"النشامى" يتفوق على "الفراعنة"

بعيدا عن أجواء الحفاوة البالغة التي قوبلت بها بعثة المنتخب الوطني لكرة القدم من قبل الأشقاء المصريين، الا أن ذلك لا يمنع من القول إن المباراة الودية التي جمعت بين "النشامى" و"الفراعنة" أول من أمس في إسوان، كانت في حد ذاتها "اختبارا صعبا" للنشامى الذي ذهب بغياب عدد كبير من نجومه المحترفين في الخارج أو المصابين أو الأولمبيين.اضافة اعلان
قبل المباراة كانت الصورة مختلفة عن المجريات، فالتاريخ لم يسجل انتصارا واحدا من قبل للكرة الأردنية، والأشقاء يتسلحون بعاملي الأرض والجمهور، رغم غياب عدد كبير من النجوم الأساسيين، فكانت المباراة أشبه ما تكون بين البدلاء الذين يريد كل منهم إثبات حضوره الرسمي اللاحق.
خلال المباراة أدار اللاعبون ظهرهم للتاريخ والتفتوا للحاضر، فالمباراة بين أحد عشر لاعبا.. بسرعة دخل النشامى أجواء المباراة، وبتوجيه من جهازهم الفني بقيادة المدرب عبدالله أبو زمع "أحد تلاميذ الراحل محمود الجوهري"، نجح اللاعبون في فرض كلمتهم، فتعاملوا طبقا لإمكانياتهم وإمكانيات الخصم، وبرز الالتزام التكتيكي في الشقين الهجومي والدفاعي.. الدفاع بأكبر عدد من المدافعين في الثلث الأخير من الملعب، والهجوم بسرعة من طرفي الملعب وعمقه واستغلال سلاح الهجمات المرتدة.
ولذلك رأينا أن النشامى رغم عدم وجود فترة مناسبة من الإعداد لخلق الانسجام والتفاهم بينهم، لأن معظمهم يلعب للمرة الأولى في المنتخب أو ضمن التشكيلة الأساسية، الا أن ذلك لم يمنع اللاعبين من تسخير إمكانياتهم الفردية لصالح الأداء الجماعي، ويضاف إلى ذلك بالطبع التركيز الذهني والروح المعنوية العالية.
عموما.. في قياس المباريات الودية تأتي هذه المباراة بمنظار آخر.. ربما اعترض البعض على توقيتها وأهدافها، الا أن الرياح جرت كما يشتهي النشامى، فتحقق الفوز الأول على الأشقاء، وكشفت المباراة قدرة بعض اللاعبين على حجز مكانهم بالتشكيلة الأساسية، اذا ما كان الاختيار للأفضل من اللاعبين.
لا أبالغ اذا قلت إن أداء المنتخب ونتيجته فاق من حيث الروعة والأهمية، ما قدمه النشامى في مباريات رسمية سابقة، ويكفي أن تلك النتيجة تعزز الثقة بالمدرب المحلي، وتؤكد أن مستقبل الكرة الأردنية بخير، اذا ما تم الاعتناء بالمواهب الفتية وتوسيع دائرة الاختيار، لتشمل كل من يستحق أن يرتدي قميص النشامى.