النقاش الأممي لتجديد ولاية "الأونروا" يبدأ وسط مساع أميركية إسرائيلية لتغيير تعريف اللاجئ الفلسطيني

مبنى الإدارة العامة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في عمان - ( أرشيفية)
مبنى الإدارة العامة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في عمان - ( أرشيفية)
نادية سعد الدين عمان - بدأت مشاورات الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، أمس، حول تجديد ولاية وكالة الغوث الدولية "الأونروا"، وصولاً للتصويت النهائي المنتظر، الشهر الحالي ومطلع الشهر المقبل، وسط مساع أميركية وإسرائيلية للمساس بتعريف اللاجئ الفلسطيني وبالتفويض الأممي للوكالة. وبحثت الدول المشاركة في اجتماع اللجنة الرابعة التابعة للأمم المتحدة، الذي يستمر أربعة أيام، توصيات الدول المشاركة بالتصويت الأولي لتجديد تفويض "الأونروا"، ورفع مذكرة بهذا الشأن في اللقاء المقبل وصولاً للتصويت النهائي حول تجديد التفويض للوكالة في الأمم المتحدة في الأول من كانون أول (ديسمبر) المقبل. وتعد تلك المشاورات حاسمة ومهمة، نظير التحركات الكثيفة التي تبذلها الأردن وفلسطين، بالتنسيق والتعاون مع الدول العربية والصديقة، لتجديد ولاية "الأونروا" لثلاث سنوات قادمة، طبقاً للمعمول به منذ تأسيسها، خلافاً للمحاولات الأميركية والإسرائيلية المضادة لجهة تقليص المدة إلى عام واحد فقط. وتتواصل تلك المساعي الأمريكية الإسرائيلية الخطيرة مع "محاولات تغيير تعريف اللاجيء الفلسطيني، سبيلاً لتخفيض عدد اللاجئين إلى بضع آلاف فقط، وتمهيداً لشطب حق العودة، وإلغاء عمل "الأونروا"، مع إناطة مهام الخدمات التعليمية والصحية والإغاثة الاجتماعية التي تقدمها الوكالة إلى الدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين أو إلى هيئات أممية أخرى"، وفق مسؤول فلسطيني لـ"الغد". من جانبه، نبه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد أبو هولي، إلى "محاولات الإدارة الأميركية وسلطات الاحتلال الإسرائيلي لإعادة تعريف اللاجيء الفلسطيني والمساس بتفويض الأونروا". ونوه أبو هولي، في تصريح له أمس، إلى "حراك أميركي إسرائيلي في أروقة الأمم المتحدة لإعادة تعريف اللاجئ الفلسطيني". وقال إن "الجانبين الأميركي والإسرائيلي يُحاولان التأثير على تجديد تفويض ولاية عمل "الأونروا" واقتصاره على عام بدلًا من ثلاثة أعوام"، مشدداً على أن تلك "المؤامرة على الأونروا ستفشل". ودعا "المجتمع الدولي لحشد التأييد والدعم للدفاع عن قضية اللاجئين الفلسطينيين وايصال رسالة سياسية لمواجهة المشروع الأميركي الذي يسعى لتصفية "الأونروا" وشطب ستة ونصف مليون لاجئ من خلال ما يسمى "صفقة القرن". وأشار إلى أن "بعثة فلسطين الدائمة في الأمم المتحدة تعمل على مدار الساعة مع المنظومة العربية لإحباط مسعى الإدارة الأميركية وحكومة الاحتلال من المساس بصفة اللاجئ من خلال إعادة تعريفه أو تمرير مخططها لتصفية الأونروا". واعتبر أن "التحدي الكبير أمام منظمة التحرير ودائرة شؤون اللاجئين يتمثل في مواجهة الضغوط الأميركية والإسرائيلية على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة من أجل إفشال عملية تجديد التفويض". وأكد أبو هولي ضرورة "استمرار عمل "الأونروا" وفق التفويض الممنوح لها بالقرار 302 لحين عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم طبقًا لما ورد في القرار الدولي 194". وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، دعا في حزيران (يونيو) 2017، إلى "تفكيك الأونروا ودمج أجزائها ضمن مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين"، بحجة أنها تديم قضية اللاجئين الفلسطينيين. بدوره، قال مندوب فلسطين الدائم في الأمم المتحدة، السفير رياض منصور، إن "جهوداً فلسطينية تبذل في أروقة الأمم المتحدة من أجل تجديد تفويض عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" لثلاثة أعوام مقبلة". وقال منصور، وفق إذاعة "صوت فلسطين" الرسمية، إن "الجانب الفلسطيني بتنسيق مع المجموعة العربية عقد اجتماعات وأجرى اتصالات مع دول صديقة لحشد الأصوات لتجديد التفويض". وتوقع أن "تصوت الدول المشاركة في اجتماع اللجنة الرابعة التابعة للأمم المتحدة الجمعة القادمة على قرار تمديد التفويض كما كل مرة يجري رغم وجود ضغط من بعض الدول لمنع ذلك". وأشار إلى أن "الدول المشاركة في اجتماع اللجنة الرابعة الأممية ناقشت، خلال اجتماعها، بندين، الأول ما يتعلق بالوكالة وتجديد تفويضها، والثاني الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية". وأشار السفير الفلسطيني إلى أن "الجانب الفلسطيني يمارس ضغطاً على كافة الدول التي أعلنت أنها ستتبرع للوكالة، من أجل جسر العجز المالي المقدر 83 مليون دولار فقط حتى نهاية العام الجاري". واتهم، الولايات المتحدة الأميركية وسلطات الاحتلال بشن هجمة على "الأونروا" منذ عامين من أجل تدميرها، معتبراً أن الهجوم على مفوضها العام، بيير كرينبول، الذي استقال من منصبه مؤخراً تأتي في ذات السياق لأنه دافع عن اللاجئين الفلسطينيين والوكالة على حد سواء". وقال منصور، إن "إدارة الأونروا وعدد كبير من دول العالم ترفض هذا الهجوم، باعتباره يشوه سمعة الوكالة ويسهم في حجب التبرعات عنها بهدف إزالة قضية اللاجئين الفلسطينيين عن طاولة الحل السياسي". وكانت "الأونروا" قد تأسست بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية والخدمات، الصحية والتعليمية والإغاثة الاجتماعية، لأكثر من 5.4 مليون لاجئ فلسطيني مسجلين لديها في مناطق عملياتها الخمسة، وهي الأردن وسورية ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة، منهم زهاء مليوني لاجئ مسجلين في الأردن.اضافة اعلان