النوفلي.. كفيفة تضيء عالمها بمهارات تتفوق فيها على المبصرين

عمان- شاءت الاقدار ان تكون آية (16 عاما) كفيفة البصر، لكنها واجهت الواقع، وشقت طريقها ببصيرة مضاءة بالعلم والتصميم، وسعت لبناء ذاتها، واختارت مواجهة جميع الظروف المحبطة، بقوة الإرادة.اضافة اعلان
فتاة بعمر الزهور فاقت سنها بكثير وتجاوزت مهارات المبصرين، فكانت صاحبة عطاء، قدمت وهي في الصف العاشر دورة لأطفال مكفوفين في طريقة القراءة باستخدام أسلوب "بريل"، وامتلكت بذلك مهارات عالية جعلت منها مثالا لمن يطور ذاته.
وتقول النوفلي كانت انطلاقتي حافلة بالتميز لاكون شخصا فاعلا في المجتمع، بحيث امتلكت مهارات جعلتني اشعر بكثير من النعم، وبجمال وروعة العلم والادب، فبدأت امتلك مهارة كتابة القصص ثم قراءتها باسلوب مشوق، وتمكنت من الالمام بمهارات الالقاء وتقديم الاناشيد والشعر، بالاضافة لتجويد القرآن الكريم.
وتضيف النوفلي، انسجمت مع مدارس المبصرين، ما ساعد بزيادة شجاعتي، ورفع معنوياتي، واصبحت فردا لا يختلف عن المبصرين شيئا. لم اشعر بالنقص، ولم يكن لدي شعور مختلف عن الآخرين، وتمكنت من اكتشاف مهارات، بدءا من سرعة حساب الارقام والفطنة وسرعة اعراب الكلمات بعد سماعها وحفظ الارقام بسرعة.
وتعبر عن قبول المجتمع للشخص المكفوف، لامتلاكه البصيرة ونظره للامور بحقيقة، بعيدا عن الزيف والمشاهد الخادعة، ولكن هناك امر هام ينبغي ان ينتبه اليه القائمون على المدارس المتخصصة بالمكفوفين، ان اختلاط المكفوف مع المبصر يزيد من شجاعته وثقته بنفسه، ويرفع من معنوياته لمواجهة امور الحياة بعزيمة واصرار.
وتؤكد تركها لاكاديمية المكفوفين لبعدها عن مكان اقامتها في لواء الموقر، بالاضافة لحبها الاختلاط بالمبصرين والاندماج معهم وممارسة حياتها الطبيعية كما يمارسونها هم، دون الشعور بوجود حاجز الاعاقة، ما زاد بتطور مجالات حياتي وعزز بداخلي التميز والاصرار.
آية كما وصفها رئيس جمعية البادية الوسطى لذوي الاحتياجات الخاصة سليمان الجبور "جوهرة مضيئة"، تشع ارادة، ولم تتأثر جراء واقعها وفقدانها للبصر، وهي تحتاج لرعاية واهتمام بصورة اكبر تتوافق مع ما تمتلكه من مهارات.
وقال الجبور إن "هذه الفتاة النابغة، كانت بحاجة لمزيد من الاهتمام، وقد سعت الجمعية لتقديم الدعم والعون لها، فقد تم تقديم لاب توب ناطق لها بالتعاون مع الأكاديمية الملكية للمكفوفين ومؤسسة نور الحسين".
وتقول النوفلي "امتلك ابداعات ونعم ومهارات اكثر من المبصرين، وقد كرمني الله بنور البصيرة وجعلني قادرة على الادراك والفهم أكثر من المبصرين".-(بترا- محمد المومني)