النقرس: الوقاية والعلاج

سبب الإصابة بالنقرس تناول كميات كبيرة من اللحوم والأسماك - (أرشيفية)
سبب الإصابة بالنقرس تناول كميات كبيرة من اللحوم والأسماك - (أرشيفية)

عمان- النقرس هو نوع من التهاب المفاصل، يعود سببه إلى ارتفاع مستوى حمض اليوريك (Uric Acid) في الدم؛ حيث يفرز الجسم هذا الحمض بشكل طبيعي ويتخلص منه بشكل طبيعي، ولكن عندما يصاب الإنسان بمرض النقرس يصبح إفراز الجسم لهذا الحمض مرتفعا جداً، وتتعدى نسبته في الدم قيمة 6.8 مغ/ديسليتر.اضافة اعلان
هذا وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة حصول المرض تتزايد مع تزايد نسبة الحمض في الجسم؛ حيث تبلغ نسبة الإصابة 0.1 % في حال كان مستوى الحمض أعلى من 7 مغ/ديسليتر، أما إذا أصبحت نسبة الحمض 7-8.9 مغ/ديسليتر، فإن النسبة ترتفع إلى 0.5 %.
وعلى الرغم من هذه العلاقة القوية بين ارتفاع نسبة الحمض والمرض، إلا أن 10 % فقط من الأشخاص الذين لديهم مستويات مرتفعة من حمض اليوريك في الدم يصابون بمرض النقرس.
في العادة يصيب النقرس إبهام القدم، ويعد المرض أكثر شيوعاً بين الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و45 سنة، والنساء اللواتي تتجاوز أعمارهن 55 سنة.
أسباب مرض النقرس
يعود السبب الرئيسي لمرض النقرس إلى ارتفاع مستوى حمض اليوريك (uric acid) في الدم؛ حيث يترسب الحمض على شكل بلورات في المفاصل مسبباً الشعور بالألم، ولكن ثلثي الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من حمض اليوريك في الدم لا تظهر عليهم أي أعراض للمرض.
عوامل الإصابة بمرض النقرس
من العوامل الرئيسية التي تسهم في حدوث مرض النقرس:
- السمنة.
- تناول كميات كبيرة من اللحوم والأسماك التي تحتوي على نسبة عالية من البيورينات (purines).
- عامل الوراثة يسهم بشكل كبير في حدوث النقرس؛ حيث إن 35 % من الأشخاص المصابين بالنقرس لديهم أقارب من الدرجة الأولى مصابون بالمرض نفسه.
- تناول بعض الأدوية مثل:
• مدرات البول (Thiazides diuretics and Loop diuretics).
• الايثامبيوتول (Ethambutol).
• الأسبرين (spirin).
• النيكوتينوك أسيد (Nicotinic acid).
• السايكلوسبورين (Cyclosporin).
أعراض مرض النقرس
1. ألم وتورم وتصلب في المفاصل وخاصة في إصبع القدم الكبير، وفي العادة يشعر المريض بالألم في الليل أو في ساعات الصباح الباكر، ويسوء الألم بسرعة وتصل ذروته في غضون (12-24 ساعة) ويستمر لساعات عدة وأحياناً لأسابيع عدة إذا لم يعالج.
2. احمرار في الجلد وتقشير وحكة، وخاصة حول المفصل المصاب.
3. صعوبة في حركة المفاصل.
على المريض مراجعة الطبيب في حال ظهور هذه الأعراض، لأخذ عينة من السائل المفصلي في المفصل المصاب لفحصه وتحديد ما إذا كان يحتوي على حمض اليوريك، بالإضافة إلى ذلك يجب عمل فحص للبول على مدى 24 ساعة لتحديد تركيز حمض اليوريك في البول.
علاج مرض النقرس
الهدف من العلاج هو التخفيف السريع من حدة الألم، والوقاية من المرض والحد من مضاعفاته، لذا يجب على المريض الالتزام بتناول العلاج الذي يصفه الطبيب، بالإضافة إلى أخذ قسط من الراحة، واستخدام الثلج لتخفيف التورم، ومن الأدوية التي تُوصف لمرضى النقرس:
- الأدوية المضادة للالتهاب والمسكنات (NSAID): وهي تخفف الألم والالتهاب وتعد أفضل علاج لنوبات النقرس، ومن هذه الأدوية (Indomethacin, Ibuprofen, Naproxen)، ويجب على المريض إيقاف الدواء في غضون يوم أو يومين من زوال الألم الحاد للنقرس.
ويعد النابروكسين (Naproxen) من أكثر الأدوية أماناً فيما يتعلق بالآثار الجانبية للقلب والأوعية الدموية. وتعد هذه المسكنات الخيار الأفضل للمرضى الذين لا يعانون من أمراض الكلى وقرحة المعدة والاثني عشر وليس لديهم مشاكل في درجة تميع الدم ولا يستخدمون الأدوية المضادة للتخثر مثل الوارفرين (Warfarin) والهيبارين (Heparin) وغيرها، ومن الآثار الجانبية للأدوية المضادة للالتهاب حدوث نزيف في المعدة وآلام وتقرحات فيها.
