الناصر: الحظر والوحدة لا يؤثران على الفنان فهو يفرغ ما بداخله في لوحاته

1
1

عزيزة علي

عمان- عايشت الفنانة التشكيلية نعمت الناصر الحروب التي أجبرتها وعائلتها على الإقامة في المنزل، وعدم مغادرته حرصاً على سلامة الجميع بمرحلة عمرية مبكرة، مشيرة إلى أنها "كانت أيام صعبة يشوبها الخوف بانتظار الخروج للحياة".اضافة اعلان
وتشير الناصر إلى أنها في فترة الحظر وانتشار فيروس كورونا، استفادت من تجربة الفنانين الفلسطينيين في الداخل؛ حيث يرسم الفنان عكس ما يعيش، يتخيل كل ما هو جميل في الحياة، ويقوم برسمه من أجل بث روح الحياة المقاومة والجمال رغم الوحشية التي يمارسها عليهم جيش الاحتلال.
وتضيف الناصر "استفدت من هذه التجربة بأيام الحظر، قمت برسم لوحة تناولت فيها الجمال والطبيعة ورجعت إلى أيام زمان فرسمت لوحة بعنوان "سيل عمان" قبل أن يتم طمره"، لافتة إلى أن الحظر والعزلة لا يؤثران على الفنان التشكيلي بشكل سلبي، لأن الفنان عادة ما يكون وحده عندما يرسم يفرغ ما بداخله؛ حيث يذهب إلى مرسمه أو في جزء من بيته، وهذه الوحدة هي جزء من حياة الفنان التشكيلي.
وتبين الناصر أنها لم ترسم في هذه الفترة سوى لوحة "سيل عمان"، بسبب قلقها على ابنها الذي يعيش خارج الأردن، وعندما اطمأنت عليه عادت لتمارس حياتها بشكل طبيعي، تخرج للمشي وتقوم بتصوير بعض المشاهد التي تلفت النظر وكذلك المناظر الطبيعية، إلى جانب متابعتها الأخبار للتعرف على آخر التطورات.
وتشير الناصر الى أن خوض تجربة التحكيم عبر الإنترنت لمسابقة (موهبتي من بيتي) التي قدمتها وزارة الثقافة لجيل الشباب أثناء الحظر المنزلي كانت جديدة بالنسبة لها، مبينة أنها على مدى سنواتها الثلاثين الماضية تعودت على التحكيم الورقي في المسابقات، واختيار الأفضل؛ حيث "نستطيع لمس اللوحة.. فملمس العمل الفني عندما تشاهده بعينك يختلف كليا عن مشاهدته من خلال الشاشة".
تقول "في البداية فكرت الانسحاب لغرابة الطريقة والموضوع، ولكن تمسك زملائي بتواجدي أبقاني ومع الأسابيع المتتالية تعودت على الطريقة وبقيت من أجل الشباب واليافعين الذين لا يوجد لهم منصة أخرى يبرزون من خلالها أعمالهم سوى الانترنت، وتعرفي عليهم أثبت أنهم أزهار يانعة في أوائل العشرينات يمتلكون ثقافة وأملا وطموحا وحبا شديدا لوطنهم".
وحول العالم ما بعد فيروس كورونا، تبدي الناصر قلقها وتخوفها من المجهول حول ماذا سيحصل في المستقبل، وهذا "ما يشعرني بالرعب والخوف لأنني لا أعلم متى ستحصل كبسة الحياة ونعود كما كنا".
وتعتقد الناصر أنه في الأيام القادمة "سنصاب بجائحة الاكتئاب نتيجة البطالة التي ستؤدي لفقر فئات واسعة، ولكن يبقى هناك أمل بأن يعود الفلاحون في القرى لزراعة أراضيهم ويأكلون من غلالها بعد أن فقدوا وظائفهم المكتبية".
ويذكر أن الفنانة التشكيلية الأردنية، نعمت الناصر، تخرجت من جامعة دمشق، كلية الفنون الجميلة، قسم الحفر العام 1981، عملت في مجال التدريس الفنون، وتولت إدارة عدد من المحترفات والمعارض الفنية، وشاركت في عشرات من المعارض وورش العمل والملتقيات الفنية، ببلدان أوروبية وعربية، بجانب وطنها الأردن.