الملك يوعز بإعفاء مستحقي قرض الإسكان العسكري من شرط وجود عقار للرهن

الملك  يتسلم هدية رمزية عبارة عن مجسم لمدفع 25 رطلا والذي استخدم في حرب 1948
الملك يتسلم هدية رمزية عبارة عن مجسم لمدفع 25 رطلا والذي استخدم في حرب 1948

البحر الميت - رعى جلالة الملك عبدالله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة أمس، احتفال المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء، بيوم الوفاء الوطني للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء، في قصر الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات على شاطئ البحر الميت.اضافة اعلان
وخصص الاحتفال بهذه المناسبة هذا العام، تخليدا لبطولات وتضحيات الجيش العربي التي خاضها في حرب العام 1948، دفاعا عن القدس الشريف، واستذكارا لشهداء الجيش العربي الأبرار الذين رووا بدمائهم الزكية ثرى فلسطين.
وبهذه المناسبة، أوعز جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن، باتخاذ جميع الإجراءات القانونية، لإعفاء كل من اقتربت أحقيته للحصول على قرض الإسكان العسكري من الضباط وضباط الصف والأفراد العاملين والمتقاعدين، من شرط وجود عقار أو أرض للرهن، مقابل حصوله على القرض العسكري، حيث كان يتعذر على الكثير ممن يستحقونه، توفير مثل هذا الشرط، ما سهل استكمال إجراءات الحصول على قرض الإسكان العسكري دون أي معيقات، والاكتفاء بكفالة عدلية فقط.
كما أوعز جلالة الملك لرئيس الوزراء ورئيس هيئة الأركان المشتركة ومدير مؤسسة المتقاعدين العسكريين، للارتقاء بالخدمات المقدمة للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء، والتوجه لإنشاء أندية خاصة بهم في مختلف المحافظات، لتكون ملتقى للحوار والأنشطة الاجتماعية والثقافية المختلفة، تقديرا من جلالته لعطائهم المميز وتضحياتهم الجليلة، في الدفاع عن حمى الوطن والذود عن ترابه الطهور.
واطلع جلالته على معرض لصور شهداء الجيش العربي في معركة 1948، وقادة الجيش، وصور جسدت بطولات وتضحيات الجيش العربي، التي خاضها دفاعا عن ثرى الوطن والمقدسات في مدينة القدس الشريف، إضافة الى خرائط ووثائق بانوراما تظهر سير المعركة.
وألقى رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور كلمة خلال الحفل، الذي حضره سمو الأمير فيصل بن الحسين وسمو الأمير راشد بن الحسن وسمو الأمير رعد بن زيد كبير الأمناء، قال فيها "نحتفل بيوم المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء، يوم الوفاء لهذه الكوكبة الرائعة من أبناء الوطن، نحتفل بهؤلاء الذين لا يغيبون، والذين يعيشون فينا رمزا للحياة والحرية والكرامة، رمزا للرجال العظام الذين ضحوا من أجل الوطن وحريته وعزته".
وتابع "إنهم الرجال الذين ضحوا من أجلنا ومن أجل مستقبل أبنائنا، هؤلاء الذين يجسدون الصور الأجمل في تاريخ الوطن وحكاية حريته وكرامته وبنائه".
وأكد رئيس الوزراء أن الأردن غدا بتضحيات المتقاعدين والمحاربين القدماء، نموذجا في الاستقرار والتقدم والازدهار، وقال إن "الوطن ورفيقهم بالسلاح جلالة الملك، بادلهم حبا بحب ووفاء بوفاء، وهم الرديف الحقيقي للقوات المسلحة الأردنية الباسلة والأجهزة الأمنية وهم في عيون القائد دوما".
ونوه بالمحاربين القدماء باعتبارهم "ركنا من أركان الوطن، حاضرين دوما بتاريخهم المشرف وعطائهم العظيم، فقد بذلوا ويبذلون كل ما يستطيعون لخدمة وطنهم، وسيبقون القدوة التي نستنير بها ومن نبع خبرتها نستزيد، وها هو الوطن اليوم يحتفي بكم وبتضحياتكم في سبيله، وها أنتم كما عهدناكم نموذجا للبذل والعطاء الذي يبعث الأمل في نفوسنا وأرواحنا بغد مشرق زاهر لوطننا الغالي".
وأكد رئيس الوزراء في كلمته أن "جلالة الملك هو المدافع عن القضايا العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية"، لافتا بهذا الصدد الى جولة جلالته الأخيرة التي شملت الولايات المتحدة الأميركية والمكسيك، واجتماعاته التي عقدها مع قادة هذه الدول وشخصيات سياسية واقتصادية فيها.
