النظام الجديد للفئات العمرية بـ"الكرة" يربك الحسابات ويشعل المنافسة

من مباريات دوري سن 17 بين فريقي الوحدات والبقعة - (من المصدر )
من مباريات دوري سن 17 بين فريقي الوحدات والبقعة - (من المصدر )
مهند جويلس عمان – بعد توقف طويل خلال العام الماضي وابتعاد اللاعبين عن ممارسة اللعبة بسبب تداعيات جائحة كورونا، لم تكن العودة لبطولات الفئات العمرية على أكمل وجه، بل ازدادت المشاكل وبرزت العديد من النقاط التي يجب مراجعتها بأسرع وقت لمصلحة اللعبة. وعدا عن ازدحام مواعيد المباريات وضغطها بين بطولات الأندية المحترفة وغير المحترفة، فإن قلة الاهتمام بهذه الفئات من الناحية المادية والمعنوية تجعل مستقبل الفئات العمرية مجهولا، بالإضافة إلى أن اللعب بفترة قصيرة ومن ثم الانقطاع لفترة طويلة يؤدي إلى خلل فني للمدرب واللاعب على حد سواء. وخلافا للمواسم السابقة، عمل اتحاد الكرة على تغيير نظام بطولات الفئات العمرية تحت سن 15-17-19، وعدم ربط نتائج الفريق وبقائه مع أندية المحترفين بالفريق الأول، بل أجرى تغييرات على طريقة نظام البطولات، متمثلة بصعود أول ست فرق من أندية المحترفين لخوض دوري خاص من مرحلتين، على أن يحصل الفريق الأكثر حصدا للنقاط على البطولة. أما للفرق القادمة من أندية غير المحترفين وعددها 4، فإنها ستنافس الأندية التي احتلت المراكز الأخيرة في دوري المحترفين، من أجل ضمان البقاء في دوري الأضواء لها لموسم آخر، وإما سيشهد دخول فرق جديدة للدوري، وهذا ما سيتحدد بعد لعب الأندية مواجهات مع بعضها البعض من مرحلة واحدة. ويهدف اتحاد الكرة من خلال النظام الجديد إلى الاهتمام بشكل أكبر من الأندية تجاه الفئات العمرية، وعدم الاعتماد على الفريق الأول فقط بثباته أو هبوطه المرتبط مع فرق الفئات، ليجعل أندية مميزة ولها تاريخ في منطقة الخطر بفئة عمرية معينة، كفريق الفيصلي سن 19 الذي يفتتح الموسم بصورة غير مثالية. ومن الملاحظات التي وردت من الأندية لـ "الغد" حول بطولات الفئات العمرية، فإن العديد من الملاعب تفتقد للمرافق الصحية والخدمات بشكل كبير، وسوء أرضيتها أيضا، إضافة إلى التعامل غير اللائق من قبل الحكام تجاه لاعبين في بداية مسيرتهم الكروية، من خلال الصراخ والصرامة في التعامل واعتبارهم لاعبين في الفريق الأول، وخوض الأندية العديد من المباريات في أوقات غير مناسبة زمانيا ومكانيا. من جهته، بين المدير الفني للفئات العمرية لنادي شباب الأردن هشام أبو فروة أن النظام الجديد من اتحاد الكرة هدفه تجاري بحت، من خلال إدخال الأكاديميات الكروية لتنافس الأندية الرئيسية، مطالبا من اتحاد الكرة بإطلاعه على دولة قامت بتهبيط نصف الفرق لخوض بطولة جديدة، وخوض الفرق الست الأولى بطولة جديدة. وذكر أبو فروة في حديثه لـ "الغد" أن النظام يعد ظلما للأندية الضعيفة التي لن تحتك بصورة كبيرة مع الأندية القوية، إضافة إلى تقليص عدد المباريات مقارنة مع آخر نسخة أقيمت للفئات لجميع الأعمار، وضغط المباريات في أيام قليلة، على أن يبقى اللاعب بعيدا عن الملاعب طيلة أيام العام. وأضاف : "الحل هو من الاتحاد بأن يكون هناك رعاية المواهب بشكل أكبر، ومراقبة برامج الأندية في الفئات العمرية، وإضافة بطولة جديدة وهي بطولة الكأس من خلال مشاركة الأندية بجميع الدرجات مع أندية المحترفين من أجل زيادة عدد المباريات والإحتكاك، خصوصا بأن الضغط الحالي للمباريات أرهق اللاعبين بعد فترة طويلة من الركود". وأوضح أبو فروة أن مسألة التحكيم في الفئات العمرية أمر سيء لأبعد الحدود، ودائرة التحكيم في اتحاد الكرة هي من تتحمل هذا المستوى المتواضع، مشيرا إلى أن التباين في مستويات الأندية أمر طبيعي في مختلف دول العالم ولا اختلاف عليه. بدوره، كشف المدير الفني لفريق الوحدات تحت سن 17 خليل الجارحي أن اتحاد الكرة يحاول إنهاء مباريات الفئات العمرية بأسرع وقت ممكن، دون النظر إلى أهمية تطوير اللاعب من خلال تباعد مواعيد المباريات وإقامتها على مدار العام. ولفت الجارحي إلى أن النظام الجديد يحرم بعض الأندية من المشاركة في الموسم المقبل بدوري المحترفين، وأن مسألة خوض المباريات بصورة أقل وبوقت أقل أضر بمنظومة الفئات العمرية في جميع الأندية، موضحا بأنه مع إلغاء دوري سن 21 واستبداله ببطولة سن 13، مع مطالبته بتنظيم أفضل وجعلها تنافسية بصورة أكبر. وتابع : "الأوضاع غير جيدة ماديا في الفئات العمرية بسبب الصرف الكبير من قبل النادي على الفئات، وهذا الموسم يعد الأسوء مقارنة بالمواسم الماضية، ونطالب الاتحاد أيضا بزيادة المستحقات المادية للأندية وللأبطال بدلا من تخفيضها".اضافة اعلان