الملك يجري لقاءات اقتصادية في سان فرانسيسكو

الملك يجري لقاءات اقتصادية في سان فرانسيسكو(بترا)
الملك يجري لقاءات اقتصادية في سان فرانسيسكو(بترا)

سان فرانسيسكو- استهل جلالة الملك عبدالله الثاني، يوم أمس الثلاثاء، زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية، بلقاء مجموعة من قيادات المستثمرين في مجموعة أنجل الأميركية (Angle Investors) المهتمين في توفير الدعم للمشروعات الريادية والناشئة في العالم.اضافة اعلان

وجرى خلال اللقاء، الذي تناول سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين القطاع الخاص في البلدين، بحث امكانية الاستثمار في الشركات الأردنية الناشئة ونقلها من شركات محلية إلى شركات رائدة إقليميا وعالميا، من خلال نقل المعرفة والخبرة لدى المجموعة، خصوصا في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الأردن.

وأكد جلالته، في هذا الصدد، أهمية تعميق علاقات التعاون والشراكة بين المستثمرين والشركات في كلا البلدين، داعياً رجال الأعمال الأميركيين إلى زيارة الأردن والإطلاع على تجربة الاستثمار فيه، في ظل البيئة الاقتصادية النوعية، التي تدعمها سلسلة من الإجراءات والقوانين التي تسهل مهمة المستثمرين وتساعد في نمو أعمالهم.

واستعرض جلالته الميزات التنافسية لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والمزايا الاستثمارية التي يوفرها الاقتصاد الأردني، وما تتمتع به المملكة من موقع جغرافي استراتيجي واتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة الأميركية.

ولفت جلالته إلى أن الأردن استطاع في السنوات الأخيرة تحقيق العديد من النجاحات عبر تحويل التحديات إلى فرص والبناء عليها، بما ساهم في تعزيز المناخ الاستثماري الجاذب، وتوفير بيئة مستقرة جعلت منه وجهة مهمة للاستثمارات الأجنبية على مستوى المنطقة.

واستعرض جلالته مزايا الموقع الاستراتيجي الذي يتميز به الأردن، كبوابة للأسواق العربية التي تضم نحو 350 مليون مستهلك، وحلقة وصل بين آسيا وأفريقيا وأوروبا، فضلاً عن العديد من الاتفاقيات الثنائية والدولية، التي تربط المملكة مع أهم التجمعات الاقتصادية في العالم.

ودعا جلالة الملك المستثمرين في مجموعة أنجل Angle Investors إلى الاستثمار في المشروعات الريادية التي انطلقت في المملكة، لاسيما في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، منوها جلالته إلى بعض التجارب الأردنية الرائدة في هذا المجال.

وعرض ممثلو ست شركات أردنية تعمل في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خلال اللقاء، تجاربهم أمام 30 من قيادات المستثمرين في المجموعة، منوهين إلى الدعم الذي حازوا عليه عند بدء مشروعاتهم، والمساندة الفنية التي تلقوها لتحقيق نجاحات على المستوى المحلي والإقليمي.

وأشاروا إلى الفرص المتاحة في المنطقة والتي تستهدفها الشركات الأردنية الناشئة، لاسيما دول الخليج العربي، وباقي الدول العربية التي يستخدم فيها الانترنت حوالي 141 مليون مستخدم  ناطق بالعربية.

وقال وزير الصناعة والتجارة والتموين الدكتور حاتم الحلواني خلال اللقاء إن التطور الذي شهدته صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات انعكس على مختلف النشاطات الاقتصادية وأثر إيجابا على حجم الصادرات الأردنية.

وأشار إلى الحوافز الإضافية التي تقدمها المملكة للمستثمرين الأجانب، خصوصا في المناطق التنموية، لتمكين الشركات من العمل في بيئة محفزة، وبمستوى ضريبة دخل تصل إلى الصفر، وإعفاء كامل مدخلات الإنتاج من الرسوم الجمركية.

بدوره، استعرض وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عزام سليط البيئة الاستثمارية في المملكة، خصوصا في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والخطوات التي اتخذتها الحكومة لضمان البيئة الممكنة للشركات العاملة فيه.

وقال إن إجراءات الحكومة شملت تطوير التشريعات الناظمة لعمل القطاع وتوفير البنية التحتية بما يتلاءم مع المتطلبات العالمية، وتطوير مناهج التعليم لتكون وفق أفضل المواصفات وبما يخدم متطلبات السوق المحلية والإقليمية على السواء.  وأكد المستثمرون في مجموعة أنجل Angle Investors أن الشركات العاملة في صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تبدي اهتماما كبيرا في الفرص الاستثمارية في الأردن، كونها تمثل فرصة للدخول إلى باقي أسواق المنطقة.

وشددوا على أهمية ربط الأفكار الريادية والشركات الناشئة بمصادر التمويل لضمان تحقيق النجاح والتوسع، والإسهام بالتالي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والتي توليها المجموعة أهمية كبيرة.

وتضم مجموعة أنجل Angle Investors عددا من كبار المستثمرين العالميين، حيث تعمل على تنمية الاستثمارات ذات العائد والنمو المرتفع، وتقدم التمويل للفرص الاستثمارية الواعدة لخلق أثر اجتماعي وبيئي لقصص النجاح التي تتحقق على مستوى المؤسسات ورجال الأعمال.

