لأردنيين، ويتوقع بأن يصل عدد فرص العمل ضمنها في نهاية العام إلى 9 آلاف.
ويعد مصنع شركة صمد، مثالا للاستثمار الأردني الكامل، إذ استفاد من تسهيلات وزارة العمل والبيئة الاستثمارية في الأردن، لتوفير فرص عمل للمجتمعات المحلية، وهو نموذج على استمرارية الحركة الاقتصادية برغم تداعيات الجائحة على مظاهر الحياة في المملكة.