النذر: طريق الباحثين عن أمل يحقّق أمنياتهم

النذر: طريق الباحثين عن أمل يحقّق أمنياتهم
النذر: طريق الباحثين عن أمل يحقّق أمنياتهم

ديما محبوبه

عمان- عديد من الأشخاص يلجأون إلى النذر للاعتقاد السائد بأنه يمكن أن يخرجهم من مشكلة أو مأزق ما، كأن تنذر سيدة بإطعام حيّ كامل في حال رزقها الله بمولود ذكر، وبعضهم من يلجأ إلى النذر بأداء فريضة الحج إذا شفاه الله من المرض.

اضافة اعلان

وعن قصته مع النذر يستذكر كارم الشراري (38 عاما) قصة أمّه التي كانت تتمنّى أن تلد طفلة تنير حياتها وتحنو عليها كونها أمّا لأربعة ذكور، وقبل ولادتها للطفل الخامس "نذرت أمّي وهي حامل ألا تقصّ شعر الطفل الذي في بطنها إلا في حال رزقها الله ببنت".

"وبقي شعري طويلا حتى وصلت إلى السادسة من عمري"، وفق الشراري الذي يبيّن أن والدته اضطرت إلى أن تحلق شعره؛ بسبب التحاقه بالمدرسة إذ رفض المدير إدخاله إلا بعد حلق شعره.  

ومع ذلك احتفظت والدته بـ "جدولة شعر رأسه وأحكمت ربطها" وإلى الآن يحتفظ بها الشراري.

خوف أمّ معاذ الدائم على أبنائها الأربعة ورغبتها في إبعاد أي ضرر عنهم يدفعها لأن تكون دائمة النذر، وبالرغم من معرفتها بأنه "مكروه إلا أنها تصرّ عليه لأنها ترى فيه خيرا ".

من جهته يشير أستاذ الشريعة في الجامعة الأردنية الدكتور هايل عبدالحفيظ إلى أن حكم النذر غير المعلّق بشرط قضاء أمر "مباح"، أما في حال ألزم الشخص نفسه بالوفاء بأمر ما مقابل النذر فإن حكمه في هذه الحالة "مكروه ويؤثم عليه صاحبه".

ويشير عبدالحفيظ إلى أن بعض العلماء ذهبوا إلى "كراهية النذر؛ لأنه اشتراط على الله بعمل الخير لتحصيل الحاجة"، حاثا الناس للابتعاد عن النذر المشترط بأمر ما والاستعاضة عن ذلك بالإكثار من الدعاء والأخذ بالأسباب.

من جانبه يبيّن أستاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور حسين خزاعي أن النذر "من الموروثات الاجتماعية التي ما يزال يتمسك بها معظم الناس في المجتمع الأردني".

ويضيف الخزاعي أن عديدا من الناس يربطون النذر بقضاء حاجة عندهم، وإن كان أمرا اعتاد عليه الفرد في حياته فإن فيه التزاما يفوق طاقته".

وللنذر إيجابيات وسلبيات وفق الخزاعي، فمن إيجابياته أن الفرد يفرح بتحقيق نذره ويكرم بالوقت نفسه من حوله في حال قضيت حاجته، أما سلبياته فتكمن في "الإسراف والتبذير"، لافتا إلى أن عادة النذر أكثر انتشارا في الريف منها في المدن؛ بسبب التزامهم بالموروثات والعادات والتقاليد، ناصحا بضرورة أن يبتعد الشخص عن النذر ولا يجعل لفظه دارجا على لسانه وكأنّها عادة يومية.

وفي الإطار نفسه يوضح أستاذ علم النفس في الجامعة الأردنية الدكتور مروان الزعبي أن الناس الذين يلجأون إلى النذر يصنفون بأن "مراكز التحكم عندهم خارجية أي أنهم يعتقدون أن قدرتهم الذاتية لا تستطيع إتمام أمورهم".

وعن سلبيات إدمان النذر على كل كبيرة وصغيرة يشير الزعبي إلى أن كثرة النذر على لسان الأفراد يعلمهم التواكل وعدم الأخذ بالأسباب أو حتى السعي وراء ما يريدون، فضلا عن أنهم يصبحون بعد فترة من الزمن "ذوي إرادة ضعيفة".