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، قال رئيس مركز كابور ميتشل كابور، الذي يستثمر في السليكون فالي، إن هناك فرصا كبيرة للشركات الناشئة الأردنية في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ذات القيمة الاقتصادية الكبيرة والتي تحظى بالدعم في مراحل التأسيس المبكرة والتي تتوافق مع رؤية جلالة الملك في هذا المجال.

وأكد أن الشركات العاملة في السيلكون فالي مهتمة بالتعرف أكثر على الفرص المتاحة في الأردن، لاسيما وأن منطقة الشرق الأوسط تشهد اهتماما كبيرا من قبل الشركات الأميركية، التي بدأت بفتح مكاتب إقليمية في الأردن، "واعتقد أن شركات أميركية أخرى ستعود قريبا إلى المنطقة".

وفي جامعة كاليفورنيا في بيركلي، التي استضافت مؤتمرا للمستثمرين الأردنيين في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الأردن تحت عنوان "الابتكار والإبداع الأردني"، التقى جلالة الملك برئيس الجامعة نيكولاس ديركس، وبحث معه مجالات التعاون الأكاديمي والعلمي بين الجامعة والجامعات الأردنية.

وأكد جلالته، خلال اللقاء، تقديره الكبير للإنجازات العلمية والأكاديمية التي حققتها جامعة كاليفورنيا في بيركلي على المستوى العالمي، معربا عن شكره للجامعة على استضافت مؤتمر "الابتكار والإبداع الأردني".

بدوره، أعرب رئيس الجامعة عن سعادته والهيئة التدريسية بلقاء جلالة الملك وحضوره للمؤتمر الذي نظمته الجامعة للشركات الأردنية الريادية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وأكد أن الجامعة، وخصوصا مركز سكايديك فيها، والذي يوفر الدعم للمشروعات الناشئة، ستقدم كل الدعم الممكن للشركات الريادية الأردنية وتزويدها بالأدوات التي تمكنها من تطوير مشروعاتها لتسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وقال جلالة الملك، في كلمة أمام المشاركين في المؤتمر،"إن رؤية الأردن تستند إلى اقتصاد منفتح على النمو الغني بالوظائف والموجه نحو التصدير، والقائم على التنافس العادل، والاستثمار في التعليم، والبحث والتطوير، والبنية التحتية، وتوفير المساعدة لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والشركات الناشئة، عبر بناء حاضنات أعمال للمشروعات، ومناطق تنموية ومسرعات للابتكار".

وأكد جلالته خلال الكلمة "أنه ولدعم هذه الأهداف، فقد بدأ الأردن قبل خمسة عشر عاما باتخاذ الخطوات المدروسة لتحقيق إصلاح شامل مستدام، وتعزيز المواطنة الفاعلة، وخلق فرص جديدة، ورفع مستوى المعيشة في البلاد بأسرها".

وفيما يلي نص كلمة جلالة الملك: شكرا لكم. أنا سعيد لوجودي هنا، وأود أن أتوجه بخالص الشكر لمضيفينا في جامعة كاليفورنيا في بيركلي.

تشتهر هذه الجامعة بأنها موئل للتفكير الإبداعي الخلاق، وما تنظيم هذا الحدث إلا مساهمة في تعزيز هذه الصورة. ولذا، فأنا أتقدم بالشكر منكم جميعا لمنحنا وقتكم والتواجد معنا اليوم، واسمحوا لي أن أخص بالشكر حاضنة الأعمال، سكاي ديك، حيث أن النموذج الذي أسسته لحضانة الشركات والأعمال الناشئة يخدم مستقبل العالم فعلا.

لقد كنت دائما معجبا بقدرة رجال الأعمال الرياديين على بدء العمل بلبنة واحدة ... لنراها بعد ذلك وقد صارت بيتا، ثم مدينة كاملة. لكن المشاريع الجديدة تحتاج إلى أرضية صلبة للبناء عليها. وهذه هي رؤية الأردن: أن يكون اقتصادنا منفتحا على النمو الغني بالوظائف والموجه نحو التصدير، والقائم على التنافس العادل، والاستثمار في التعليم، والبحث والتطوير، والبنية التحتية، وتوفير المساعدة لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والشركات الناشئة الأخرى، وكل ذلك عبر بناء حاضنات أعمال للمشاريع ومناطق تنموية ومسرعات الابتكار، وغيرها من المرافق الضرورية.

لكن السؤال هنا: لماذا كل هذا الالتزام؟ أما الجواب فبكلمتين: المصلحة الوطنية، ذلك أن بلدنا يحتاج بشكل عاجل إلى وظائف - وظائف جيدة - خصوصا لشبابنا الذين يشكلون الغالبية العظمى من السكان. ويعد تشجيع روح الابتكار في القطاع الخاص عاملا أساسيا لتحقيق ذلك.

ولدعم هذه الأهداف، بدأ الأردن قبل خمسة عشر عاما في اتخاذ بعض الخطوات المدروسة جيدا، حين أدركنا الحاجة الملحة لتحقيق إصلاح شامل مستدام، وتعزيز المواطنة الفاعلة... وخلق الفرص الجديدة... ورفع مستوى المعيشة في البلاد بأسرها.