وقال إن "زيارة جلالة الملك الناجحة الأخيرة، أعلى فيها جلالته صوت قضية فلسطين، وحمل جرح أهلها وشهدائها؛ فشهداء الأردن هم شهداء فلسطين".
وأضاف "فأنت صوت الأمة في مشارق الأرض ومغاربها وفي شمالها وجنوبها في التعبير عن آمالها وآلامها".
وقال "أمرني جلالة الملك أن أتحدث باسمه وأحييكم، الحاضرين منكم والغائبين، ولأقول للأجيال التي ستأتي من بعد، ستظلون حدقة العين ونورها ونبض القلب، فبكم وبسببكم نحن هنا أعزة كراما كبارا وأقوياء في هذا البلد، بلد الاستقرار والهدوء والنماء والديمقراطية والإصلاح النموذج العربي الذي نعتز به".
من جانبه، قال مدير عام مؤسسة المتقاعدين العسكريين، اللواء الطيار المتقاعد محمود ارديسات، إن "هذا اليوم يعتبر يوما وطنيا من كل عام، يكرم فيه ثلة من أبناء الوطن، التي أعطت وضحت ودافعت عن ترابه ضد الطامعين، وساهمت مع أبناء الأردن في مختلف مواقعهم في حماية مكتسباته وإنجازاته، وما زالت وستبقى على العهد مواصلة العطاء لإعلاء صرح الوطن والحفاظ على استقراره وأمنه ومنجزاته".
وأضاف أن "الجيش الذي بناه الملك عبدالله المؤسس حمل راية النهضة العربية الكبرى، وأبى إلا أن يكون شعاره الجيش العربي، مستذكرا يوم لبى نداء الاستغاثة من فلسطين، توأم أردننا جغرافيا وتاريخيا ونسبا، لتتوافد كتائبه العام 48 للدفاع عنها أرضا وشعبا، كما تسابق منتسبوه للدفاع عن درة فلسطين وقدسه خارج الأسوار وداخلها".
وأشار ارديسات إلى أن "حفل هذا العام، وإن ركز على الشهداء والمصابين والمحاربين في حرب العام 48، إلا أن الاحتفال هو لكل المتقاعدين والمحاربين على امتداد الجيش العربي المديد ومعاركه المجيدة، فهم الذين دفعوا الغالي والنفيس للدفاع عن الوطن وكرامته".
وثمن دعم جلالة الملك المتواصل لمؤسسة المتقاعدين العسكريين، التي أرادها جلالته بيتا أردنيا لكل المتقاعدين العسكريين من أجل تقديم أفضل الخدمات لهم، كما ثمن المؤسسات الرسمية والشعبية على احتفالهم بيوم الوفاء الوطني في كل محافظات المملكة، تكريما لإخوانهم وأخواتهم.
وكان جلالة الملك وجه الحكومة في رسالة العام 2011 لإعلان الخامس عشر من شباط (فبراير) من كل عام، يوما وطنيا للوفاء والاحتفال بالمحاربين القدماء والمتقاعدين العسكريين.
وألقى المقدم المتقاعد محمد السرحان قصيدة شعرية تغنى فيها ببطولات الجيش العربي في الدفاع عن ثرى الوطن وفلسطين، ومواقف الهاشميين تجاه القدس والمقدسات.
واشتمل الاحتفال على أوبريت تضمن، لوحات استعراضية، وفيلما وثق بطولات الجيش العربي وتضحياته على مدى العقود الماضية، خصوصا في حرب العام 1948، والتي دافع فيها عن حمى الوطن ومدينة القدس الشريف.
وتسلم جلالته، هدية رمزية قدمها مدير عام المؤسسة باسم المتقاعدين، عبارة عن مجسم لمدفع 25 رطلا الذي استخدم في حرب 1948، قبل أن يتشرف الحضور بالسلام على جلالة الملك.
وحضر الاحتفال، رئيس مجلس الأعيان، ورئيس مجلس النواب بالإنابة، ورئيس المجلس القضائي، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك، وعدد من مستشاري جلالته، وعدد من الوزراء، والأعيان والنواب، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، ومديري الأجهزة الأمنية، وعدد من كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين.
يذكر أن المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء، التي أنشئت العام 1974، تعنى برعاية شؤون المتقاعدين العسكريين وتوفير فرص عمل مناسبة لهم ولأبنائهم وبناتهم وبالتنسيق مع الجهات المعنية.
وبتوجيهات ملكية سامية، كرم الديوان الملكي الهاشمي ذوي شهداء حرب العام 1948 بحضور مدير عام مؤسسة المتقاعدين العسكريين، الذين أعربوا بدورهم عن شكرهم وتقديرهم لهذه اللفتة الكريمة، وحرص جلالة الملك على التواصل الدائم معهم في مختلف المناسبات الوطنية.-(بترا - مؤيد الحباشنة)