الواقع الجديد

إسرائيل هيوم

ليمور سمميان درش

10/3/2016

لم يمر يوم، بل بضع ساعات، على العملية الأخيرة، حتى سمعنا بوجي هرتسوغ يقول لنا إن الانفصال وحده عن الفلسطينيين هو الذي سيوقف المواجهات. هذه الأقوال تنضم إلى تلك الأقوال الخاطئة التي تستغل مشاعر الألم من أجل بيع بضاعة قديمة وتالفة مغلفة بالأمل والتجديد. وقد حان الوقت لدحض تلك الأساطير.اضافة اعلان
الأسطورة الأولى هي "ضحايا اليأس". يقولون لنا في اليسار إن الذي يجتاحنا سببه اليأس في الشارع الفلسطيني. وإن الفلسطينيين يقومون بقتلنا بسبب غياب الأمل. وإذا عملنا على تغيير الأجواء وبدأنا في عملية سياسية ومنحناهم شيئا كي يكون لهم ما يخسرونه، فان العنف سيتوقف.
هذه ليست فقط أسطورة بل هي مضحكة ايضا. لأن الموجة التي اجتاحتنا بعد اتفاقات اوسلو بررها هؤلاء الاشخاص بمفهوم "ضحايا السلام". ففي ذلك الحين اندلع العنف بسبب العملية السياسية وليس بسبب اليأس.
ومثلما لم يكن بعد اوسلو ضحايا سلام، الآن ايضا لا يوجد ضحايا يأس أو ضحايا غياب العملية السياسية. أمس واليوم هم ضحايا تقديس الموت للفلسطينيين، وضحايا رفض الاعتراف بوجود دولة اسرائيل. سواء كان ذلك مع أو بدون العملية السياسية.
الاسطورة الثانية هي "منفذون أفراد". وسائل الاعلام وفي اعقابها الكثيرين من اليمين واليسار تبنوا بعدم تفكير مصطلح "منفذو عمليات افراد"، الامر الذي يشير الى السلوك التلقائي غير المنظم، وبالتالي لا يمكن السيطرة عليه أو منعه. لا أقصد القول إن لنا أداة مانعة للعنف الذي لم يحدث بعد.
بل العكس، حان الوقت للكف عن البحث عن الوسيلة لدينا فقط. يمكننا الاستمرار في استكمال وإحكام الجدار الذي يتسلل منه الأفراد، لكن منع العنف من الأساس لا يوجد في الطرف الإسرائيلي بل في الطرف الفلسطيني. فتحريض أبو مازن ورجاله والمكافآت التي تُمنح للناشطين وعائلاتهم تزيد من العمليات بدل تقليصها. هذا عنف فلسطيني منظم رضع الكراهية من تعليم استمر سنوات ويعتبر وسيلة لتحقيق الأهداف الفلسطينية. وإذا كانت هناك طريقة لمنع ذلك فهي توجد لدى السلطة الفلسطينية.
الاسطورة الثالثة هي "الدعم الدولي" لحل الصراع. يجب الاعتراف أن العنف يجد الدعم من خلال السياسة الدولية الخاطئة. بشكل تاريخي وبعد كل تدخل دولي، سواء من خلال خريطة طريق جديدة أو خطة جديدة لانهاء الصراع مع موعد انتهاء الصلاحية. في نهاية كل أمر من هذه الامور تظهر موجة العنف.
 الضغط المستخدم بشكل غير متناظر على اسرائيل فقط يحرر الفلسطينيين من المسؤولية عن مصيرهم ويزيد من شهيتهم لاقامة دولة بدل اسرائيل. مثلا رفض أبو مازن البدء في المفاوضات السياسية تم دعمه من خلال الطلب من اسرائيل تجميد الاستيطان كشرط مسبق. وفي السياق منح الأوروبيين جائزة لوسم بضائع المستوطنات. وقد وعد كيري بإعطاء غور الأردن للفلسطينيين وفرنسا أعلنت أنه اذا فشلت العملية السياسية التي ستبادر اليها فانها ستؤيد قرارا أحادي الجانب يقضي بإقامة الدولة الفلسطينية. هل هناك سبب لوقف المواجهات؟.
لكن أمام هذه الأساطير تبقى الحقائق: العنف الفلسطيني الحالي مستمر من أجل إلغاء الأسطورة التي تحولت إلى واقع. أي، قيام دولة إسرائيل. وفقط عند اعتراف الفلسطينيين بوجودها، حينها فقط، سيتوقف.