الملك لبوتين: بقاء الأزمة السورية يغذي التطرف والإرهاب

جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الروسي فلاديمير بوتين
جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الروسي فلاديمير بوتين

موسكو  - عقد جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في العاصمة الروسية موسكو، أمس لقاء قمة تناولت آفاق تعزيز علاقات التعاون والصداقة الثنائية في شتى الميادين، وآخر المستجدات الإقليمية والدولية.اضافة اعلان
وأكد الزعيمان، خلال مباحثات ثنائية تبعتها أخرى موسعة جرت في قصر الكرملين، وحضرها كبار المسؤولين في البلدين، الحرص المشترك والمستمر على النهوض بالعلاقات الثنائية وتطويرها وتعزيزها في مختلف مجالات التعاون المشترك، وبما يعود بالنفع على البلدين الصديقين، خصوصا في مجالات التجارة والاستثمار والزراعة والسياحة والطاقة والنقل.
وأعرب الزعيمان عن ارتياحهما للمستوى الذي وصلت إليه العلاقات الأردنية الروسية نتيجة التنسيق والتعاون المستمر حيال مختلف القضايا، والبناء على نتائج الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين في مختلف مجالات الاهتمام المشترك.
وفي تصريحات صحفية مشتركة قبيل اللقاء، أكد جلالة الملك والرئيس الروسي أن علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين قوية وفي تطور مستمر.
وقال جلالة الملك "إنه لمن دواعي سروري أن أزور موسكو للمرة الثانية هذا العام، بعد الزيارة الأولى في شهر نيسان (أبريل) الماضي، متطلعاً للتباحث حول مختلف القضايا مع الرئيس بوتين". وأكد جلالته "نحن في الأردن نقدر عالياً العلاقات الثنائية، ليس فقط على صعيد العلاقات بين القيادتين، وإنما أيضاً بين البلدين الصديقين وسبل تطويرها".
وأشار جلالته إلى أن "روسيا تلعب دوراً مهماً في الشرق الأوسط، في مواجهة التحديات في منطقتنا".
وأضاف جلالته أن "لروسيا دوراً رئيسياً، ليس فقط في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإنما أيضاً دوراً حيوياً، ومن بين الأكثر أهمية، فيما يتعلق بمستقبل سورية".
وشدد جلالته، في تصريحاته، على أن "روسيا والأردن يقفان جنباً إلى جنب في الحرب ضد الإرهاب والتطرف".
وقال جلالته "على العالم أن يدرك أنه وبدون دورٍ روسي، فإن التحديات التي تواجه منطقتنا، ستكون أكثر سوءاً".
من جانبه، أعرب الرئيس بوتين في تصريحاته، أمام الصحفيين، عن ترحيبه بزيارة جلالة الملك إلى روسيا.
وقال بوتين، مخاطباً جلالة الملك "اسمحوا لي أن أرحب بكم بحرارة، وإنه لمن دواعي سروري أن العلاقة بين روسيا والأردن في تطور، ونحن دائماً على اتصالٍ مستمرٍ".
وأضاف "لدى البلدين عدد من المشاريع المشتركة الجيدة، وأنا مرتاح بأن حركة التبادل التجاري بين بلدينا قد شهدت ارتفاعاً ملحوظاً خلال العام الماضي، رغم أننا نطمح بالوصول بها إلى مستويات متقدمة".
وقال بوتين "بالتأكيد فإني مهتم لأبحث مع جلالتكم الأوضاع في المنطقة والآفاق المستقبلية لها، والتي للأسف تفاقمت وأصبحت أكثر تعقيداً".
وأكد "أن الأردن لعب دائما دوراً مهماً في استقرار المنطقة".
وتناول جلالة الملك والرئيس الروسي، خلال جلسة المباحثات، التهديدات التي تواجه السلم والأمن العالميين بفعل الحركات والتنظيمات الإرهابية المتطرفة، والتي تشكل خطرا على أمن المنطقة والعالم.
