النمل الأبيض يصيب 85 % من معان

شخص يقوم برش المبيدات لمكافحة آفة النمل الابيض بمدينة معان - (الغد)
شخص يقوم برش المبيدات لمكافحة آفة النمل الابيض بمدينة معان - (الغد)
حسين كريشان – رغم جهود المكافحة المتواصلة، ما تزال مشكلة تفشي "النمل الابيض" في مدينة معان مستمرة، بنسبة إصابة وصلت إلى 85 %، ملحقة الاضرار بالمنازل والحدائق العامة والمزارع المختلفة. وأخذت معضلة "النمل الأبيض" والتي ظهرت الشهر الماضي مرحلة جديدة اعتبرها سكان بـ"الخطرة جدا"، خاصة بعد أن لمسوا أن عمليات المكافحة لم تحد من تفاقم المشكلة. ويطالب أهالي المدينة، من الجهات المعنية تكثيف حملات المكافحة والرش في البؤر الساخنة والأكثر انتشارا، فضلا عن مراقبة أصحاب القلابات لمنع استخدام ورفع أكوام الطمم من الأودية التي تعتبر أماكن لتكاثر الحشرة والقريبة من المدينة إلى المباني التي ما تزال تحت الإنشاء الواقعة بين التجمعات السكنية للمساهمة في التخلص من النمل الأبيض الذي يتسلل إلى أفنية منازلهم. وبين رئيس جمعية بساتين الشامية الزراعية محمد النسعة، أن العديد من المزارعين، يعانون جراء انتشار تلك الحشرة مزارعهم، مبينا أن الحشرة تتغذى على مادة السليولوز المكونة منها الأشجار، ما سيعمل على تدميرها في المستقبل القريب، كما تعمل أنفاقا داخل ساق الشجرة وأغصانها، ما يؤدي إلى جفافها وبالتالي موتها، الأمر الذي يؤثر على الثروة النباتية في المنطقة، لافتا ان فرق المكافحة والرش التابعة لمديرية الزراعة قد قامت بزيارة مزارع الشامية، حيث تم اعطاء مهلة لاصحاب المزارع للتخلص من الاخشاب المصابة والحواجز الخشبية المستخدمة كسياج لتلك المزارع، حتى يتسنى تنفيذ حملة الرش لكافة مزارع منطقة الشامية الواسعة المساحة. ويوضح محمد صلاح أحد سكان المدينة أنه ومنذ سنوات يعاني المواطنون من انتشار حشرة "النمل الأبيض" في مدينة معان، إلا أن الفترة القليلة الماضية تفاقمت المشكلة، مطالبا بتكثيف ورفع كفاءة حملات الرش حتى يتم التخلص من هذه الحشرة لكي لا تبقى منازل المواطنين تحت رحمة آثارها المدمرة. من جهته، أشار مدير حملة المكافحة رئيس قسم الإنتاج النباتي في مديرية زراعة معان المهندس محمود العضايلة أن النمل الأبيض ينتشر في المدينة منذ سنوات لكن انتشاره كان بشكل محدود، موضحا أنه وخلال العام الماضي والحالي بدأ يتوسع ويزداد في الانتشار في العديد من المناطق، وأصبح انتشاره معضلة، حتى طالت الإصابة نحو 85 % من مناطق المدينة ما بين مزارع ومنازل ومدارس وحدائق عامة في قصبة معان، ما الحق اضرار اقتصادية قدره بـ "200" ألف دينار. وقال العضايلة، إن المديرية تمكنت خلال الفترة الماضية من تنفيذ حملات مكافحة بلغت نحو 120 حملة، وتم استكشاف العديد من المنازل والمزارع والحدائق العامة وقد تعرضت لانتشار تلك الآفة، مؤكدا أن فرق المكافحة بدأت بالتركيز على البؤر التي من خلالها تنتشر تلك الآفة وتنتقل إلى مواقع أخرى. وأضاف، أن الحملة تهدف إلى استكشاف مواقع انتشار آفة النمل الأبيض في المزارع المحيطة بالمدينة، إلى جانب البدء بمكافحتها في المواقع التي تم الإبلاغ عنها من قبل المزارعين، مضيفا أن فرق المكافحة موزعة على المناطق المختلفة وهي مجهزة بجميع المستلزمات والمبيدات المخصصة، مبينا استمرارية عمليات المكافحة وفق خطة محكمة حتى ساعات متأخرة من الليل. ودعا أصحاب المزارع إلى التعاون مع فرق المكافحة والإبلاغ عن أية مواقع تنتشر بها تلك الآفة، لتتمكن المديرية من مكافحتها قبل انتشارها، مؤكدا أهمية نشر الوعي لدى المواطنين والمزارعين بآليات التعامل مع تلك الآفة للقضاء عليها ومنع انتشارها. إلى ذلك، قال مدير زراعة محافظة معان المهندس أحمد آل خطاب إن المديرية أطلقت الأسبوع الماضي حملة لمكافحة النمل الأبيض في معان، بعد الانتشار الواسع لهذه الآفة في العديد من المزارع والمنازل والحدائق المنزلية والمدارس. وأضاف آل خطاب، أنه تم تشكيل 5 فرق استكشافية متخصصة للكشف على جميع المناطق المصابة في معان بأسلوب عملي وفني دقيق وتحديد حجم الإصابة ومكافحتها بالطرق المثلى حيث ستستمر عمليات الكشف والمكافحة ليتم تغطية جميع المزارع. وأشار، إلى أهمية وعي المواطنين وتوفر المعلومات لديهم حول حشرة النمل الأبيض، ومدى خطورتها على الثروة النباتية وحتى الأثاث الخشبي في المنازل، مبينا أنه تم عقد عدد من ورش العمل التوعوية والدورات والمحاضرات للتعريف بهذه الآفة الخطيرة وسبل مكافحتها. بدوره، أكد رئيس بلدية معان الكبرى الدكتور ياسين صلاح، إن كوادر وآليات البلدية ما تزال مستمرة بعمليات مكافحة النمل الأبيض وعلى مدار الساعة، من خلال توفير واستخدام المبيدات الحشرية الخاصة وفق الطرق الحديثة داخل منازل المواطنين والتي تعرضت لتلك الآفة في مختلف أحياء مدينة معان تنفيذ للحملة البيئية التي بدأت فيها مؤخرا. وأشار صلاح، أن إجراءات المكافحة تتضمن التخلص من مخلفات المنزل الذي تعرض للإصابة بالنمل الأبيض ونقلها بعيدا عن البيوت والأحياء السكنية، حيث يتم التخلص من الأثاث المصاب بمكب النفايات وحرقه وعدم بيعه لأصحاب محلات الأثاث المستعمل منعا لنقل العدوى.

اقرأ المزيد : 

اضافة اعلان