ولقد مُهدت الطريق أمام الأردن كي يكون البلد الذي هو عليه الآن، حيث رحبنا بقيم الاعتدال والانفتاح واحترام الأخر والمشاركة الجماعية والحرص على المستقبل. ومن خلال هذه القيم، استطاع الأردن أن يطرح نفسه كشريك في صنع السلام الإقليمي، وحفظ السلم العالمي، وفي الحوار بين الأديان وأن يكون داعما أساسيا لروح الريادة في منطقتنا.

وبالعزيمة نفسها استمر الأردن واحة أمن لشعبنا بقدرة على التكيف مع المستجدات بمرونة. وقد شهدنا مؤخرا تدفقا للاجئين الباحثين عن ملاذ آمن في بلدنا، حيث يبلغ عدد اللاجئين السوريين حاليا 1.3 مليونا، ما يشكل 20 بالمئة من عدد السكان الكلي، ما زاد الضغط بشكل كبير على موارد المملكة. ونحن نستجيب لهذا الواقع من خلال العمل بشكل وثيق مع المجتمع الدولي لتوفير مستويات كافية من المساعدة الإنسانية، ولكن هناك حاجة كبيرة للمزيد من الدعم.

ولإدامة النمو الاقتصادي، نتطلع إلى تنفيذ مخطط اقتصادي عشري يجري إعداده حاليا من خلال عملية تشاورية وطنية. وسوف يجمع مشروع "الأردن 2025" بين خطة عمل وإدارة صارمة للأداء تضمن تطوير قدرة الحكومة على الإنجاز وتحقيق نتائج تلبي التوقعات.

ونحن نستفيد أيضا من موجودات ومزايا وطنية، حيث يعد الأردن نقطة وصل بين ثلاث قارات، ويتمتع بعلاقات دولية مميزة واتفاقيات تجارة حرة متعددة. ويضمن هذا الموقع لمشاريع، تتخذ من الأردن مقرا لها، إمكانية الوصول إلى مليار مستهلك في العالم، بما في ذلك أوروبا والولايات المتحدة وآسيا.

كما يوجد لدينا ثروة أكثر أهمية، وهي شعبنا الشاب الطموح الملم بثقافة العالم وأحواله. والأردنيون مقبلون بنشاط على استخدام شبكة الانترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية والتكنولوجيا الحديثة. وهم مدركون للحاجة الإقليمية للمحتوى والتطبيقات والمنصات الإلكترونية – بل هم من يسهمون فعلا في تعزيز هذا الطلب.

وتشكل هذه المواهب بمجموعها مصدرا وفيرا للعمالة الجاهزة لتلبية متطلبات قطاعات متعددة، خصوصا قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. فهذه الصناعة التي بدأت في الأردن متواضعة قبل خمسة عشر عاما قد أصبحت الآن القطاع الأسرع نموا في اقتصادنا، والذي يساهم باثني عشر بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في البلاد، كما استطاع هذا القطاع أن يولد نحو 80 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة. ورغم التحديات التي يواجهها قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فقد تضاعفت صادرات هذه القطاع ثماني مرات، وتصل منتجاته الآن إلى حوالي 60 بلدا.

وقد استطاع الأردن من خلال قدراته الإبداعية أن يكتسب لقب "وادي السليكون". وأصبحت عمان العاصمة الإقليمية للشركات الناشئة، وعاشر أفضل مكان لإنشاء شركة تكنولوجيا في العالم. ونجد أن الشركات القائمة تنمو وتتوسع في أعمالها، وتنجح في بناء شراكات عالمية مع أبرز قادة هذه الصناعة. كما أن الأردن هو موطن لبوابات المحتوى الإلكتروني العربي الثلاثة الأكثر شعبية في العالم العربي، وفيه يدار 75 بالمئة من محتوى الشبكة الذي ينشئه المستخدمون باللغة العربية.

إن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هو واحد من الصناعات التي تستفيد من موقع الأردن كبوابة إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا – وهي المنطقة التي يقطنها 350 مليون مستهلك يتحدثون لغة واحدة، هي العربية، وأكثر من 70 بالمئة منهم في سن الثلاثين أو أصغر. وتشكل هذه المنطقة سوقا ناضجة ومتنامية غير مستغلة تماما من قبل الشركات الأمريكية. وتوفر لكم القوة العاملة الأردنية التي تتمتع بالمعرفة والمتفوقة تكنولوجيا، وإتقان لغة ثانية، موقعا ممتازا للوصول إلى هؤلاء المستهلكين.

واسمحوا لي أن أتوقف هنا قليلا لأشكر جميع من آمنوا بنا ونحن ننطلق في رحلتنا - منهم مسرعات الأعمال في خليج سان فرانسيسكو مثل "فايف هندرد ستارت أبس" و"بلج آند بلاي" و"ألتشيميست"؛ والمستثمرين مثل إنتل كابيتال؛ وشركات مثل سيسكو سيستمز؛ وغيرهم. كذلك لعب الأردنيون العاملون في منطقة خليج سان فرانسيسكو دورا مهما في مساعدتنا على إطلاق العنان لإمكانياتنا وقدراتنا.

