النقد والانتقاد


في الإعلام الرياضي وربما الصحافة الرياضية المكتوبة بشكل واضح، هناك أمران متناقضان متداخلان على الساحة الإعلامية الرياضية، هما التبعية والاستقلالية في هذا العمل، ما لا يجعل الرسالة الإعلامية الرياضية ذات قيمة ومصداقية، فيقلل ذلك من إيجابيتها وتتحول أصداء هذه الرسالة لدى القارئ وكأنها كتبت لملء الفراغ.اضافة اعلان
هذا الأمر أيضا يجعل النقد الرياضي تائها فلا يفرق أحد بين النقد والانتقاد كما كتب زميلنا الكبير محمد لوري، الذي استغرب هذا الخلط المفضوح بين هذين المفهومين الأمر الذي يكشف تداخل الأهواء الشخصية في الطرح، وهو ما يتعارض مع أبجديات المهنة الصحفية.
أما الزميل البحريني محمد العداوي فكان أكثر جرأة وقسوة، عندما قال إن بعض العاملين في الصحافة الرياضية حولوا الأمر إلى بضائع معلبة توزع على الصحف مؤطرة بالتلميع للجهة التابع لها مصدر الخبر، متبوعة بعطايا رخيصة يراد بها تقليص مساحة النقد البناء، بل إنه هاجم واقع العمل الإعلامي وخص بذلك بعض وسائل الإعلام ووصفها بأنها “رخيصة جدا” تفوق في رخصها أسعار البضائع المقلدة.
هل هذا حقا هو واقع الصحافة الرياضية في البحرين فقط كما قال الكاتب؟، أم أن هذا الأمر يشمل العديد من الدول العربية؟، حيث تاه فيها الإعلام عموما وضاعت بوصلته فسيطر قلم التعصب والعصبية والمحاباة والنفاق والمصالح الشخصية الخاصة على قلم الموضوعية والحقيقة والتجرد والأمانة الصحفية، وأعطي المجال لأن يستعمل البعض سلاح الإعلام ليطلق “الرصاص الطائش” بدون مخافة من الله أو من ضمير حي أو بدون أي مصداقية تذكر.
أما رأيي أنا فما زلت أؤمن تماما بأن غالبية الزملاء من الصحفيين الرياضيين المهنيين المتميزين، الذين أوصلوا الصحافة الرياضية إلى المكانة المرموقة التي نعيشها الآن رغم كل الثغرات التي تم الحديث عنها.
أما من تحدث عنهم الزميلان محمد لوري ومحمد العداوي فهم قلة، لم تستوعب حتى الآن الرسالة واللغة الحقيقية للصحافة الرياضية أو أهدافها، لأنهم وضعوا في أجواء وأماكن غريبة عنهم لا يقدرونها ولا يستحقونها ولن يستمروا في عهد المعرفة والتكنولوجيا وعصر الإعلام.