الميدالية البرونزية سقطت

هآرتس

جدعون ليفي

11/8/2016

هذا ما كنت أخاف منه، من ميدالية لإسرائيل في الأولمبياد، وهذا لا يعني أنني لم أكن سعيدا من رؤية ياردين جربي تفوز، ولا يعني أنني لم أنفعل من رؤية العلم الذي يثير مشاعري، لكنه يرفرف الآن وهو لي أيضا. لكنني خفت مما سيحدث بعد ذلك على الفور. وخوفي تحقق. في الوقت الذي تحاول فيه الدولة الاستيقاظ من صدمة الكورن فليكس الملوث والخطر الوجودي الذي كان يهددها من وحش السالمونيلا، جاء هذا الانتصار القومي، بنفس القدر.اضافة اعلان
لقد تم اعطاء الاشارة قبل ذلك بيوم. إسرائيل أوجدت لنفسها ميدالية جديدة، الميدالية البرونزية تقريبا، والتي هي تشبه الميدالية ولكن بشكل أقل، لا يوجد شيء كهذا في العالم، واللجنة الاولمبية لا تعترف بذلك. ولكن مسافة اللمسة تكفي لساغي موكي من اجل اقتحام السدود: بطل قومي، عناوين رئيسة، تاريخ وهستيريا، في البلاد التي بقي فيها أبطال الشر فقط، معظمهم مفبركين، ممن لا يعرفون الفرق بين آيفون وآيفون وفسروا الخسارة على أنها انتصار، "لقد رغبنا في ذلك جدا"، كتبت الصحف باسمنا جميعا، نعم جميعا. كان هذا غروتسكي، رياضي غير معروف نسبيا، في لعبة هامشية تقريبا، وخسر – إنه بطل قومي. كان هذا المؤشر الاولي المنذر بالسوء.
جربي كانت ملفتة وأحدثت الانفعال، كانت تستحق الفوز، لكننا لا نستحق ما حدث بعد ذلك مباشرة. الكلام والكليشيهات، المقابلات مع الوالدين والاعمام، صورتها على صفحات كاملة. "نعم"، "احترام"، "ملكة". جنون كامل. في اعلان الاستقلال كانت الاجواء أكثر ضبطا للنفس، في حرب الايام الستة كان الانتصار أكثر تواضعا. وعلى الفور يأتي السياسيون. لاعب الجودو يتسحاق هيرتسوغ غرد: "هذا تفاخر للعلم". وزميله في الفراش، بتسلئيل سموتريتش: "الله موجود"، ورئيس الدولة في مقالة خاصة: "الاصبع على العلم والعلم على القلب، هذه هي ياردين، ياردين منا...". إنه يحاول للمرة الاولى تقليد سلفه بالتلاعب بالكلام. المهرجان في بدايته فقط: انتظروا وصول البطلة هنا، برونزية في الجودو.
التفسيرات معروفة. وكلها من مجال علم النفس (المريضة): التعطش للحب، الرغبة في الانتصار، الحاجة إلى المجتمع وغياب الامن. إسرائيل تريد التفاخر بشيء ما، تريد أن يحبوها، لكنها ليست على استعداد لفعل أي شيء للحصول على هذا الحب، باستثناء ارسال لاعبي جودو. الدولة الوحيدة في العالم التي صرخوا ضد وفدها الرياضي اثناء الافتتاح، يا للعار، إنها تريد الاحترام.
قد يفعل الجودو ذلك من اجلها. فهو رياضة قد يتعلم منها الإسرائيليون شيئا: إنها تضع القيود على استخدام القوة وتعاقب أي تجاوز. ولكن الوطنية الرخيصة ستشوش ذلك أيضا. لقد انتصرت إسرائيل وليس مهما بماذا. إسرائيل لا تعرف الخسارة، وتعرف كيف تنتصر. منذ انتصارها الاكبر في 1967 أصبحت انتصارات إسرائيل قليلة، لكن انتصاراتها كانت دائما تنتهي بشكل سيء. لم يسبق لها أن عرفت ماذا تفعل بقوتها الزائدة. الهواتف الذكية على الضفة انتهت بشكل سيء، الوزاري على غزة لم ينته بشكل افضل. إن خسارتها هي التي عادت عليها بالبركة، في 1973 على سبيل المثال.
لقد خفت من الميدالية بالضبط مثلما خفت من انتصارات اخرى لإسرائيل – لأنني أعرف ما الذي سيكون بعدها، المبالغة جعلتني أنفر من الانجاز وقزمت الانتصار. وهذا مؤسف. كم كان جميلا لو أنها تواضعت. صحيح أن هناك شيء يلامس القلب في دولة تنفعل بدون سبب، وتبحث عن الانجازات والتأييد وتريد أن تجد لنفسها أبطال. ولكن ذلك لن يحدث من خلال الجودو ولا من خلال 100 ميدالية اخرى.