الهدمي: الاحتلال يصعد من عمليات الاعتقال والإبعاد وهدم المنازل بالقدس

قوات الاحتلال تهدم منزل فلسطيني في القدس المحتلة-(أرشيفية)
قوات الاحتلال تهدم منزل فلسطيني في القدس المحتلة-(أرشيفية)

القدس المحتلة- أكد وزير شؤون القدس فادي الهدمي، أن الاحتلال صعد من حملة الاعتقالات والإبعاد عن المسجد الأقصى المبارك، وهدم المنازل خاصة في فترة جائحة "كورونا".اضافة اعلان
جاء ذلك خلال لقاءين منفصلين عقدهما الهدمي مع القنصل التركي العام في القدس السفير أحمد رضا ديمير، والممثل السويسري لدى فلسطين فيكتور فافريكا.
ووضع وزير شؤون القدس ضيفيه التركي والسويسري في صورة المستجدات السياسية والاقتصادية بمدينة القدس المحتلة، مشيرا إلى أن الاحتلال صعد في الأشهر الأخيرة من عمليات اعتقال الفلسطينيين وهدم المنازل والاعتداء الهمجي عليهم.
وقال إن ذلك ترافق مع عمليات إبعاد شبه يومية للعديد من المواطنين عن المسجد الأقصى لفترات تتفاوات ما بين أسبوع وعدة أشهر.
وأضاف إنه على الرغم من انتشار فيروس "كورونا"، إلا أن شرطة الاحتلال تواصل اقتحاماتها للأحياء والبلدات في القدس، تتركز في العيسوية وسلوان، لافتا إلى أن الاحتلال هدم 134 مبنى في القدس منذ بداية العام الحالي، في انتهاك صريح للقانون الدولي.
وأشار إلى أن نصف هذه المنازل تم هدمها ذاتيا تحت وطأة التهديد بفرض غرامات مالية باهظة، مشيرا إلى أن عمليات الهدم تترك عشرات المواطنين الفلسطينيين بمن فيهم الأطفال والنساء، عرضة للخطر الشديد في ظل انتشار جائحة "كورونا".
وشدد الهدمي على أنه في المقابل تتصاعد عمليات توسيع المستوطنات القائمة على الأراضي الفلسطينية في المدينة، او شق الطرق الهادفة لربطها مع بعضها، قائلا إن ما تقوم به سلطات الاحتلال يستدعي تحركا دوليا سريعا لوقف هذه الانتهاكات.
وتطرق إلى انتشار فيروس "كورونا" بشكل كبير في مدينة القدس المحتلة، وتزايد أعداد الإصابات به بشكل حاد، مؤكدا أن سلطات الاحتلال تمنع السلطة الوطنية من تقديم المساعدات للمواطنين لمواجهة الجائحة، وتلاحق وتعتقل المسؤولين في المدينة.
في سياق متصل، قال المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب إن تصاعد وتيرة الاعتقالات والابعادات عن المسجد الأقصى المبارك مؤخرًا تحمل مؤشرات خطيرة لما يحاك ضده، ونية الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ مخططه للانقضاض على المسجد.
وأضاف أبو دياب في تصريح خاص لوكالة "صفا" يوم امس أن الاحتلال يستغل ظروف إغلاق مدينة القدس المحتلة، بحجة تفشي فيروس "كورونا"، ومنع المقدسيين من الوصول إلى الأقصى، ويوظفها من أجل فرض وقائع جديدة بالمسجد وتفريغه من رواده.
وأشار إلى أن شرطة الاحتلال تفرض قيودًا مشددة وتشدد خناقها على المقدسيين وتمنعهم من الوصول للبلدة القديمة والصلاة بالأقصى، في المقابل تسمح لغلاة المستوطنين المتطرفين باقتحامه وتدنيسه.
وأوضح أن الاحتلال ينتهج منذ سنوات احتلاله لمدينة القدس، سياسة الطرد والتفريغ من الأقصى، مستغلًا في الوقت الراهن جائحة "كورونا"، وتخاذل بعض الأنظمة العربية وتهافتهم نحو التطبيع مع "إسرائيل".
ولفت أبو دياب إلى أن سلطات الاحتلال تدعي أن الإغلاق يأتي بحجة الحد من "كورونا"، لكن السبب سياسي بامتياز لتغيير الواقع التاريخي بالأقصى لإتاحة الفرصة أمام اقتحامات المستوطنين دون أية قيود.
وذكر أن "جماعات الهيكل" المزعوم بدأت بتنفيذ استراتيجية وخطة جديدة لاقتحامات الأقصى وبناء "الهيكل" على أرض الواقع.
ووصف أبو دياب الإجراءات الإسرائيلية بحق الأقصى بالخطيرة، وأنها تشكل استفزازًا لمشاعر المسلمين والأمة، محذرًا من استغلال الاحتلال لكافة الظروف الحالية لأجل تنفيذ مخططاته بالمسجد.
