النقاشات النيابية والمواطن

خلال 4 أيام، أثناء نقاش مجلس النواب على مشروعي قانوني "الموازنة العام" و"الوحدات الحكومية" سمعنا الكثير من المداخلات النيابية بشأن السياسات الحكومية على مختلف الصعد، وليس فقط على الصعيد الاقتصادي. غالبية المداخلات، حملت نقدا لاذعا لسياسات الحكومة على كل الصعد. الكثير من النواب، لم تعجبهم سياسات الحكومة، وانتقدوها، ولكن في المحصلة، نال مشروعا "الموازنة" و"الوحدات الحكومية" الثقة النيابية، في 60 صوتا و65 صوتا على التوالي. طبعا الذي سمع المداخلات النيابية، سيتولد لديه انطباعا، بان النواب لن يمنحوا الثقة للموازنتين، وفيما إذا حصل العكس، فسيكون بعد الزامها ببرنامج اقتصادي وسياسي يتناسب مع مضامين مداخلاتهم ومطالبهم. ولكن، كما يحصل دائما، نجد أن الكثير من الخطابات النيابية تحمل في ثناياها مطالب وتحليلات وتوقعات وانتقادات لا تتلاءم بالمطلق مع تصويت النائب، أو مواقفه النهائية من السياسات الحكومية. وهذا الأمر ليس بجديد.. ففي كل المحطات المهمة، كنا نسمع الكثير من النقد النيابي لسياسات الحكومات، ولكن المحصلة، نجد أن هذه السياسات التي يحذر النواب من خطورتها على المواطنين، تمرر من قبلهم. هناك تناقض كبير فيما يتم إعلانه من مواقف من الكثير من النواب، وفيما يتم اتخاذه على أرض الواقع. والناس باتت متعودة على هذا التناقض الذي يبرر بالكثير من المبررات. ولذلك، فاننا نجد شعبية غالبية النواب في الشارع بتراجع، ونجد أن غالبية ، إن لم يكن جميع الفعاليات الشعبية التي تنظم احتجاجا على السياسات الحكومية، ترفع شعارات انتقادية للنواب وتطالب بحل مجلس النواب. هناك نواب مازالوا يعتقدون، أن برفع مستوى النقد في خطاباتهم، فانهم يكسبون تأييد المواطنين، وخصوصا في مناطقهم الانتخابية.. اعتقد، أن هذه الطريقة باتت مكشوفة للمواطنين. فبعض النواب ينتظر هذه المناسبات، مناقشات الثقة على الحكومة أو "الموازنة" ويتفنن بالنقد، وبطرح قضايا أبناء منطقته الانتخابية، وباقي أيام السنة يغيب عنهم، ولا يتواصل معهم. وليس هذا فقط، وانما حينما يصوت فهو يصوت للسياسات المروفضة من قبلهم. المستمع، للخطابات النيابية، يجد بعضها لم يتغير، وأن بعض النواب يكررون خطاباتهم في هذه المناسبات، باعتقادهم أن ذاكرة الناس قصيرة. ولكن في هذه المرحلة، وهذا الوقت، فان الناس لاتنسى، وتتذكر دائما المواقف التي ساهمت بزيادة الاعباء عليها، لهذا فان حدة النقد للسياسات النيابية لدى الأوساط الشعبية مرتفعة. المطلوب من النواب مواقف حقيقية وصادقة ومبنية على رؤى وأفكار عامة، وليست شخصية.اضافة اعلان