أصدقائي، إننا نريد دفع هذه الجهود إلى الأمام، وأبعد من ذلك بكثير. وهذا يتطلب قيادة من القطاعين العام والخاص. وفي هذا السياق، فقد سرني أن أرى الأردن وقد تقدم ثلاث مراتب على مؤشر جاهزية شبكات الاتصال وتكنولوجيا المعلومات الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، ما يؤكد من جديد على قدرتنا القيادية. ونحن عازمون على أن نستمر في هذا التوجه.

إننا ملتزمون بالعمل عن قرب مع القائمين على صناعة تكنولوجيا المعلومات وشركات أخرى جديدة. فنحن نريد لكم النجاح، وسنبذل كل ما في وسعنا لمساعدتكم في كل خطوة تتخذونها على هذه الطريق.

وأدعوكم جميعا للانخراط مع طاقاتنا الناشئة الشابة كشركاء في الأعمال أو مستثمرين أو مرشدين. وستجدون الترحاب بكم في مجتمع التكنولوجيا الأردني الذي يتميز بالإبداع والشغف والحماس للمستقبل. ولذا، فأنا أدعوكم لزيارة الأردن والانضمام إلينا.

واسمحوا لي أن أقول إن خير مكان تبدأون منه هو منتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي سيعقد في عمان في تشرين الثاني المقبل. وستلتقون هناك بالمبدعين من مختلف أنحاء الأردن والمنطقة، إلى جانب شخصيات عالمية فاعلة. وعليه، أدعوكم للمشاركة كي تتبادلوا الأفكار وتستكشفوا الفرص والإمكانات. وأنا على قناعة بأنكم ستجدون شركاء يساهمون في تحويل أفكاركم الإبداعية الخلاقة إلى واقع ملموس.

أشكركم جميعا.

وكان رئيس الجامعة البروفسور نيكولاس ديركس قد رحب بجلالة الملك والوفد المرافق، وأكد أهمية الجهود التي يبذلها جلالته في دعم الإبداع والابتكار وصولا إلى الاقتصاد المنتج الذي يوفر فرص العمل "وهو ما جعل الأردن مكانا أفضل للاستثمار خصوصا في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات".

وأشار إلى أن هذا القطاع يحمل فرصا عديدة في الأردن ويوفر منصة للشركات العالمية للانخراط فيها، مؤكدا أن فرصا كثيرة ستأتي من الأردن في هذا المجال.

وخلال جلسة المؤتمر، التي شارك فيها من الأردن نائب رئيس مجلس إدارة أويسس 500 مروان جمعة، ورئيس جمعية إنتاج جواد عباسي ومؤسس موقع خرابيش وائل عتيلي، تم استعراض البيئة التي تعمل فيها الشركات الناشئة في المملكة، وأثر ذلك الإيجابي على النشاطات الاقتصادية والاجتماعية، ودور الشباب الأردني في تقديم الأفكار الريادية التي حققت نجاحات على المستوى الإقليمي والعالمي.

وعلى هامش المؤتمر، تم عرض فيلم عن التجربة الأردنية تناول بدايات الشركات الأردنية العاملة في مجال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، والتطورات التي مرت فيها للانتقال من تقديم الخدمات والمنتجات من السوق المحلية إلى الإقليمية خصوصا في دول الخليج العربي.

وعلى هامش المؤتمر، التقى جلالة الملك عددا من الأكاديميين والمستثمرين ورجال الأعمال الأردنيين المشاركين، الذين حققوا قصص نجاح لاستثماراتهم في أميركا، مشيداً بالروح الريادية والخلاقة لديهم في مجالات الاستثمار، وضرورة نقل تجاربهم إلى المملكة لتساهم في بناء الاقتصاد الوطني.

وفي مقابلة مع (بترا)، قال رجل الأعمال الأردني المستثمر في أميركا، زيد أيوب، إن العلاقات بين الشركات الأردنية والأميركية العاملة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات متينة، وتوثقها زيارات جلالة الملك، لضمان زيادة جاهزية الشركات الأردنية والتواصل مع أهم المستثمرين في هذا القطاع.

 وقال "نعمل على جذب شركات ناشئة أردنية وتوصيلها مع أبرز الشركات الأميركية النظيرة لها"، لمساعدتهم في توفير التدريب والتمويل، بحيث تكون علاقة بالاتجاهين؛ تستفيد الشركات الأردنية وتمكن الشركات الأميركية من اكتشاف الفرص في السوق الأردنية ودول الإقليم.

وأضاف أنه مع الدعم الذي يوفره جلالة الملك لتحفيز بيئة الاستثمار في المملكة، ومثل هذه اللقاءات، فإنها تعطي المستثمرين الأميركيين اهتماما أكبر بالاستثمار في المملكة والتعرف على الفرص المتاحة فيه.