وقال: إن" الوضع بالمسجد الأقصى خطير للغاية، حيث يمضي الاحتلال في مخططاته، وهناك فرصة لاقتطاع جزء من الأقصى، لذلك على الأوقاف الإسلامية وكافة المرابطين ومن يستطيع أن يشدوا الرحال للمسجد بشكل دائم للتصدي للاحتلال وإجراءاته". وتابع "يجب أن تصل رسالة للاحتلال بأن الأقصى لن يكون لقمة سائغة له، ولا يمكنه الاستفراد به مهما كانت الظروف". واعتبر أبو دياب إقامة المستوطنين بيوتًا خشبية في داخل البلدة القديمة، تحضيرًا لما يسمى "عيد العرش" اليهودي، خطوة تهدف لجس نبض المقدسيين، ومن ثم محاصرة الأقصى، لافتًا إلى أن هذا العيد يشكل كابوسًا للمسجد.
وأوضح أن إقامة هذه البيوت تهدف لزيادة الاقتحامات وجلب مزيد من المستوطنين المقتحمين للأقصى، خلال العيد اليهودي.
وفي وقت سابق، دعت ما تسمى "جماعات الهيكل" المزعوم إلى توسيع دائرة الاقتحامات للمسجد الأقصى خلال عيدي "العرش" و"فرحة التوراة"، مستنفرة عناصرها وموظفيها على كافة صفحات التواصل الاجتماعي وعبر الاتصال المباشرة والرسائل النصية.
ووزعت تلك الجماعات بيانات في البلدة القديمة وساحة البراق، تدعو لمزيد من الضغط على المصلين والمرابطين والأوقاف الإسلامية، بهدف تغيير الواقع في المسجد الأقصى.
وطالبت شرطة الاحتلال بتشديد قبضتها والتصدي للمرابطين ومعاقبتهم وإبعادهم عن القدس، معتبرين أن "من حقوقهم الصلاة في كل ما هو تحت السيادة الإسرائيلية"، وفق زعمهم.
وفيما يتعلق بتصاعد وتيرة الاعتقالات بالقدس، أكد المختص في شؤون القدس أن سلطات الاحتلال تهدف من وراء الاعتقالات، إخافة المقدسيين وإرهابهم وتضييق الخناق عليهم لثنيهم عن التصدي لاعتداءاتهم بحق المسجد الأقصى.
وأشار إلى أن تلك القوات تنفذ بشكل شبه يومي مداهمات ليلية لمنازل المواطنين والنشطاء والشخصيات المقدسية بهدف إرهابهم وإسكات صوتهم المدافع عن القدس والأقصى، وتقليل الضغط الشعبي الذي قد تواجهه خلال الأعياد اليهودية. وأوضح أن انتهاكات الاحتلال بحق المقدسيين وزيادة عمليات البطش والقهر، تأتي ضمن سياسة العقاب الجماعي المفروضة عليهم. وبالآونة الأخيرة، كثفت قوات الاحتلال من حملة اعتقالاتها بالقدس، واستهدافها للشخصيات المقدسية ورواد الأقصى، وكان آخرها اليوم، إذ اعتقلت 17 مواطنًا فلسطينيا بالعيسوية والطور، إضافة لإصدار عشرات قرارات الإبعاد عنه. ولليوم الـ14 على التوالي، تواصل شرطة الاحتلال حصارها وإغلاقها المشدد لمدينة القدس، وتضييق الخناق على أهلها، وعزل البلدة القديمة عن محيطها بالكامل، بحجة وباء "كورونا"
ميدانيا، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، امس، والليلة الماضية، 42 فلسطينيا من الضفة، بينهم أسرى سابقون، وصحفي.
ومن بلدة صانور في جنين، اعتقلت قوات الاحتلال أربعة أشقاء، وهم: محمد وسيف وعمر وعامر فاروق عيسه، إضافة إلى الصحفي طارق أبو زيد من مكان سكنه في نابلس.
وفي بيت لحم، اعتقلت قوات الاحتلال، ثلاثة، وهم: عبد المجيد عيسى أبو عاهور (21 عاماً)، وأحمد خالد محمد عساكرة (23 عاماً)، وعطية داود حسين عساكرة (25 عاماً).
ومن الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال ثمانية، وهم: الجريح إسماعيل سمير الفيومي (17 عاماً)، وعدي حسني النجار (18 عاماً)، ومعتصم وائل عوض الله (18 عاماً)، ويزن النجار وجميعهم من مخيم الفوار، ومحمد نظام اخليل (17 عاماً)، وسليمان محمد ابو دية (16 عاماً) وهما من بلدة بيت أمر، وأشرف حسن الجبارين من بلدة الظاهرية، ووهيب أبو حديد من الخليل.
ومن رام الله والبيرة، اعتقلت قوات الاحتلال كلا من: سعد أحمد زهران، سامح حسين شيخة، وجعفر سليمان أبو عليا، ومحمد جاد حسين هيفا.
كما اعتقلت قوات الاحتلال محمد غازي بشارات (28 عاماً) من بلدة طمون، وسعيد أيوب زماري، وعبد الشهيد زماري وكلاهما من قلقيلية، وعدنان أبو حويلة من نابلس.-(وكالات)