الملك: التصريحات الإسرائيلية لضم غور الأردن في الضفة الغربية لها أثر كارثي على حل الدولتين

جلالة الملك
جلالة الملك

الملك: قلقون بشأن أي تصعيد يحول دون إطلاق مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
الملك: أمن واستقرار السعودية أولوية بالنسبة لنا بشكل كبير.
الملك: شبابنا القادر والمؤهل والموهوب مصدر القوة لدى الأردن.
الملك: نقدر دعم ألمانيا للمملكة وتفهمها للأعباء التي نتحملها جراء اللجوء السوري.
المستشارة الألمانية: الأردن يقوم بدور مثالي وكبير في منطقة مليئة بالنزاعات.
المستشارة الألمانية: ألمانيا ملتزمة بحل الدولتين، وأي إجراءات لضم الأراضي ستضر بعملية السلام.

اضافة اعلان

برلين- ركزت مباحثات جلالة الملك عبدالله الثاني مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في برلين اليوم الثلاثاء، على آليات تعزيز التعاون والشراكة الاستراتيجية بين البلدين في شتى الميادين، والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وفي تصريحات صحفية مشتركة، عقب المباحثات الثنائية والموسعة التي عقدت في مقر المستشارية الألمانية، أكد جلالة الملك عمق العلاقات بين الأردن وألمانيا، وتقديره للدعم الذي تقدمه ألمانيا للمملكة بمختلف المجالات وعلى تفهمهم للأعباء التي يتحملها الأردن جراء اللجوء السوري.
واستذكر جلالة الملك أن البلدين يحتفلان هذا العام بمرور 60 عاماً على التعاون بينهما، معربا جلالته عن التطلع للمزيد من التعاون بما يعود بالفائدة على البلدين.
وأضاف جلالته أن اللقاء شكل فرصة لتبادل وجهات النظر، وقال "نحن نتفق كالعادة في الرأي حول العديد من التحديات".
وتابع جلالته "ناقشنا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو بالنسبة لنا ما يزال الصراع المحوري في المنطقة، ونحن قلقون بشأن أي تصعيدات قد تحول دون إطلاق المفاوضات بين الجانبين وتزيد من الأعباء التي نواجهها في المستقبل. لذا نأمل أن المنطق سيسود، ولدى الأردن وألمانيا نظرة مشتركة إلى المستقبل".
وقال جلالة الملك إن مسؤولية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس نتشرف بحملها نيابة عن المسلمين والمسيحيين، ولكن للجميع في العالم دورا في الحفاظ على القدس، فضمان مستقبل هذه المدينة المقدسة واجب ديني وتاريخي على العالمين الإسلامي والمسيحي، معربا جلالته عن شكره لألمانيا على "دورها في الانخراط بشكل إيجابي في هذه القضية".
وردا على سؤال يتعلق بالتصريحات الإسرائيلية حول ضم مناطق غور الأردن في الضفة الغربية إليها، قال جلالة الملك إن خطوة كهذه سيكون لها أثر مباشر على العلاقات بين الأردن وإسرائيل، وإسرائيل ومصر، مؤكدا أن هذا لن يوفر الظروف المناسبة لإعادة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات.
وأضاف أن تصريحات مثل هذه لها أثر كارثي على أية جهود للمضي قدما في حل الدولتين، و"نحن ننظر إلى هذه التطورات بقلق شديد، لأنها لا تبشر بالخير بالنسبة لمحاولة إعادة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات".
وردا على سؤال حول مستقبل الاقتصاد الأردني، أكد جلالة الملك وجود خطط للإصلاح الاقتصادي مبنية على أهداف واضحة على مدى الخمس السنوات المقبلة تعمل على الاستفادة من نقاط القوة لدى الأردن، وهي شبابنا القادر والمؤهل والموهوب.
وأضاف جلالته أن السياحة وتكنولوجيا المعلومات والرعاية الصحية من القطاعات الواعدة في الأردن.
وذكر على سبيل المثال أن 27 شركة ناشئة أردنية كانت ضمن أفضل 100 شركة ناشئة في المنطقة، بحسب المنتدى الاقتصادي العالمي.
وبين جلالته أن الحكومة ملتزمة ببرنامج الإصلاح الاقتصادي والمالي ويجري العمل على تطوير الآلية خلال العام أو العامين المقبلين.
وقال جلالته "لم يكن لهذه الجهود أن تنجح دون الدعم القوي من ألمانيا التي تساعدنا في هذا المجال"، بالإضافة إلى الدعم الكبير الذي يوفره الاتحاد الأوروبي للأردن.
من جانبها، رحبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بجلالة الملك عبدالله الثاني في برلين. وقالت "التقينا آخر مرة في أسيزي في حفل تسليم جائزة مصباح السلام. كما كنت في ضيافة جلالة الملك العام الماضي برفقة وفد من قادة الأعمال وتحدثنا بالطبع عن العلاقات الثنائية".
وأضافت "ألمانيا مستمرة بالعمل مع الأردن ولدينا فكرة واضحة عن التحديات التي تواجهه، خاصة العبء الإنساني الكبير والمسؤولية التي يتحملها الأردن".
