الهجرة من الاتحاد السوفييتي أنقذت إسرائيل

هآرتس

آشر كوهين

8/1/2020

اضافة اعلان

"أحضروهم الى هنا كي يكون هناك ثقل مواز للاصوليين – حتى اذا جرت انتخابات فلن يكون هناك الكثير للاصوليين"، هكذا تم اقتباس الحاخام الرئيسي السفارادي، الحاخام اسحق يوسف، وأثار العاصفة بهذا التصريح. لذلك اضاف بأن مئات آلاف أو عشرات آلاف الاغيار جاؤوا الى البلاد بسبب قانون "من هو اليهودي… الكثير من الاغيار، عدد منهم شيوعيون يكرهون الدين ويعادونه".
لا يوجد خلاف حول أنه يعيش الآن في اسرائيل 450 ألف شخص غير مسجلين كيهود. آخرون "بلغة المكتب المركزي للاحصاء، الاغلبية الساحقة منهم هم مهاجرون من الاتحاد السوفييتي السابق. منذ زمن هم لا يشملون فقط مهاجرين جدد، بل اكثر من 100 ألف من الشباب الذين ولدوا في البلاد كـ "آخرين" أو انهم جاؤوا الى البلاد في سن صغيرة، ومعظم تعليمهم كان في اسرائيل. نحو 4 آلاف طفل من "الآخرين" يولدون في اسرائيل كل عام.
هناك مجال لنقاش عام جدي حول أهمية قانون العودة، الذي في اطاره معظم المهاجرين الجدد الذين يهاجرون الآن الى اسرائيل ليسوا يهود حسب الشريعة. والكثير منهم بعيدون عن العالم اليهودي. ولكن الحاخام يوسيف اختار مصطلح أضر بجميع المهاجرين الجدد.
الهجرة الى اسرائيل في التسعينيات انقذت دولة اسرائيل، ولكنها لم تنقذ اسرائيل من الاصوليين. لقد انقذتها كدولة قومية يهودية التي مجرد وجودها بهذا الشكل مشروط تماما بوجود اغلبية يهودية حاسمة.
في نهاية الثمانينيات وقبل بداية الهجرة، النسبة الديمغرافية في اسرائيل كانت 80 في المئة يهود وحوالي 20 في المئة عرب. في تلك السنين زاد الخوف من "المشكلة الديمغرافية" التي ارتكزت على الفجوة الكبيرة في نسبة الولادة بين المجموعتين. النسبة في اوساط العرب كانت اعلى بكثير عن النسبة في اوساط اليهود. وبدون هجرة كبيرة كانت هذه الفجوة ستؤدي الى تقليص الاغلبية اليهودية في اسرائيل.
الهجرة الدراماتيكية، نحو مليون مهاجر خلال عشر سنوات، انقذت أولا الميزان الديمغرافي. مليون مهاجر تمت اضافتهم الى الاغلبية اليهودية في اسرائيل. وحافظوا على الوضع القائم على خلفية الفجوة في نسبة الولادة؛ هم واحفادهم حافظوا على الميزان الديمغرافي القائم حتى العقد الحالي الذي فيه الفجوة في نسبة الولادة تقلصت بصورة دراماتيكية الى التعادل تقريبا. الآن الوضع هو أن نحو 21 في المائة عرب، و74 في المائة يهود و5 في المائة آخرين.
حسب الشريعة وليس فقط حسب القومية، هناك مقاربة معروفة ومعترف بها تعتبر غير اليهودي، ولكنه حفيد ليهودي، هو "أحد ابناء اسرائيل"، يجب تطبيق سياسة تهويد مقربة ومتساهلة بقدر الامكان حسب حدود الشريعة. الحاخام حاييم امسالم، في كتابه "ذرية اسرائيل" اثبت ذلك من عدة مصادر في الشريعة. عدد من الحاخامات ومن القضاة في المحاكم الرسمية يتبعون هذه المقاربة الشرعية المقربة في مجال التهويد، إلا أنه ايضا تم توجيه الانتقاد لهم من الحاخام يوسيف.
في كتاب لي بعنوان "يهود - غير يهود" الذي ركزت فيه على هوية المهاجرين غير اليهود حسب الشريعة، قمت بالتركيز على الاجراءات التي مرت على معظمهم. وليس فقط أن معظمهم من نسل اسرائيل وذوي وعي وتماهي وانتماء مع الشعب اليهودي، بل هم، وبيقين احفادهم الذين ولدوا هنا، مندمجون في المجتمع اليهودي في اسرائيل ويخدمون في الجيش الاسرائيلي ويتحدثون اللغة العبرية ويندمجون في جميع مجالات المجتمع اليهودي في اسرائيل.
ويجب التأكيد على أنهم لا يندمجون كاجانب في المجتمع، بل كجزء لا يتجزأ من المجتمع اليهودي في اسرائيل. في أي موضوع وطني، هم الآن جزء من المجتمع اليهودي، يتماهون معه ويشعرون بأنهم جزء منه. يوجد لهم أب يهودي وإم 16. الحاخام يوسف قام بالتعميم حيث أبرز ظواهر سلبية لاقلية من بين هؤلاء المهاجرين واعتبرها ميزة مشتركة لمئات الآلاف من هؤلاء المهاجرين.
دولة اسرائيل، التعبير الواضح لمعجزة تجميع الشتات، لا تحتاج الى قيادة دينية انفصالية وتقوم بالاقصاء وتشدد على احكام التهويد الى جانب التخفيف من احكام الانصهار. اسرائيل بحاجة الى قيادة دينية احتوائية ومقربة، ليس فقط مدركة للمعجزة التاريخية الكبيرة في عصرنا، بل ايضا مستعدة للتعامل مع التحديات التاريخية التي جلبتها المعجزة معها.