"النكاف".. الأسباب والأعراض والعلاج

النكاف هو مرض فيروسي معدي وتلوثي - (أرشيفبة)
النكاف هو مرض فيروسي معدي وتلوثي - (أرشيفبة)

عمان- النكاف (Mumps) هو مرض فيروسي معدي وتلوثي، وعادة ما يسبب انتفاخا أو تورما وآلاما في الغدد اللعابية (Salivary glands)، وبخاصة في الغدد النكفية (Parotid glands) الموجودة بين الأذن والفك. واحد من بين كل ثلاثة أشخاص مصابين بالنكاف لا يعاني من انتفاخ في الغدد. بدلا من ذلك، قد يظهر تلوث في المسالك التنفسية العلوية.اضافة اعلان
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس
1 - من لم يحصل على التطعيم كاملا (جرعتين منفصلتين) وتعرض بمعنى خالط المصاب بالفيروس.
2 -  العمر: الأكثر عرضة هم الأطفال من 2-12 سنة.
3 - الموسم: وباء النكاف كان على الأرجح خلال مواسم الشتاء/الربيع.
4 - السفر إلى المناطق التي يرتفع فيها انتشار الفيروس في العالم: أفريقيا، شبه القارة الهندية، وجنوب شرق آسيا. هذه المناطق لديها معدل منخفض جدا من التطعيم.
5 - ضعف جهاز المناعة: إما بسبب الأمراض على سبيل المثال؛ فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز والسرطان أو الأدوية؛ استخدام الستيرويد عن طريق الفم لأكثر من أسبوعين، والعلاج الكيميائي.
6 - من ولدوا قبل 1956: بشكل عام يعتقد أن هؤلاء الأفراد تعرضوا لعدوى النكاف في مرحلة الطفولة. وإذا لم يكونوا فهم في خطر العرضة للنكاف في الكبر. ويمكن الحصول على فحص الدم لتحديد مستوى المناعة.
الأعراض في الأطفال والبالغين
أعراض غير محددة من حمى خفيفة، الصداع، آلام العضلات، انخفاض الشهية أو فقدانها، والشعور بالضيق تحدث خلال الـ48 ساعة الأولى من الإصابة بالنكاف.
تورم الغدة النكافية هو الصفة المميزة للنكاف وتظهر في اليوم الثالث من المرض. ومن المعروف ظهور ألم في الأذن وتورم الغدة النكافية قد يستمر لمدة تصل إلى 10 أيام، ويمكن أن يكون التورم والانتفاخ في الجانبين أو في جانب واحد فقط.
وتكون الأعراض أسوأ عند الكبار عموما وتكون في الأطفال أقل وطأة. حوالي 95 % من الأفراد الذين تظهر عليهم أعراض النكاف سيكون لديهم التهاب في الغدة النكافية.
ومن المعلوم أن حوالي 15 % -20 % من حالات النكاف لا تظهر عليهم أي أعراض مرضية، و50 % من المرضى تظهر لديهم أعراض غير محددة للجهاز التنفسي.
وكما هو مألوف، فإن الكبار هم الأكثر احتمالية للتعرض لمثل هذه الحالة تحت الإكلينيكية أو الجهاز التنفسي فقط، في حين تكون الأعراض الكلاسيكية عند الأطفال هي الشائعة، وبخاصة الأعمار بين 2 و9 سنوات من العمر حيث يظهر تورم الغدد النكافية.
التشخيص
يتم تشخيص النكاف، بشكل عام، بالاعتماد على ماضي التعرض للمرض، التورم والحساسية في الغدد النكفية، وبالاعتماد على أعراض أخرى من بينها صلابة في العنق، صداع وألم في الخصيتين.
عند الحاجة، يمكن إجراء فحص دم؛ Enzyme - linked immunosorbent assay – ELISAEIA)، وهو فحص للكشف عن وجود مضادات (اضداد - Antibodies) أو مستضد (مولد مضاد - Antigen) في العينة، وذلك لتأكيد التشخيص ونفي احتمال كون الأعراض ناجمة عن مرض آخر.
من الممكن الكشف عن فيروس النكاف عن طريق فحص الزراعة (Culture)، الذي يتم إجراؤه على عينة من البول، من اللعاب، أو من السائل النخاعي (Cerebrospinal fluid)، المستخرج بواسطة البزل القطني (Lumbar puncture). هذه الفحوصات يتم إجراؤها في حالات نادرة جدا.
