الهند تتحدث عن حرب على جبهتين مع جارين نوويين

عمان-الغد- تشهد شبه القارة الهندية توترا شديدا متزامنا بين كل من الهند والصين، والهند وباكستان، وهو ما عبر عنه قائد الجيش الهندي الجنرال بيبين روات الذي شدّد على ضرورة أن تكون بلاده مستعدة لخوض حرب على جبهتين ضد باكستان والصين في آن واحد.اضافة اعلان
تحذير الجنرال الهندي جاء في سياق خطاب القاه الأربعاء الماضي، وراى فيه أن التطورات في الوضع عند الحدود الهندية الصينية عند جبال هيمالايا قد تتحول إلى نزاع مسلح بين القوتين النوويتين، في وقت من غير المرجح فيه إحراز أي مصالحة بين الهند وباكستان.
ورجح روات أن الجار الغربي، إسلام آباد، سيحاول استغلال التصعيد عند حدود الهند الشمالية حيث تستعرض بكين عضلاتها، مما يطرح نيودلهي أمام خطر خوض حرب على جبهتين في آن واحد.
وأشار قائد الجيش الهندي إلى أن سياسة الردع النووي لن تحمي المنطقة من حرب جديدة إذا تطورت الأمور في هذا الاتجاه، قائلا: "وفي السياق الراهن، علينا أن نكون مستعدين للحرب ضمن الوضع القائم".
يذكر أن الهند اتفقت في الأسبوع الماضي على سحب قواتها من هضبة دوكلام عند الحدود مع الصين بعد 10 أسابيع من التصعيد الحدودي بين الدولتين والذي أسفر عن تفاقم الوضع المعقد أصلا في علاقاتهما الثنائية.
وجاءت تصريحات روات بعد يوم من توصل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الاتفاق بشأن اتباع نهج جديد في العلاقات الثنائية بين دولتيهما مع تجاوز تداعيات الوضع في دوكلام.
وكانت الهند قد خاضت الحرب ضد الصين العام 1962 من أجل السيطرة على ولاية أروناجل برديش، فضلا عن ثلاث حروب ضد باكستان من أجل السيطرة على ولاية كشمير المتنازع عليها، غير أن النزاع الجديد قد يجلب التداعيات الأخطر مما كان في أي وقت مضى إلى المنطقة، علما بأن كلا من البلدان الثلاثة دخلت نادي القوى النووية.
واتفقت الحكومة الهندية والصينية بشكل متبادل على سحب قواتهما من منطقة "دوكلام" الحدودية المتنازع عليها بين بوتان والصين، وتسيطر عليها الأخيرة، بحسب بيان للخارجية الهندية صدر الاثنين الماضي.
ونقلت صحيفة "ذا هيندو" الهندية عن البيان قوله: "حافظت كل من الهند والصين، في الأسابيع الأخيرة على اتصالات دبلوماسية فيما يتعلق بالحادث الذي وقع في دوكلام. وخلال هذه الاتصالات، تمكنا من التعبير عن آرائنا ونقل مخاوفنا ومصالحنا".
وأضاف بيان الداخلية أنه "على هذا الأساس تم الاتفاق على الانسحاب الفوري لقوات الحدود بموقع المواجهة في دوكلام". بينما سبق أن رفضت بكين، في 8 غشت الجاري، مقترحًا هنديًا بسحب قوات البلدين بشكل متزامن من منطقة "دوكلام".
وفي ىخر تطور للأزمة بين البلدين أحبط حرس الحدود الهندي، اواسط الشهر الماضي، محاولة توغل جنود صينيين إلى الأراضي الهندية، مما تسبب بمواجهات لـ"فترة وجيزة" بين الجيشين، بحسب صحيفة "ذا هندو" الهندية الرسمية.
ودخلت قوات هندية "دوكلام" منتصف حزيران(يونيو) الماضي. وبرّرت نيودلهي الخطوة بأنها جاءت استجابة لطلب بوتان، على خلفية شق الصين طريقًا اعتبرته بوتان انتهاكا لأراضيها، في حين عبَّرت بكين عن غضبها إزاء الخطوة، وهددت باستخدام القوة.
وكانت نيودلهي نقلت مؤخرا عن بوتان "استنكارها شروع بكين في بناء طريق بمنطقة دوكلام، كونه انتهاكًا صريحًا لاتفاقيات 1988 و1998 بين بوتان والصين بشأن ترسيم الحدود".
وفي وقت سابق، نقلت وسائل إعلام صينية رسمية تحذيرا حول استعداد بكين لشن "عملية عسكرية مصغرة" لطرد القوات الهندية من "دوكلام" القريبة من نقطة تلاقي حدود الدول الثلاث.
وبوتان، مملكة تقع جنوب آسيا (بين الصين والهند)، وهي من أصغر الدول في العالم من حيث المساحة وعدد السكان، إلا أنها واحدة من أسرع الدول المتقدمة اقتصاديا.
ونشبت العام 1962، حرب بين الصين والهند، بسبب الخلاف الحدودي بين الدولتين؛ حيث تطالب الصين بمقاطعتين تقعان في شمال غربي الهند، على أساس كونهما أراضٍ صينية تاريخيا.
تاريخيا، كانت باكستان والهند تقتربان من حافة الحرب، وهي سياسة عسكرية خطرة لما في ثناياها من احتمالات اندلاع الحرب، وان كان يقلل من احتمالاتها الشلل النووي الذي يجعل الطرفين يفكران ألف مرة قبل البدء في القتال لما فيه من دمار شامل لهما.-(وكالات)