الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي في الوطن العربي ينعكس على أحلام المواطنين

عمان- الغد- إننا نمضي ثلث حياتنا في النوم، فماذا لو استطعنا أن نفك غموض ما يحدث في عقلنا الباطن أثناء نومنا؟ هل أحلامنا مترابطة؟ وهل تؤثر بيئتنا المحلية في طبيعة أحلامنا؟ ماذا لو كانت لدينا الأداة التي نستطيع من خلالها تحليل مئات الآلاف من أحلام الناس حتى نكشف إحصائيا معلومات مهمة حول أنماط الأحلام المشتركة بين الناس في المنطقة الجغرافية نفسها؟ وماذا لو هذه الأداة باتت اليوم موجودة بالفعل؟ فقد أوجد موقع "جوابكم"، أكبر موقع للأسئلة والأجوبة المتخصصة للناطقين باللغة العربية، من خلال خدمة تفسير الأحلام وسيلة لتحليل ما يجول في العقل الباطن للعرب أثناء نومهم.اضافة اعلان
ماذا يرى العرب في منامهم في ظل ما يعيشونه اليوم من ظروف سياسية صعبة، من احتلال واعتداء على الأقصى أو مأساة اللجوء السوري؟ وفي الوقت الذي نستمر فيه بالتساؤل فيما إذا كان واقع الدول يؤثر في اللاوعي لدى المواطنين وأضغاث أحلامهم، يكشف "جوابكم" عن إجابات مثيرة للتساؤل حول تلك الرؤى أو الأحلام، من خلال ما يتلقاه من استفسارات يومية هائلة من زواره.
ويربط "جوابكم"، أكثر من ستة ملايين مستخدم متحدث بالعربية مع خبراء متخصصين في مجالات عدة كالقانون والتغذية وتكنولوجيا المعلومات والصحة وتفسير الأحلام وحتى فيما يتعلق بصيانة السيارات.
واستقبل الموقع الالكتروني، في أقل من ثلاثة أشهر، وتحديدا منذ شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، أكثر من 10000 حلم من كل دولة عربية، وخرجت تحليلات مفسري الأحلام في الموقع عن نتائج قد لا تكون موضع استغراب كونها تعكس الواقع الذي يعيشه المواطن العربي اليوم.
وفي فلسطين، كانت الكلمات الأكثر تداولا في أحلام الفلسطينيين، بحسب مفسري أحلام الموقع، "طاردني"، "المسجد"، "هاجمني"، "فلسطين" و"الأسد"، لتلمح بمجموعها إلى الاعتداءات التي يشهدها المسجد الأقصى والانتهاكات التي يعيشها الفلسطنيون كل يوم.
وفي تعليقه على ما يصل الموقع من أحلام واستفسارات، قال المدير التنفيذي لـ"جوابكم"، رائد ملحس: "لقد توصلنا إلى التحليل ذاته في كل الوطن العربي، ما يؤكد أن الظروف السياسية والاقتصادية للدول تؤثر في أحلام مواطنيها؛ حيث كانت أهم الكلمات المفتاحية، في الدول التي تشهد حاليا حروبا وأزمات، سوداوية متوترة وتدل على خوف أو قلق، وبالمقابل كانت الكلمات المفتاحية في الدول العربية المستقرة اقتصاديا وسياسيا، أكثر هدوءا وفي بعض الأحيان غامضة، في دلالة على حالة الاستقرار وراحة البال التي يعيشونها".
وكانت أكثر الكلمات المفتاحية ورودا في أحلام السوريين هي "صرخة"،  و"مضطهد"، أو "كهف"، "إصابات"، "برد"، "فقدان"، "مخيف"، "يقطن"، "يغادر"، وجميعها ترسم صورة للحرب والنزوح لا بل تؤكد أن عدم الاستقرار السياسي في أي دولة يؤثر بشكل مباشر في أحلام العقل الباطن لمواطنيها.
أما أكثر الكلمات المفتاحية استعمالا في أحلام المصريين المرسلة لموقع "جوابكم" فكانت "علم" و"أرض"، مما قد يشير إلى رغبة المصريين في استقرار وتطور دولتهم خاصة خلال فترة الانتخابات الحالية.
وفي العراق، كانت أكثر الكلمات المفتاحية التي وجدت في أحلام العراقيين "نار"، "جيران"، "ضعف" والتي يرجح أن تكون نابعة من حالة عدم الاستقرار الداخلي، وفقدان السيطرة على المحيط.
وعكست أحلام الليبيين، الذين استعانوا بالموقع، حالة من عدم الراحة، فكانت أبرز الكلمات التي ظهرت في منامهم؛ "عقرب"، "مشلول"، "مغادرة"، وكأن هذه التوليفية تدل على الصراع المشترك بين طالبي حق اللجوء السياسي والعجز عن الحركة لصعوبة مغادرة وطنهم.
وفي لبنان؛ حيث يصعب التكهن بالوضع السياسي، كانت كلمتا "الهدم" و"الصلاة" تشيران إلى تذبذب الواقع السياسي في البلاد.
غير أنه، وفي بعض الأحيان، لم يكن من الضروري تواجد الأسى في الدولة نفسها ليظهر في مقدمة أذهان الحالمين، ففي الأردن؛ حيث يقع في وسط حروب متعددة ويعد مقرا رئيسيا لتدفق اللاجئين، بدا وكأن القلق قد تسلل إلى العقل الباطن لدى البعض، فكانت أكثر الكلمات انتشارا في أحلام الأردنيين "موطني/منزلي"، "أولادي".
وتناقضت جميع هذه الأحلام تماما مع ما وجده موقع "جوابكم" في دول الخليج العربي؛ حيث يسود الاستقرار السياسي والاقتصادي. ففي السعودية كانت أبرز الكلمات المفتاحية "زوجي"، "أمي"، "حامل"، مما يشير إلى المكانة المحورية للعائلة في المملكة.
وفي الإمارات العربية كانت كلمات مثل "باب"، "سيارة"، "خاتم" مشتركة في أحلام الإماراتيين، بينما كانت الكلمات الأكثر تداولا في أحلام الكويتيين "ضخم"، و"أمير" عند القطريين.