المضاعفات
هناك أربعة مضاعفات خطيرة للنكاف؛ هي:
1 - التهاب السحايا (التهاب في السائل الشوكي الذي يحيط بالدماغ والنخاع الشوكي).
2 - التهاب الدماغ (عدوى تصيب الدماغ).
3– الصمم.
4 - التهاب الخصية (التهاب في الخصية/ الخصيتين).
وبالنسبة لالتهاب السحايا، فإن أكثر من 50 % من المرضى الذين يعانون من النكاف يكون لديهم التهاب السحايا الفيروسي، والتي قد تحدث خلال أي فترة من المرض. عموما يتماثل المرضى للشفاء التام من دون آثار جانبية دائمة.
وعلى صعيد التهاب الدماغ؛ فإنه حتى العام 1960، كان النكاف هو السبب الرئيسي لالتهاب الدماغ الفيروسي المؤكد في الولايات المتحدة. ومنذ الإدخال الناجح لبرنامج التطعيم، فقد انخفضت نسبة انتشار التهاب الدماغ بسبب النكاف إلى 0.5 %. ولحسن الحظ، فإن معظم المصابين يشفون تماما من دون آثار جانبية دائمة.
العدوى
ينتشر عن طريق السعال والعطاس، وعند اقتسام الطعام أو الشراب مع شخص مصاب بالتلوث.
مصدر العدوى
الإنسان المريض؛ حيث توجد الفيروسات في اللعاب والغدد اللعابية التي تستقر وتتمدد في هذه الغدد وتتكاثر فيها وتتسبب في التهابها وتورمها.
طريقة العدوى
مباشرة بواسطة الرذاذ، وغير مباشرة بواسطة أدوات المريض الملوثة بالفيروسات. وأيضا من خلال الحديث معه والاقتراب من فمه ولكن بنسبة قليلة.
مدة الحضانة
من خمسة عشر إلى تسعة عشر يوماً، وقدرة النكاف على العدوى مشابهة للانفلونزا والحصبة الألمانية، وأقل من الحصبة أو جدري الماء. يكون المصاب به معديا قبل 3 أيام (تقريبا) من ظهور الأعراض وتستمر قدرته على العدوى إلى حوالي 4 أيام بعد ظهورها، وذلك رغم أن الفيروس يمكن أن يوجد في اللعاب قبل 7 أيام من بداية الأعراض ويستمر بالتواجد باللعاب إلى 9 أيام بعد بداية الأعراض.
يتضاعف الفيروس في البلعوم الأنفي والعقد اللمفاوية لدى الشخص المصاب. العدوى تتم عن طريق حمل الهواء للفيروسات أو من خلال الاتصال المباشر بلعاب المصاب. وعن طريق السعال والعطاس.
اللقاح (التطعيم)
يمكن تجنب الإصابة بالنكاف بشكل تام تقريبا، وذلك بواسطة حقنتين من اللقاح ضد الحصبة- النكاف- الحصبة الألمانية/ الحميراء (MMR vaccine - immunization shot against measles, mumps and rubella).
حقنتان اثنتان من شأنهما توفير الحماية/ الوقاية من النكاف مدى الحياة؛ تعطى الحقنة الأولى في سن 12-15 شهرا، بينما تعطى الحقنة الثانية في سن 4-6 سنوات. كما أن هنالك لقاحا آخر يعطى ضد الحصبة، النكاف، الحصبة الألمانية/ الحميراء وضد الحماق (جدري الماء- Varicella)، أيضا.
يسمى هذا اللقاح بـ"اللقاح الرباعي" وهو قادر على استبدال إحدى حقنتي اللقاح ضد الحصبة- النكاف- الحصبة الألمانية/ الحميراء (MMR vaccine) أو كلتيهما معا.
معظم الأطفال الرضع لا يصابون بمرض النكاف خلال السنة الأولى من حياتهم، وذلك بفضل اللقاح قصير المدى الذي يتلقونه من أمهاتهم، قبل الولادة.
ومطعوم النكاف موجود ضمن مطعوم الحصبة والنكاف والحميراء، كما أن البالغ لا يحتاج إلى مطعوم.
العلاج
ليس هناك علاج محدد للمرض. قد تخف الأعراض بعد وضع الثلج على الحرارة لفترات متقطعة في منطقة الرقبة و/أو الخصية المتضررة وباستخدام الباراسيتامول لتخفيف الألم. لا يستخدم الأسبرين بسبب وجود صلة افتراضية مع متلازمة راي (Ray syndrom).

د.باسم الكسواني
مستشار وزير الصحة للإعلام ومستشار أول في طب الأطفال