الهدف: الاخفاء

أسرة التحرير -هارتس
المستشار القانوني للحكومة، المحامي يهودا فينشتاين يحث قانونا يقيد حرية التعبير. ويجدد فينشتاين مشروع القانون المسمى "قانون الاخفاء"، والذي غايته حظر نشر مواد تحقيق وأدلة جمعتها الشرطة ومحافل التحقيق الاخرى، حتى لو لم تكن تمس بخصوصية المحقق معه أو التحقيق. وقد بدأت مبادرة التشريع في مكتب المحامية العامة في 2011، وتوقفت كنتيجة لانتقاد جماهيري حاد.اضافة اعلان
 القانون، الذي تحثه وزارة العدل والمستشار القانوني للحكومة، يعنى ضمن امور اخرى بتقييد نشر يوميات، معلومات طبية، معلومات بنكية وما شابه. اذا كانت حماية الفرد هي في رأس اهتمام النيابة العامة ووزارة العدل، فان معلومات من هذا النوع محمية على أي حال ضمن قانون حماية الخصوصية ونشره بشكل ضار يعرض الصحفي والوسيلة الإعلامية الناشرة الى اتهام جنائي بالاضرار بالخصوصية وبرفع دعوى مدنية. ليس واضحا لماذا لا يرضي هذا التوازن وزارة العدل، التي تبحث الآن في امكانية حظر النشر مسبقا من خلال تعديل قانون المحاكم.
الاشتباه الناشئ في ضوء احياء "قانون الاخفاء" الذي سمي هكذا عن حق، هو ان هدفه منع الانتقاد لعمل الشرطة والنيابة العامة، ليس فقط في وقت عملية التحقيق بل وايضا بعد اغلاق الملف. هذه المبادرة تتعارض مع قول فينشتاين نفسه "فليقرأ الجمهور ويحكم" الذي قاله عندما أغلق ملف الشركات الوهمية في قضية وزير الخارجية افيغدور ليبرمان. اذا ما أخذ بالمبادرة يطرح السؤال كيف يمكن للجمهور "ان يقرأ ويحكم" في الوقت الذي يحظر على وسائل الاعلام بشكل جارف نشر أدلة ومواد التحقيق. كيف يمكن للجمهور ان يراقب عمل وتفكر المستشار القانوني، النيابة العامة والشرطة، اذا ما اخفيت عنه معلومات في شكل أدلة اهملت؟
 في إسرائيل لا يوجد حتى ولا قانون واحد ينص على حرية التعبير كقيمة دستورية. وسائل الاعلام بشكل عام والاعلام المحقق بشكل خاص، تتعرف على نحو دائم لضغوط سياسية ومصالح اقتصادية. غريب الامر ان يحث المستشار القانوني للحكومة تشريعا يجعل من الصعب بالذات على الجمهور التعرف على نقاء ايدي منتخبيه، وعلى افعال الشخصيات العامة. ان قانون الاخفاء يخدم أكثر من اي شيء آخر المحقق معهم من القيادات، والذين هم شخصيات عامة قوية على اي حال، النيابة العامة والشرطة. ان المنفعة لحماية الخصوصية في القانون هامشية مقارنة بالخطر الذي يكمن في عدم الشفافية، والضرر اللاحق بثقة الجمهور بسلطات التحقيق ودوافعها.