الهيدروجين الأخضر.. بحاجة لتحسين المنظومة التشريعية لجذب مزيد من الاستثمارات

الهيدروجين الأخضر.. بحاجة لتحسين المنظومة التشريعية لجذب مزيد من الاستثمارات
الهيدروجين الأخضر.. بحاجة لتحسين المنظومة التشريعية لجذب مزيد من الاستثمارات
رهام زيدان 

في ظل الإمكانات التي يتمتع بها الأردن من ناحية الموقع الجغرافي أو الموارد الطبيعية اللازمة لصناعة الهيدروجين الأخضر، ينظر للأردن على أنه مؤهل للدخول بقوة في هذه الصناعة.

وفيما تسعى الحكومة لتجهيز البنية التحتية للهيدروجين الأخضر جنوبي المملكة، بعد توقيع اتفاقيتين في مجال، دعا مختصون في القطاع إلى دعم مشاريع الطاقة المتجددة وتحسين المنظومة التشريعية والتنظيمية وصولا إلى جلب مزيد من الاستثمارات بهدف تطوير هذه الصناعة والتحول إلى دولة منتجة ومصدرة للطاقة. وكان وزير الطاقة والثروة المعدنية د.صالح الخرابشة أعلن أن "الأردن وقع اتفاقيتين مع شركتين في مجال صناعة الهيدروجين الأخضر". وأضاف في حديث للجنة المالية النيابية الأسبوع الماضي أنه يتم العمل حاليا على تجهيز البنية التحتية في منطقة جنوبي المملكة لهذه الغاية لتكون جاهزة عند قدوم الشركتين للعمل على أرض الواقع. وفي هذا الإطار، قالت الخبيرة في مجال الطاقة رانيا الهنداوي إن "هذه الصناعة واعدة على مستوى العالم وأن الأردن من بين الدول التي تمتلك إمكانات واعدة إذ أن من أهم متطلبات مشاريع الهيدروجين الأخضر هو وجود الطاقة المتجددة وهو ما يتميز به الأردن لاسيما الطاقة الشمسية مع وجود أكثر من 300 يوم مشمس على مدار العام". ووصلت نسبة الطاقة الكهربائية المولدة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الى 29 % من مجمل الكهرباء المولدة لغاية شهر تموز(يوليو) الماضي بحسب وزارة الطاقة. وهذا الأمر يتطلب بحسب الهنداوي دعم مشاريع الطاقة المتجددة وتحسين المنظومة التشريعية والتنظيمية وصولا إلى جلب الاستثمارات بهدف تطوير هذه الصناعة والتحول إلى دولة منتجة ومصدرة للطاقة. وقالت الهنداوي إن "ما يسهل هذه الصناعة هو امكانية تخزين هذه الطاقة على شكل أمونيا وبالتالي تصديرها". وكان الوزير الخرابشة أضاف سابقا أن "التوجه نحو الهيدروجين الأخضر يدعمه توفر خط أنابيب الغاز الطبيعي والذي يمتد من جنوب الأردن إلى شمالها إذ يمكن استغلاله في تصدير الهيدروجين بالإضافة إلى بدائل التصدير الأخرى، كما أن توافر خط الغاز بذاته يعزز من دور الأردن الرئيسي في تجارة الغاز الطبيعي في المنطقة". من جهته، قال مدير برامج الطاقة والبيئة والتغير المناخي في الاتحاد الأوروبي عمر أبو عيد إن " صناعة الهيدروجين عموما جديدة وقيد التطور على مستوى العالم وفرص النجاح فيها تأتي من أنها تأتي على عدة أنواع أحدها الهيدروجين الأخضر". وقال "هذا النوع يمكنه أن يأتي مع مشاريع المياه ومن هنا تأتي فرصة الأردن فيه إذا ما تم تنفيذ مشاريع لتحلية المياه في العقبة وإنتاح الهيدروجين الأخضر منها، كما أن ميزة هذا النوع بأنه يكون مدموجا مع منتج آخر مثل الأمونيا ما يسهل عملية نقله وتصديره". ويتمتع الأردن أيضا وفقا لأبو عيد بموارد محلية وثروات طبيعية مثل الأسمدة والفوسفات يمكن إنتاج الهيدروجين الأخضر منها، وأن يكون الأردن جزءا مهما من هذه الصناعة بحلول العام 2023 وادخال مفاهيمها في استراتيجية القطاع. وأكد أبو عيد اهتمام الاتحاد الأوروبي في هذا المجال باعتباره جزءا من الطاقة الخضراء وجهود مكافحة التغير المناخي، كما أن الاتحاد يشجع أيضا على البحث العلمي والتطبيقي فيه. وأعلنت وزارة الطاقة نهاية العام الماضي أنها بدأت بإعداد استراتيجية واضحة تمكن الأردن فنياً وتشريعياً من تطوير وإنتاج الهيدروجين الأخضر من طاقتي الشمس والرياح. وقالت الوزارة في ذلك الوقت إن "الأردن يتمتع بموارد وفيرة من الطاقة المتجددة لوقوعنا على الحزام الشمسي وارتفاع عدد الأيام المشمسة وتوفر سرعة رياح كافية لإنتاج الكهرباء في العديد من المواقع، إضافة إلى خبرات وكفاءات كبيرة تمكن من زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة في خليط الطاقة الكلي وتوليد الكهرباء". وقال عميد الكلية الوطنية للتكنولوجيا د.أحمد السلايمة إن "أهم عوامل النجاح في هذا المجال هو توفير قاعدة تشريعية ناظمة لهذه الصناعة وخذلك خطة تنفيذية متكاملة للاستراتيجية المتعلقة بهذا الشأن". كما بين السلايمة أنه ما تزال الخبرات العلمية والعملية في هذه الصناعة محدودة في الأردن ما يستدعي بناء كفاءات ومعارف فيها ، وذلك من خلال ادخالها في المناهج الدراسية. وقالت الوزارة سابقا إنها "أعدت بالتعاون مع برنامج الشراكة الأردنية الألمانية في مجال الطاقة، ووكالة المشروعات الهولندية- دراسة لإعداد خريطة طريق للإستراتيجية الوطنية للهيدروجين الأخضر في الأردن، وذلك بهدف تحليل إمكانات استخداماته في مختلف القطاعات، وفرص تطوير البنية التحتية اللازمة، والإجراءات التنظيمية والتشريعية اللازمة للسماح بتطوير قطاع الهيدروجين بصورة مستدامة، وستُوضع قريبًا التشريعات اللازمة كافّة".

اقرأ المزيد : 

اضافة اعلان