- الكوليشيسين (Colchicine): يمكن وصفه بدل الأدوية المضادة للالتهاب، ويعد الكوليشيسين من الأدوية التي لا تزيد من خطر القرحة، وليس له أي تفاعل مع الأدوية المضادة للتخثر. يعد الكوليشيسين من أكثر الأدوية فعالية في حال تم إعطاؤه في بداية نوبات الألم، ويؤخذ على شكل حبوب فقط، ومن الآثار الجانبية للكوليشيسين القيء والغثيان والإسهال.
- تناول الكورتيزونات عن طريق الفم (Oral Corticosteroids): تؤخذ في حالة عدم استجابة المريض للكوليشيسين ومضادات الالتهاب غير الستيرودية، وتتوافر بأنواع عديدة، وتختلف في مدى فعاليتها وآثارها الجانبية من نوع إلى آخر، وقد يرافق تناول الكورتيزون تكرار نوبات الألم وازدياد شدتها، لذا ينبغي خفض جرعات الكورتيزون ببطء على مدى فترة لا تقل عن 10-14 يوماً. على الرغم من التأثير القوي الإيجابي لأدوية الكورتيزون، فإن استخدامها قد يسبب العديد من الآثار الجانبية وخصوصاً مع زيادة مدة العلاج أو الجرعة المستخدمة، ومن المهم تقليل جرعة الكورتيزون المستخدم على المدى الطويل إلى أقل جرعة فعالة في السيطرة على المرض وتحت إشراف الطبيب. من أهم الآثار الجانبية للكورتيزون على المدى القصير تقلب المزاج والتعب والإرهاق والأرق وقلة الشهية وظهور حب الشباب والبثور على الوجه. أما الآثار التي تظهر مع الاستخدام طويل المدى، فهي ارتفاع ضغط الدم وسكر الدم وهشاشة العظام؛ حيث يسبب الكورتيزون نقصان نسبة الكالسيوم الموجودة بالعظام مما يجعلها هشة وقابلة للكسر. كما قد يؤدي الكورتيزون للإصابة بالمياه الزرقاء (ارتفاع ضغط العين) أو المياه البيضاء (إعتام عدسة العين)، كما يقلل من مناعة الجسم مقاومته للالتهابات الميكروبية المختلفة.
والجدير بالذكر أن اختيار العلاج المناسب للنقرس يتم تحديده من قبل الطبيب المختص، وذلك بالاعتماد على أعراض المرض وشدته وعدد المفاصل المصابة، وقد يلجأ الطبيب إذا كان عدد المفاصل المصابة محدوداً لإعطاء حقنة من أدوية الكورتيزونات داخل المفصل المصاب.
مضاعفات مرض النقرس
1. فشل الكلية: نتيجة لتراكم الحصى الناتجة عن ترسب بلورات اليوريت في الكلية، مما يؤثر على عملها ويؤدي إلى فشلها على المدى البعيد، يمكن تجنب هذا الأمر باتباع الحمية الغذائية اللازمة لتفادي تكون حصى الكلية بالإضافة إلى الالتزام بعلاج مرض النقرس.
2. اعتلال القلب: حيث تشير الدراسات إلى أن مرض النقرس عادة ما يصاحب أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، ووجود حمض اليوريك بنسبة عالية في الدم يعد من عوامل الخطورة التي تسبب الوفاة في أمراض القلب المصاحبة.
3. بروزات تكلسية تحت الجلد: تظهر في الأصابع واليدين والقدمين والمرفقين والكاحل وحول صيوان الأذن.
علاج مضاعفات مرض النقرس
للوقاية والعلاج من مضاعفات مرض النقرس، فإن الطبيب يصف أحد الأدوية التي تعمل على منع إنتاج حمض اليوريك مثل الالوبيرينول (Allopurinol) أو أدوية تزيد من طرح حمض اليوريك في البول مثل البروبنسيد (Probenecid).
نصائح غذائية لمريض النقرس
• شرب 8-16 كوبا (حوالي 2-4 لترات) من السوائل يومياً، نصفها من الماء على الأقل.
• تناول كمية معتدلة من البروتين ومن مصادر صحية، مثل منتجات الألبان قليلة أو خالية الدسم، والبيض، وزبدة الفستق.
• الحد من تناول الأسماك واللحوم والدواجن بشكل يومي.
• تجنب شرب الكحول.
• تناول الأغذية والأعشاب التي تساعد على إدرار البول مثل الخس، والجزر، والبصل، والطماطم، والخيار، والملفوف، والبطيخ، ومغلي البقدونس، واليانسون، والقرفة، والنعناع، والكمون.
• وجدت بعض الدراسات وجود ارتباط بين شرب القهوة وانخفاض مستوى حمض اليوريك، كما أن تناول فيتامين C يقلل من مستوى الحمض في الدم.

إعداد الطالبة: تقوى حميد مهيدات
إشراف الدكتورة: نور صوالحة
حملة "دكتور صيدلة نحو رعاية صيدلانية مثلى"
كلية الصيدلة -جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية