المومني: مواجهة الفكر الإرهابي عملية مستمرة ومعركة مصيرية

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال إفتتاح أعمال الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أمس-(و أ س)
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال إفتتاح أعمال الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أمس-(و أ س)

الرياض - قال وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني، ان العصابات الإرهابيّة الجبانة تلقت خلال الشهور الماضية هزائم كبيرة، بيد ان الحرب لم تنتهِ بعد خصوصا في الميدان الإعلامي والاتصالي، الذي سيمتدُّ لتحصين مجتمعاتنا من أخطار الأفكار الظلاميّة والشد من عضد الإعلام ليكون أداة فاعلة بيد المجتمعات لمحاربة التطرُّف والغلوِّ والإرهاب.اضافة اعلان
جاء ذلك خلال ألقائه كلمة المحور الإعلامي في الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، الذي عُقِد تحت رعاية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في العاصمة الرياض، امس تحت شعار "مُتحالفون ضد الإرهاب"، والذي يأتي في إطار تدشين جهود التحالف لمجابهة الإرهاب والتطرّف، وضمن أربعة محاور هي: الإعلامي، الفكري، العسكري، وتمويل الإرهاب.
وقال المومني، ان الحرب على الإرهاب ومواجهة الفكر الإرهابيّ بجميع منابره عمليّة مستمرّة ومعركةٌ مصيريّة؛ مشيرا إلى ان الاستراتيجيّة الشاملة التي اختطّها الأردن لمحاربة هذا الفكر الظلامي والتي تترجم رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني، عملت في جزءٍ أساسيّ منها على المحور الإعلامي والفكري، الذي يتطلّب وقتاً وجهداً توعويّاً وفكريّاً رائداً وممتدّاً.
وتحدث عن دور الجبهة الإعلامية في محاربة الإرهاب والتطرّف، وأهمية استخدام وسائل الإعلام في التوعية والتثقيف ضدّ خطاب التطرّف والكراهية، مشدداً على ضرورة أن تكون هذه الجبهة مستمرّة وممتدّة وشاملة، وتتعامل مع جميع أطياف المجتمع لمواجهة دعاية الإرهاب الإعلامية وإنتاج محتوى إعلامي قويم تحصيناً للمجتمعات ضد التطرّف والإرهاب.
واوضح ان استثنائيّة هذا الاجتماع ليست فقط لأنّنا أمّة السلام والوسطيّة والاعتدال، بل أيضاً لأنّنا الأَولَى بمحاربة من يُرهِبون ويقتلون باسم الدين الإسلاميّ الحنيف، مضيفا أنه بات من حقائق العصر وتداعيات ثورته الصناعيّة الرابعة، أنّ الحروب تُخاضُ عبر وسائل الإعلام والاتصال بحيث أصبحت السّاحة الإعلامية ميدان مواجهة، تماماً كما هي ميادين الحروب العسكريّة والأمنيّة.
وأكد حاجة الدول العربية والإسلاميّة لتكثيف التنسيق والتعاون وتبادل الخبرات والبناء على النجاحات، وصولا إلى آليّات فاعلة تسهم في محاربة الإرهاب على المستويين الفكري والأيديولوجي وتفنيد المزاعم والخرافات والأفكار المشوَّهة والمشبوهة.
ودعا الإعلام المهنيّ التنويريّ ليكون صاحب الكلمة العليا والأثر الأكبر ليتفوّق على كلّ الوسائل الأخرى التي يتّخذها أعداء الإنسانيّة وإعلامهم للنيل من هوية وتاريخ الأمتين العربية والإسلامية.
وأكد أهمية الدور الذي يجب ان تتصدى له وسائل الإعلام لتفنيد المزاعم الكاذبة والافتراءات الكُبرى، التي تقتات عليها الجماعات الإرهابيّة في تبرير جرائمها، والمبادرة الى بثّ وإنتاج محتوى قويم يكرِّس قيم الإسلام الصحيحة وزرعها في عقول النشء والأجيال، ليكونوا دروع مجتمعاتهم في مواجهة المخطّطات الرامية إلى تدمير الأمّة.
ولفت المومني إلى ان مسؤوليّة تفنيد المزاعم وبثّ محتوى قويم تتضاعف في ظلّ الانفتاح الكبير والتطوّر التقنيِّ المذهل الذي تشهده وسائل الإعلام، التي استغلّتها الجماعات لبثّ أفكارها المسمومة واستقطاب المؤيّدين لنزعاتها المتطرّفة، ونسبها زوراً وبهتاناً إلى ديننا الإسلاميّ الحنيف.
وعرض للتجربة الأردنيّة في التعامل مع الإعلام ووسائل الاتصال كإحدى أهمِّ جبهات مواجهة الإرهاب، التي تقوم على ثلاثة مستويات رئيسة، أوّلها: السياسي والمهني الذي يحدّد الأُطر والسياسات وأوجه التفاعل للتعامل مع وسائل الإعلام بمهنيَّة وانفتاح، وثانيها: القانوني، الذي يتمّ من خلال التشريعات والأنظمة التي تحصِّن المجتمعات وتضع ضوابط قانونيّة للتجاوزات، وثالثها: الأمني ويتمّ من خلاله تتبُّع أيّة مظاهر في الإعلام تتجاوز على الأمن الوطنيِّ للدول.
وقال إنّ التحدّي الماثل أمام الدول العربية والإسلامية تاريخيٌّ وغيرُ مسبوق، مؤكدا الحاجة الماسة لوسائل غير تقليديّة تسهم في دحر الأفكار المتطرِّفة وصناعة جيل شبابيّ واعٍ ومثقّف يؤمن بمستقبله، ولا يستكين إلى الأفكار السلبيّة أو السوداويّة، مؤكدا ان وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي يجب ان لا تبقى نقطة ضعفٍ يتسلّل من خلالها من يريد النيل من مجتمعاتنا، ويحاول بثّ الفرقة والفتنة والتعصُّب، وتصدير الفوضى إليها، وزعزعة أمنها واستقرارها.-(بترا)