المومني يدعو شركات الإنترنت لوقف دعمها الإلكتروني للعصابات الإرهابية

جانب من الحضور لندوة "دور الإعلام في مواجهة الإرهاب" بفندق المريديان بعمان أمس- (تصوير: أسامة الرفاعي)
جانب من الحضور لندوة "دور الإعلام في مواجهة الإرهاب" بفندق المريديان بعمان أمس- (تصوير: أسامة الرفاعي)

غادة الشيخ

عمّان - دعا وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة د. محمد المومني، الشركات المزودة لخدمات الإنترنت إلى وقف "دعمها الالكتروني" للعصابات الإرهابية"، فيما جدد التأكيد على موقف الأردن من أن الحرب ضد الإرهاب "هي حربنا وتستدعي توحيد الجهود لمحاربته".
وأوضح المومني "أننا في مواجهة تحدٍ مع الشركات المزودة لخدمات الانترنت، التي من واجبها الأخلاقي المساعدة في وقف الدعم الالكتروني عن العصابات الإرهابية"، لأن "الإنترنت" يجب ان يستخدم لخير الانسانية "وليس من قبل المنظمات الارهابية".
جاء ذلك في كلمة افتتح بها المومني أعمال الندوة النقاشية البحثية الثالثة حول "دور الإعلام في التصدي لظاهرة الإرهاب" التي نظمها قطاع الإعلام والاتصال في جامعة الدول العربية بالتشارك مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا) أمس في فندق الميرديان، وقدم لها مدير عام الوكالة الزميل فيصل الشبول.
وقال المومني، ان العديد من الدول تنتظر نتائج هذه الاجتماعات، لأنها "تنظر إلى الدول العربية على أنها الأقدر على التعامل مع الحرب على الإرهاب"، لافتا الى أن الجهد الفكري والإعلامي الذي ينفذ لمواجهة الفكر الظلامي "لا يرقى إلى مستوى التحدي ويعاني من التشتت وضعف التنسيق".
وأوضح أن الحرب على الإرهاب تخاض على ثلاث جبهات، أهمها العسكرية والتي تتم حاليا من قبل التحالف الدولي، والأمنية عبر ملاحقة التنظيمات الإرهابية وتجفيف مصادرها المالية ووقف تدفق المقاتلين، "اضافة الى الجبهة الثالثة والتي اعتبرها الأهم والأطول زمنيا وهي الفكرية والثقافية والاعلامية والتي يقوم بها قادة الرأي والأئمة والوعاظ باعتبارهم اهم العناصر الرئيسة بالتعامل مع جوانب القضية وتحقيق اهداف الجبهة الفكرية".
وأشار إلى أن رسائل جلالة الملك عبدالله الثاني بخطابه بالأمم المتحدة "كانت واضحة وبناءة في هذا السياق"، لافتا الى اهمية "مناقشة الطريقة الأمثل للوصول الى الفئة الأكثر عرضة للتجنيد من قبل الارهابيين".
ولفت الى حجم التحديات التي ترافق جهود مكافحة الارهاب، كـ "تحديد الجهات المعنية وأدوارها والمطلوب منها"، مبينا ان هناك مبادرات فردية بعضها ناجح وبعضها يحتاج الى التطوير.
واكد المومني الحاجة الى مزيد من التنسيق والتعاون وتبادل الخبرات والأفكار والتشاور حول ما يجب ان نؤديه خلال المرحلة المقبلة، معتبرا ان الجميع يعلم مدى تأثير الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام بالتصدي لهذا الفكر الاجرامي وتلك الفئات الظلامية.
وأوضح ان المسؤولية "تزداد على عاتق الجميع في ظل الانفتاح الكبير والتطور الهائل الذي تشهده وسائل الاعلام واستغلال ذلك من قبل الجماعات الإرهابية التي تنشط عبر وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام الالكتروني لبث افكارها المسمومة واستقطاب المؤيدين، ما يحتم البحث عن سبل محاربة هذا الفكر عبر الوسائل ذاتها التي تستخدمها تلك العصابات".