وتعد جامعة كاليفورنيا في بيركلي التي تأسست عام 1868، الأولى في منظومة جامعة كاليفورنيا التي تضم عشرة فروع، وتقدم 350 برنامجا بين التدريب المهني والبكالوريوس والماجستير والدكتوراة، وتشترك بيركلي في إدارة ثلاثة مختبرات تابعة لوزارةالطاقة الأمريكية هي: مختبر لوس ألاموس الوطني، ومختبر لورنس ليفرمور الوطني، ومختبر لورنس بيركلي الوطني، فيما يعمل مركز سكايديك في الجامعة على تزويد الشركات الناشئة بأفضل الأدوات والموارد لصقل الأفكار الريادية وتنمية استثمارات الرياديين.

وضم الوفد المرافق لجلالة الملك في زيارته الى جامعة كاليفورنيا ي بيركلي، رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك، ووزير الصناعة والتجارة والتموين، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والسفيرة الأردنية في واشنطن.

ويعد اقتصاد كاليفورنيا الأقوى على مستوى الاقتصاد الأميركي، إذ يسهم بنحو 13 بالمئة في الاقتصاد الكلي الأميركي، وتصنف كاليفورنيا عالميا في المرتبة الثامنة، كاقتصاد مستقل، وبقيمة ناتج إجمالي تتجاوز 2 تريليون دولار، وبمستوى دخل فردي يقارب 40 ألف دولار سنويا.

ويعتمد اقتصاد كاليفورنيا بشكل رئيس على الصادرات الصناعية وتكنولوجيا المعلومات والمنتجات الإلكترونية والآلات الكهربائية، والمنتجات الزراعية والمواد الكيماوية والطاقة.

وعرض ممثلو ست شركات أردنية تعمل في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خلال اللقاء، تجاربهم أمام 30 من قيادات المستثمرين في المجموعة، منوهين إلى الدعم الذي حازوا عليه عند بدء مشروعاتهم، والمساندة الفنية التي تلقوها لتحقيق نجاحات على المستوى المحلي والإقليمي.

وأشاروا إلى الفرص المتاحة في المنطقة والتي تستهدفها الشركات الأردنية الناشئة، لاسيما دول الخليج العربي، وباقي الدول العربية التي يستخدم فيها الانترنت حوالي 141 مليون مستخدم ناطق بالعربية.

وقال وزير الصناعة والتجارة والتموين الدكتور حاتم الحلواني خلال اللقاء إن التطور الذي شهدته صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات انعكس على مختلف النشاطات الاقتصادية وأثر إيجابا على حجم الصادرات الأردنية.

وأشار إلى الحوافز الإضافية التي تقدمها المملكة للمستثمرين الأجانب، خصوصا في المناطق التنموية، لتمكين الشركات من العمل في بيئة محفزة، وبمستوى ضريبة دخل تصل إلى الصفر، وإعفاء كامل مدخلات الإنتاج من الرسوم الجمركية.

بدوره، استعرض وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عزام سليط البيئة الاستثمارية في المملكة، خصوصا في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والخطوات التي اتخذتها الحكومة لضمان البيئة الممكنة للشركات العاملة فيه.

وقال إن إجراءات الحكومة شملت تطوير التشريعات الناظمة لعمل القطاع وتوفير البنية التحتية بما يتلاءم مع المتطلبات العالمية، وتطوير مناهج التعليم لتكون وفق أفضل المواصفات وبما يخدم متطلبات السوق المحلية والإقليمية على السواء. وأكد المستثمرون في مجموعة أنجل Angle Investors أن الشركات العاملة في صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تبدي اهتماما كبيرا في الفرص الاستثمارية في الأردن، كونها تمثل فرصة للدخول إلى باقي أسواق المنطقة.

وشددوا على أهمية ربط الأفكار الريادية والشركات الناشئة بمصادر التمويل لضمان تحقيق النجاح والتوسع، والإسهام بالتالي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والتي توليها المجموعة أهمية كبيرة.

وتضم مجموعة أنجل Angle Investors عددا من كبار المستثمرين العالميين، حيث تعمل على تنمية الاستثمارات ذات العائد والنمو المرتفع، وتقدم التمويل للفرص الاستثمارية الواعدة لخلق أثر اجتماعي وبيئي لقصص النجاح التي تتحقق على مستوى المؤسسات ورجال الأعمال.

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، قال رئيس مركز كابور ميتشل كابور، الذي يستثمر في السليكون فالي، إن هناك فرصا كبيرة للشركات الناشئة الأردنية في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ذات القيمة الاقتصادية الكبيرة والتي تحظى بالدعم في مراحل التأسيس المبكرة والتي تتوافق مع رؤية جلالة الملك في هذا المجال.

وأكد أن الشركات العاملة في السيلكون فالي مهتمة بالتعرف أكثر على الفرص المتاحة في الأردن، لاسيما وأن منطقة الشرق الأوسط تشهد اهتماما كبيرا من قبل الشركات الأميركية، التي بدأت بفتح مكاتب إقليمية في الأردن، "واعتقد أن شركات أميركية أخرى ستعود قريبا إلى المنطقة".

وفي جامعة كاليفورنيا في بيركلي، التي استضافت مؤتمرا للمستثمرين الأردنيين في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الأردن تحت عنوان "الابتكار والإبداع الأردني"، التقى جلالة الملك برئيس الجامعة نيكولاس ديركس، وبحث معه مجالات التعاون الأكاديمي والعلمي بين الجامعة والجامعات الأردنية.

