النباتات تمتص الكربون بشكل أكثر مما كان متوقعا

لن تكون الدراسة كافية للحد من الاحتباس الحراري - (ارشيفية)
لن تكون الدراسة كافية للحد من الاحتباس الحراري - (ارشيفية)

إسراء الردايدة

عمان- يعتقد العلماء أن النباتات والأشجار تمتص ثاني أكسيد الكربون بصورة أكبر مما كان يعتقد سابقا، كما أنه يمكنها أن تزدهر وتنمو في بيئة نسب الكربون فيها عالية، ما شكل مفاجأة لدى بعض العلماء وبصيص أمل فيما يتعلق بالتغير المناخي والدراسات التي تبحث عن حل.
وتشير دراسة جديدة نشرت في المجلة العلمية PNAS، الأسبوع الماضي أجراها فريق علماء في جامعة وايومنغ بعد أن فشلت نماذج المناخ في أن تأخذ بعين الاعتبار زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وعلاقتها بازدهار النباتات وقدرتها على استيعاب المزيد من Co2 وكجزء من  دورة الكربون، إلى أن النباتات تستخدم الضوء في عملية التمثيل الضوئي وثاني أكسيد الكربون ويحولها لكربوهيدرات ويطلق الأكسجين كنفايات صادرة عنه.
وفي هذا البحث، وجد العلماء أن ثاني أكسيد الكربون يبقى في الأوراق لوقت أطول مما كان يعتقد سابقا، وكأنه مصرف للأسمدة، وطالب في التعجيل بنمو النباتات.
وبحسب مؤلف الدراسة البروفيسور سون بينغ في جامعة وايومنغ، فإن المحيط الحيوي الأرضي يستوعب كميات مضاعفة من ثاني أكسيد الكربون من تلك التي كان يعتقد أنها كبيرة، وهذا يعني أن التغير المناخي ليس مخيفا كما يعتقد.
ويقول العلماء إن هذا يفسر عدم ارتفاع نسب ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، كما تنبأت النماذج التي تستخدم للتنبؤ، وتقدر الدراسة أن علماء التغير المناخي ودارسي المناخ قللوا من أهمية قدرة النباتات على النمو وامتصاص ثاني أكسيد الكربون بنسبة 16 %.
وهذه النتيجة تعني أنه من السهل تحقيق هدف عدم الخروج عن درجتي الحرارة أو الارتفاع منذ ما قبل العصر الصناعي؛ حيث باتت الأرض دافئة بسنبة 0.52 درجة مئوية منذ العام 1880.
وكان يعتقد أصلا أن الغطاء النباتي على الأرض يحمل ربع الانبعاثات البشرية من الكربون، ولكن هذه الدرسة تؤكد أن النباتات تحمل أكثر من هذه الكمية، وبحسب د. كريس هنتنغفورد مصمم نماذج المناخ في مركز الايكولوجيا والهيدرولوجيا، فإن هذه الورقة تقدم شهادة جديدة على قوة الغطاء النباتي.
وكان تقرير الفريق الحكومي الدولي للتغير المناخي IPCC الذي صدر في نهاية شهر آب (اغسطس)، وجد أن العالم يواجه التغير المناخي بشكل قاس ولا رجعة في هذه الخطورة  والتي تتطلب إجراءات عاجلة للحد من آثاره من خلال تقليص حرق الوقود الأحفوري.
وهذا يرتبط بالطقس المتطرف مثل الفيضانات وموجات الحرارة والجفاف التي من المتوقع، بحسب التقرير، أن تصبح ظواهره أكثر شيوعا، في حين قد تتفاقم الصراعات العنيفة نتيجة للتغير المناخي.
وحددت الأمم المتحدة هدفا للحد من التغير المناخي ومن ارتفاع درجات الحرارة فوق الدرجتين بمستويات أعلى من العصر الصناعي، ما جعل العلماء يحذرون من تفاقم هذا الارتفاع، ما يؤدي لفشل في تحقيق الهدف ومواجهة مخاطره الكبيرة.
ورغم أن الورقة الجديدة تعطي أملا في تحقيق هذا الهدف، لكن بعض العلماء وخبراء المناخ حثوا على أهمية توخي الحذر، بحسب د. لويس سايمون خبير التغير المناخي في جامعة لندن، مبينا أن هذه الدراسة توضح أن عملية التمثيل الضوئي أكثر استجابة لثاني أكسيد الكربون، ولكن هذا لا يجعلها العامل الوحيد المؤثر على الغابات؛ إذ إن هناك عوامل أخرى تؤثر على الغابات في القرن الواحد والعشرين.
ومع سرعة ومستويات انبعاثات غازات الدفيئة، تبرز الحاجة لتجنب المستويات الخطيرة للتغير المناخي التي لا تغيرها هذه الدراسة، في ما حذر البروفيسور بيتر كوكس أستاذ النظم المناخية في جامعة اكستر من ارتفاع الدرجتين المئويتين، فهو تحد كبير للبشرية، وحتى هذه الدراسة لن تكون كافية ولكنها مؤشر ينبغي أخذه بعين الاعتبار.

اضافة اعلان

[email protected]

@Israalradaydeh