وأكد جلالة الملك، في هذا الإطار، ضرورة تكاتف المجتمع الدولي والأطراف المؤثرة للتوصل إلى حلول سياسية قائمة على الإجماع للأزمات الإقليمية، على أن تكون الاستجابة لهذه الأزمات سريعة، وبما لا يسمح بتزايد تعقيداتها وتداعياتها بشكل أكبر على دول وشعوب المنطقة وأمنها واستقرارها.
وجدد جلالته موقف الأردن الداعم للتحالف الإقليمي والدولي في التصدي للمجموعات والتنظيمات الإرهابية التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وأوضح جلالته أن الدين الإسلامي يدعو في مبادئه إلى التسامح وقبول الآخر والعيش المشترك، ونبذ العنف والتطرف والإرهاب.
من جانب آخر، دعا جلالته المجتمع الدولي، بما فيها روسيا، إلى دعم مساعي التوصل إلى حل عادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والعمل على إيجاد حل سياسي شامل للأزمة السورية، والتي تشكل في مجملها أهم القضايا المركزية التي يقود عدم حلها إلى تغذية التطرف والنزعات الإرهابية في الشرق الأوسط.
وأكد جلالته أهمية تكثيف جهود المجتمع الدولي لإعادة الزخم لعملية السلام، بعد التوصل إلى وقف دائم للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والمساعدة في تهيئة الظروف الملائمة لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وفقا لحل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة، والتي تبحث في جميع قضايا الوضع النهائي وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران (يونيو) العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي الشأن السوري، جدد جلالة الملك التحذير من تداعيات استمرار الأزمة في سورية والتي طال أمدها، خصوصا على دول الجوار التي تستضيف اللاجئين السوريين، حيث يتحمل الأردن أعباء هائلة، كدولة مضيفة لأعداد كبيرة منهم، وبما يفوق طاقات المملكة وإمكاناتها المحدودة، ما يستدعي زيادة وتكثيف الدعم الدولي للأردن في هذا المجال.
ولفت جلالته إلى ما يعانيه الأردن جراء استضافة ما يقارب 1.4 مليون سوري على أراضيه، وما يشكله ذلك من ضغوط كبيرة ومتزايدة على موارده، لاسيما وأن المساعدات التي يقدمها المجتمع الدولي والجهات المانحة للمملكة لا تغطي إلا نحو 40 % من تكلفة استضافة اللاجئين السوريين.
من جهته، ثمن الرئيس الروسي، الذي رحب بزيارة جلالة الملك إلى موسكو، دور الأردن بقيادة جلالته في التعامل مع مختلف القضايا التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط، بكل وسطية واعتدال.
وأشار إلى أن روسيا تدعم الوصول إلى حلول لمشاكل الشرق الأوسط، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وكان الرئيس الروسي أقام مأدبة عشاء تكريماً لجلالة الملك والوفد المرافق، حضرها كبار المسؤولين في البلدين.
وحضر المباحثات عن الجانب الأردني رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير مكتب جلالة الملك، ومستشار جلالة الملك مقرر مجلس السياسات الوطني، والسفير الأردني في موسكو.
وتأتي زيارة جلالة الملك إلى موسكو، وهي الثانية خلال العام الحالي، في إطار التشاور والتنسيق المستمرين مع عواصم صنع القرار العالمي حيال مختلف التطورات التي يشهدها الشرق الأوسط، بما في ذلك سبل التصدي للحركات والتنظيمات الإرهابية التي تشكل تهديداً خطيراً للمنطقة والعالم، وجهود تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وفقا لحل الدولتين، وتطورات الأزمة السورية، ومستجدات الأوضاع في العراق، وبما يحمي المصالح الوطنية الأردنية العليا.
يشار إلى أن اللجنة العليا المشتركة الأردنية الروسية ستعقد اجتماعاتها الشهر المقبل في موسكو، حيث من المتوقع أن يتم التوقيع على مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي بين البلدين للأعوام 2014- 2018.
كما سيتم خلال اجتماعات اللجنة المشتركة بحث سبل تعزيز آفاق التعاون الاقتصادي بين البلدين في مختلف القطاعات.-(بترا)