وأكد جلالته، خلال اللقاء، تقديره الكبير للإنجازات العلمية والأكاديمية التي حققتها جامعة كاليفورنيا في بيركلي على المستوى العالمي، معربا عن شكره للجامعة على استضافت مؤتمر "الابتكار والإبداع الأردني".

بدوره، أعرب رئيس الجامعة عن سعادته والهيئة التدريسية بلقاء جلالة الملك وحضوره للمؤتمر الذي نظمته الجامعة للشركات الأردنية الريادية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وأكد أن الجامعة، وخصوصا مركز سكايديك فيها، والذي يوفر الدعم للمشروعات الناشئة، ستقدم كل الدعم الممكن للشركات الريادية الأردنية وتزويدها بالأدوات التي تمكنها من تطوير مشروعاتها لتسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وقال جلالة الملك، في كلمة أمام المشاركين في المؤتمر،"إن رؤية الأردن تستند إلى اقتصاد منفتح على النمو الغني بالوظائف والموجه نحو التصدير، والقائم على التنافس العادل، والاستثمار في التعليم، والبحث والتطوير، والبنية التحتية، وتوفير المساعدة لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والشركات الناشئة، عبر بناء حاضنات أعمال للمشروعات، ومناطق تنموية ومسرعات للابتكار".

وأكد جلالته خلال الكلمة "أنه ولدعم هذه الأهداف، فقد بدأ الأردن قبل خمسة عشر عاما باتخاذ الخطوات المدروسة لتحقيق إصلاح شامل مستدام، وتعزيز المواطنة الفاعلة، وخلق فرص جديدة، ورفع مستوى المعيشة في البلاد بأسرها".

وفيما يلي نص كلمة جلالة الملك: شكرا لكم. أنا سعيد لوجودي هنا، وأود أن أتوجه بخالص الشكر لمضيفينا في جامعة كاليفورنيا في بيركلي.

تشتهر هذه الجامعة بأنها موئل للتفكير الإبداعي الخلاق، وما تنظيم هذا الحدث إلا مساهمة في تعزيز هذه الصورة. ولذا، فأنا أتقدم بالشكر منكم جميعا لمنحنا وقتكم والتواجد معنا اليوم، واسمحوا لي أن أخص بالشكر حاضنة الأعمال، سكاي ديك، حيث أن النموذج الذي أسسته لحضانة الشركات والأعمال الناشئة يخدم مستقبل العالم فعلا.

لقد كنت دائما معجبا بقدرة رجال الأعمال الرياديين على بدء العمل بلبنة واحدة ... لنراها بعد ذلك وقد صارت بيتا، ثم مدينة كاملة. لكن المشاريع الجديدة تحتاج إلى أرضية صلبة للبناء عليها. وهذه هي رؤية الأردن: أن يكون اقتصادنا منفتحا على النمو الغني بالوظائف والموجه نحو التصدير، والقائم على التنافس العادل، والاستثمار في التعليم، والبحث والتطوير، والبنية التحتية، وتوفير المساعدة لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والشركات الناشئة الأخرى، وكل ذلك عبر بناء حاضنات أعمال للمشاريع ومناطق تنموية ومسرعات الابتكار، وغيرها من المرافق الضرورية.

لكن السؤال هنا: لماذا كل هذا الالتزام؟ أما الجواب فبكلمتين: المصلحة الوطنية، ذلك أن بلدنا يحتاج بشكل عاجل إلى وظائف - وظائف جيدة - خصوصا لشبابنا الذين يشكلون الغالبية العظمى من السكان. ويعد تشجيع روح الابتكار في القطاع الخاص عاملا أساسيا لتحقيق ذلك.

ولدعم هذه الأهداف، بدأ الأردن قبل خمسة عشر عاما في اتخاذ بعض الخطوات المدروسة جيدا، حين أدركنا الحاجة الملحة لتحقيق إصلاح شامل مستدام، وتعزيز المواطنة الفاعلة... وخلق الفرص الجديدة... ورفع مستوى المعيشة في البلاد بأسرها.

ولقد مُهدت الطريق أمام الأردن كي يكون البلد الذي هو عليه الآن، حيث رحبنا بقيم الاعتدال والانفتاح واحترام الأخر والمشاركة الجماعية والحرص على المستقبل. ومن خلال هذه القيم، استطاع الأردن أن يطرح نفسه كشريك في صنع السلام الإقليمي، وحفظ السلم العالمي، وفي الحوار بين الأديان وأن يكون داعما أساسيا لروح الريادة في منطقتنا.

وبالعزيمة نفسها استمر الأردن واحة أمن لشعبنا بقدرة على التكيف مع المستجدات بمرونة. وقد شهدنا مؤخرا تدفقا للاجئين الباحثين عن ملاذ آمن في بلدنا، حيث يبلغ عدد اللاجئين السوريين حاليا 1.3 مليونا، ما يشكل 20 بالمئة من عدد السكان الكلي، ما زاد الضغط بشكل كبير على موارد المملكة. ونحن نستجيب لهذا الواقع من خلال العمل بشكل وثيق مع المجتمع الدولي لتوفير مستويات كافية من المساعدة الإنسانية، ولكن هناك حاجة كبيرة للمزيد من الدعم.