وتابعت المستشارة ميركل "دعونا لا ننسى استضافتهم لأعداد كبيرة من اللاجئين بسبب النزاعات في المنطقة وأعداد هائلة من اللاجئين السوريين"، مؤكدة أن "الأردن يقوم بدور مثالي وكبير في منطقة مليئة بالنزاعات".
ولفتت إلى أن المباحثات تناولت عملية السلام في الشرق الأوسط، مؤكدة التزام ألمانيا الواضح بحل الدولتين.
وأضافت أنه رغم صعوبة ظروف العمل والوضع العام، يجب ألا نتوقف عن السعي نحو هدفنا، فهو مهم، ليس فقط لشعوب المنطقة فحسب بل لاستقرار المنطقة بأكملها.
وقالت "تحدثنا أيضا عن الأوضاع في سوريا، ونتشارك في رؤيتنا في الحاجة بشكل أساسي إلى عملية سياسية. ويبدو أننا كنا على مقربة من تشكيل لجنة دستورية تحت إشراف الأمم المتحدة، ويجب إطلاق عملية سياسية تهيئ البيئة المناسبة للعودة المحتملة للاجئين من دول المنطقة مثل لبنان والأردن وأيضا تركيا. هذا أمر مهم جدا لتلك الدول".
وبالنسبة للملف الإيراني، بينت أن وجهة النظر الأوروبية تتمثل في أن خطة العمل الشاملة المشتركة قد تكون نقطة أساسية علينا العودة إليها، ولكن هناك أعباء إضافية تسببها إيران كبرنامج الصواريخ البالستية والنشاط الإيراني في سوريا وانخراطها عسكريا هناك وعلينا بالطبع مناقشة عدد من الأمور الأخرى.
وقالت "نحن ندعم العملية الدبلوماسية ونسعى لدفعها قدما، ولكن في الأيام الماضية زادت التوترات في المنطقة مرة أخرى، ولذلك نحن نقف بحزم إلى جانب التهدئة ووقف التصعيد، فالحلول المستدامة لا يمكن الوصول إليها سوى عبر السبل السياسية".
وقالت سنواصل التعاون الوثيق مع الأردن في مختلف المجالات.
وفي ردها على سؤال حول موقف ألمانيا من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي المتعلقة بضم غور الأردن والمستوطنات داخل الضفة الغربية، قالت المستشارة ميركل إن الحكومة الفيدرالية كما أوضحت سابقا ملتزمة بحل ينطلق من مفاوضات تسوية سلمية دولية تستند إلى حل الدولتين للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأكدت أن أي نوع من إجراءات ضم الأراضي ستضر بعملية السلام ولن تساعد، ونحن لا نوافق على مثل هذه السياسات.
وعبرت عن شجبها للاعتداءات على السعودية، وقالت "علينا أن ننتظر المعلومات الاستخباراتية الواردة عن الاعتداءات، إذ لا يمكن الوصول حاليا إلى موقف نهائي ولكن علينا النظر إلى الموضوع ضمن سياق التوترات في المنطقة بأسرها بشكل عام".
وفي هذا الصدد، شدد جلالة الملك على دعم الأردن للمملكة العربية السعودية بعد الاعتداء الأخير الذي تعرضت له، وقال "من منظور الأردن، كل الدعم للمملكة العربية السعودية، ونأمل أن نتخطى هذا الصراع بأسرع وقت ممكن".
وأكد جلالته على أنه من وجهة النظر الأردنية، أمن واستقرار السعودية أولوية بالنسبة لنا بشكل كبير.
وأضاف جلالته "إننا جميعا في المجتمع الدولي نعمل جاهدين لتخفيف التصعيد ونزع فتيل الأزمة، لأنه لا يمكننا أن نخاطر بفتح الباب أمام المزيد من الأزمات المتلاحقة في منطقتنا".
وردا على سؤال، أكدت المستشارة الألمانية ضرورة التوصل لحل تفاوضي للأزمة في اليمن، معتبرة أن الوضع الحالي صعب ولكن يجب أن نستمر في محاولة إيجاد حل.
وجرى، خلال المباحثات الثنائية والموسعة التي تخللها غداء عمل بحضور عدد من المسؤولين في البلدين، التأكيد على مواصلة التنسيق والتشاور إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتطورات الراهنة إقليميا ودوليا، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وركزت المباحثات على عملية السلام، حيث أكد جلالة الملك ضرورة تكاتف الجهود الدولية إزاء رفض كل الإجراءات الأحادية الجانب التي من شأنها تقويض حل الدولتين باعتباره الحل الوحيد للصراع، والذي تقوم بمقتضاه الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
وتناولت أيضاً الأزمة السورية، حيث أكد جلالته ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة، بما يحفظ وحدة سوريا أرضا وشعبا ويضمن عودة آمنة للاجئين.
من جهتها، أعربت المستشارة الألمانية عن تقدير بلادها للجهود التي يبذلها الأردن، بقيادة جلالة الملك، في التعامل مع أزمات المنطقة ومساعيه من أجل تحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار فيها.
وحضر المباحثات وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومستشار جلالة الملك للاتصال والتنسيق، والسفير الأردني في برلين، وعدد من المسؤولين الألمانيين. (بترا)