وفيما اكد ان الاردن كجزء من أمتيه العربية والاسلامية والعالم، "يخوض اليوم حربا لا هوادة فيها ضد قوى الشر والتطرف والإرهاب"، قال ان حجم التحدي يتعاظم "عندما يكون من الواجب الدفاع عن صورة الدين الاسلامي الحنيف ضد حملات التشويه والاساءة التي تمارسها عصابات الإرهاب". منوها الى الدور الكبير الذي يقع على عاتق الاعلام داعيا الى تضافر الجهود.
وشدد على أن الإعلام؛ بكل وسائله وأدواته، مدعو الآن اكثر من أي وقت مضى "لإعداد الخطط والبرامج وإعداد الرسائل الواضحة والصريحة التي تكشف الزيف وتحذر من مخططات الإرهاب والإرهابيين".
ودعا الاعلام والاعلاميين الى "القيام بدورهم حماية لأنفسهم وأبناء مجتمعهم ودولهم ومساعدة القوى التي تتصدى للإرهاب واهدافه والتحذير منها"، موضحا ان الاردن بقيادة الملك عبدالله الثاني يقف بحزم وشجاعة للتصدي للإرهاب بكل اشكاله وادواته والحد من آثاره.
واشار الى ان الاردن تبنى استراتيجية اعلامية تبرز الخطاب الديني الذي يعكس الصورة الحقيفية للاسلام المتسامح والمنفتح على الحضارات والثقافات الاخرى بشكل يؤكد القيم الاسلامية المتمثلة بالاعتدال والتسامح ونبذ العنف والتطرف، انسجاما مع ما نصت عليه "رسالة عمان" التي اطلقها الملك عبدالله الثاني عام 2004، ومبادرة "كلمة سواء" عام 2007، ومبادرة "اسبوع الوئام العالمي بين الأديان" التي تبنتها الأمم المتحدة عام 2010.
بدورها اكدت الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيسة قطاع الإعلام والاتصال في الجامعة الدكتورة هيفاء أبو غزالة، ان الارهابيين "يتسلحون بمختلف وسائل الاعلام لتسويق أغراضهم وتوظيفها في تضليل الأجهزة الأمنية، لتحقيق السيطرة على الرأي العام".
وأشارت الى انه لتحقيق هذه الغاية "يعمد الإرهابيون الى نشر أخبار العمليات الارهابية على اعتبار أن الحملات الاعلامية التي تغطي هذه العمليات تساعد على تحقيق واستكمال أهداف الارهابيين ولتسليط الضوء على وجوده"، ذاهبة الى أن الارهابيين "قد يحجمون عن تنفيذ عملياتهم لو علموا مسبقا أنها لن تترافق مع الدعاية الاعلامية".
ودعت أبو غزالة الى الانطلاق من عبارة جاءت في كلمة الملك عبدالله الثاني خلال مشاركته في قمة استضافها الرئيس الأميركي باراك أوباما في ايلول (سبتمبر) الماضي لبحث جهود التحالف الدولي لمواجهة التطرف والإرهاب وعصاباته في العالم، إذ قال جلالته: "إن هناك تحديا آخر علينا التعامل معه بطريقة أكثر فعالية ويتمثل في المعركة الجارية في الفضاء الالكتروني، فالكل يعلم أن عصابة داعش الارهابية تقوي عزيمتها من خلال تجنيد أعضاء جدد على مستوى العالم والتغرير بهم عبر وسائل التواصل وما زالت قادرة على تمويل المجندين الجدد للسفر الى سورية والعراق".
واكدت ابو غزالة أن "ظاهرة الإرهاب دولية وليست مرتبطة بدين أو عرق أو منطقة وليست مقتصرة على منطقة الشرق الأوسط"، مبينة ان "الحرب الاعلامية نجحت في تصوير المسلمين كإرهابيين يرغبون في قتل من يعارضهم، ونجحت في خلق خطر الإرهاب الاسلامي وجعله يبدو الخطر الوحيد الذي يهدد الأمن العالمي".

اضافة اعلان

[email protected]