ولإدامة النمو الاقتصادي، نتطلع إلى تنفيذ مخطط اقتصادي عشري يجري إعداده حاليا من خلال عملية تشاورية وطنية. وسوف يجمع مشروع "الأردن 2025" بين خطة عمل وإدارة صارمة للأداء تضمن تطوير قدرة الحكومة على الإنجاز وتحقيق نتائج تلبي التوقعات.

ونحن نستفيد أيضا من موجودات ومزايا وطنية، حيث يعد الأردن نقطة وصل بين ثلاث قارات، ويتمتع بعلاقات دولية مميزة واتفاقيات تجارة حرة متعددة. ويضمن هذا الموقع لمشاريع، تتخذ من الأردن مقرا لها، إمكانية الوصول إلى مليار مستهلك في العالم، بما في ذلك أوروبا والولايات المتحدة وآسيا.

كما يوجد لدينا ثروة أكثر أهمية، وهي شعبنا الشاب الطموح الملم بثقافة العالم وأحواله. والأردنيون مقبلون بنشاط على استخدام شبكة الانترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية والتكنولوجيا الحديثة. وهم مدركون للحاجة الإقليمية للمحتوى والتطبيقات والمنصات الإلكترونية – بل هم من يسهمون فعلا في تعزيز هذا الطلب.

وتشكل هذه المواهب بمجموعها مصدرا وفيرا للعمالة الجاهزة لتلبية متطلبات قطاعات متعددة، خصوصا قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. فهذه الصناعة التي بدأت في الأردن متواضعة قبل خمسة عشر عاما قد أصبحت الآن القطاع الأسرع نموا في اقتصادنا، والذي يساهم باثني عشر بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في البلاد، كما استطاع هذا القطاع أن يولد نحو 80 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة. ورغم التحديات التي يواجهها قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فقد تضاعفت صادرات هذه القطاع ثماني مرات، وتصل منتجاته الآن إلى حوالي 60 بلدا.

وقد استطاع الأردن من خلال قدراته الإبداعية أن يكتسب لقب "وادي السليكون". وأصبحت عمان العاصمة الإقليمية للشركات الناشئة، وعاشر أفضل مكان لإنشاء شركة تكنولوجيا في العالم. ونجد أن الشركات القائمة تنمو وتتوسع في أعمالها، وتنجح في بناء شراكات عالمية مع أبرز قادة هذه الصناعة. كما أن الأردن هو موطن لبوابات المحتوى الإلكتروني العربي الثلاثة الأكثر شعبية في العالم العربي، وفيه يدار 75 بالمئة من محتوى الشبكة الذي ينشئه المستخدمون باللغة العربية.

إن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هو واحد من الصناعات التي تستفيد من موقع الأردن كبوابة إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا – وهي المنطقة التي يقطنها 350 مليون مستهلك يتحدثون لغة واحدة، هي العربية، وأكثر من 70 بالمئة منهم في سن الثلاثين أو أصغر. وتشكل هذه المنطقة سوقا ناضجة ومتنامية غير مستغلة تماما من قبل الشركات الأمريكية. وتوفر لكم القوة العاملة الأردنية التي تتمتع بالمعرفة والمتفوقة تكنولوجيا، وإتقان لغة ثانية، موقعا ممتازا للوصول إلى هؤلاء المستهلكين.

واسمحوا لي أن أتوقف هنا قليلا لأشكر جميع من آمنوا بنا ونحن ننطلق في رحلتنا - منهم مسرعات الأعمال في خليج سان فرانسيسكو مثل "فايف هندرد ستارت أبس" و"بلج آند بلاي" و"ألتشيميست"؛ والمستثمرين مثل إنتل كابيتال؛ وشركات مثل سيسكو سيستمز؛ وغيرهم. كذلك لعب الأردنيون العاملون في منطقة خليج سان فرانسيسكو دورا مهما في مساعدتنا على إطلاق العنان لإمكانياتنا وقدراتنا.

أصدقائي، إننا نريد دفع هذه الجهود إلى الأمام، وأبعد من ذلك بكثير. وهذا يتطلب قيادة من القطاعين العام والخاص. وفي هذا السياق، فقد سرني أن أرى الأردن وقد تقدم ثلاث مراتب على مؤشر جاهزية شبكات الاتصال وتكنولوجيا المعلومات الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، ما يؤكد من جديد على قدرتنا القيادية. ونحن عازمون على أن نستمر في هذا التوجه.

إننا ملتزمون بالعمل عن قرب مع القائمين على صناعة تكنولوجيا المعلومات وشركات أخرى جديدة. فنحن نريد لكم النجاح، وسنبذل كل ما في وسعنا لمساعدتكم في كل خطوة تتخذونها على هذه الطريق.

وأدعوكم جميعا للانخراط مع طاقاتنا الناشئة الشابة كشركاء في الأعمال أو مستثمرين أو مرشدين. وستجدون الترحاب بكم في مجتمع التكنولوجيا الأردني الذي يتميز بالإبداع والشغف والحماس للمستقبل. ولذا، فأنا أدعوكم لزيارة الأردن والانضمام إلينا.

واسمحوا لي أن أقول إن خير مكان تبدأون منه هو منتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي سيعقد في عمان في تشرين الثاني المقبل. وستلتقون هناك بالمبدعين من مختلف أنحاء الأردن والمنطقة، إلى جانب شخصيات عالمية فاعلة. وعليه، أدعوكم للمشاركة كي تتبادلوا الأفكار وتستكشفوا الفرص والإمكانات. وأنا على قناعة بأنكم ستجدون شركاء يساهمون في تحويل أفكاركم الإبداعية الخلاقة إلى واقع ملموس.

وكان رئيس الجامعة البروفسور نيكولاس ديركس قد رحب بجلالة الملك والوفد المرافق، وأكد أهمية الجهود التي يبذلها جلالته في دعم الإبداع والابتكار وصولا إلى الاقتصاد المنتج الذي يوفر فرص العمل "وهو ما جعل الأردن مكانا أفضل للاستثمار خصوصا في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات".

وأشار إلى أن هذا القطاع يحمل فرصا عديدة في الأردن ويوفر منصة للشركات العالمية للانخراط فيها، مؤكدا أن فرصا كثيرة ستأتي من الأردن في هذا المجال.

وخلال جلسة المؤتمر، التي شارك فيها من الأردن نائب رئيس مجلس إدارة أويسس 500 مروان جمعة، ورئيس جمعية إنتاج جواد عباسي ومؤسس موقع خرابيش وائل عتيلي، تم استعراض البيئة التي تعمل فيها الشركات الناشئة في المملكة، وأثر ذلك الإيجابي على النشاطات الاقتصادية والاجتماعية، ودور الشباب الأردني في تقديم الأفكار الريادية التي حققت نجاحات على المستوى الإقليمي والعالمي.

وعلى هامش المؤتمر، تم عرض فيلم عن التجربة الأردنية تناول بدايات الشركات الأردنية العاملة في مجال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، والتطورات التي مرت فيها للانتقال من تقديم الخدمات والمنتجات من السوق المحلية إلى الإقليمية خصوصا في دول الخليج العربي.

وعلى هامش المؤتمر، التقى جلالة الملك عددا من الأكاديميين والمستثمرين ورجال الأعمال الأردنيين المشاركين، الذين حققوا قصص نجاح لاستثماراتهم في أميركا، مشيداً بالروح الريادية والخلاقة لديهم في مجالات الاستثمار، وضرورة نقل تجاربهم إلى المملكة لتساهم في بناء الاقتصاد الوطني.

وفي مقابلة مع (بترا)، قال رجل الأعمال الأردني المستثمر في أميركا، زيد أيوب، إن العلاقات بين الشركات الأردنية والأميركية العاملة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات متينة، وتوثقها زيارات جلالة الملك، لضمان زيادة جاهزية الشركات الأردنية والتواصل مع أهم المستثمرين في هذا القطاع.

وقال "نعمل على جذب شركات ناشئة أردنية وتوصيلها مع أبرز الشركات الأميركية النظيرة لها"، لمساعدتهم في توفير التدريب والتمويل، بحيث تكون علاقة بالاتجاهين؛ تستفيد الشركات الأردنية وتمكن الشركات الأميركية من اكتشاف الفرص في السوق الأردنية ودول الإقليم.

وأضاف أنه مع الدعم الذي يوفره جلالة الملك لتحفيز بيئة الاستثمار في المملكة، ومثل هذه اللقاءات، فإنها تعطي المستثمرين الأميركيين اهتماما أكبر بالاستثمار في المملكة والتعرف على الفرص المتاحة فيه.

وتعد جامعة كاليفورنيا في بيركلي التي تأسست عام 1868، الأولى في منظومة جامعة كاليفورنيا التي تضم عشرة فروع، وتقدم 350 برنامجا بين التدريب المهني والبكالوريوس والماجستير والدكتوراة، وتشترك بيركلي في إدارة ثلاثة مختبرات تابعة لوزارةالطاقة الأمريكية هي: مختبر لوس ألاموس الوطني، ومختبر لورنس ليفرمور الوطني، ومختبر لورنس بيركلي الوطني، فيما يعمل مركز سكايديك في الجامعة على تزويد الشركات الناشئة بأفضل الأدوات والموارد لصقل الأفكار الريادية وتنمية استثمارات الرياديين.

وضم الوفد المرافق لجلالة الملك في زيارته الى جامعة كاليفورنيا ي بيركلي، رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك، ووزير الصناعة والتجارة والتموين، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والسفيرة الأردنية في واشنطن.

ويعد اقتصاد كاليفورنيا الأقوى على مستوى الاقتصاد الأميركي، إذ يسهم بنحو 13 بالمئة في الاقتصاد الكلي الأميركي، وتصنف كاليفورنيا عالميا في المرتبة الثامنة، كاقتصاد مستقل، وبقيمة ناتج إجمالي تتجاوز 2 تريليون دولار، وبمستوى دخل فردي يقارب 40 ألف دولار سنويا.

ويعتمد اقتصاد كاليفورنيا بشكل رئيس على الصادرات الصناعية وتكنولوجيا المعلومات والمنتجات الإلكترونية والآلات الكهربائية، والمنتجات الزراعية والمواد الكيماوية والطاقة.