"الوالة" أكبر مستفيد من الأمطار بـ3 ملايين متر مكعب

إيمان الفارس عمان - عقب رصد ما كميته 4 ملايين متر مكعب من المياه التي تدفقت نحو سدود المملكة إثر الهطل المطري المتواصل حتى صباح أمس، يؤمل أن تكون هذه الكميات "فاتحة خير" على موسم مطري شرع بالجفاف، فيما اعتبر سد الوالة أكبر مستفيد من هذه الهطلات بنحو 3 ملايين متر مكعب صبت فيه. وبات الانحباس المطري الطويل الذي عانت منه المملكة منذ بدء الموسم الشتوي الحالي 2021 – 2022، مصدر قلق لدى المسؤولين والمواطنين على حد سواء، لاسيما في ظل حرج الوضع المائي للمملكة، التي تصنف ثاني أفقر دولة مائيا على مستوى العالم، والمعروفة بعجزها السنوي الكبير بين الطلب والمتاح. وأعربت مصادر في وزارة المياه والري لـ "الغد"، عن أملها بأن يكون الموسم المطري الحالي جيدا وأفضل من سابقه، في حين أكدت أنه لا يمكن الاعتماد على الهطل المطري الأخير، أو إطلاق مؤشرات إزاء جودة أداء الموسم الحالي من عدمها. وقالت المصادر، التي فضلت عدم ذكر اسمها، إن ما كميته 3 ملايين متر مكعب من إجمالي الكميات الداخلة للسدود تركزت في سد الوالة، الذي عانى الجفاف حتى قدوم المنخفض الجوي الأخير المصحوب بالأمطار الغزيرة على مدار يومي السبت والأحد الماضيين، مشيرة لانعكاس ذلك على تغذية الأرض "العطشى" للمياه، والمساهمة بترطيبها. وأكدت المصادر إيجابية تبعات تلك الأمطار وخاصة على سد الوالة الذي استقبل معظمها، وعلى تحسين أوضاع المياه المخصصة للقطاع الزراعي خلال الفترات المقبلة، التي يؤمل أن تكون هطلاتها غزيرة ومستمرة على مدار الموسم الشتوي الحالي. وأشارت المصادر إلى مساهمة أي هطلات مطرية ناجمة عن منخفضات جوية متوقعة خلال الفترة المقبلة من الموسم الشتوي، بانتعاش أوضاع الزراعة خاصة في مناطق الأغوار، وتعزيز مخزون السدود لاسيما في كل من سدي الوحدة والموجب والمخصص مخزونهما لأغراض الشرب بشكل رئيسي. وأعلنت وزارة المياه والري عن تسجيل نحو 4 ملايين متر مكعب تدفقت نحو السدود الرئيسية في المملكة حتى صباح أمس، كانت أعلاها في سد الوالة بنحو 2.830 مليون متر مكعب، وسد الملك طلال (375)، وسد الموجب (369)، موضحة ان حجم الأمطار الساقطة منذ بداية الموسم سجلت حتى صباح أمس 310 ملايين متر مكعب، معادلة ما نسبته 3.8 % من المعدل السنوي العام البالغ 8.1 مليار متر مكعب. وأشارت إلى أن أعلى كميات أمطار خلال الـ 24 ساعة الماضية سقطت على المملكة سجلتها محافظة العاصمة/ محطة وادي السير بواقع 14.9 ملم، فيما سجلت عمان معدل هطل بلغ 8.9 ملم، والبلقاء (7.1) ومادبا (8.8)، والزرقاء (6.3) وجرش (3.5) والمفرق (2.8)، وإربد (0.1)، وعجلون (3.1)، والكرك (2.8)، والطفيلة (1.2)، ومعان (0.5)، والعقبة 0.3 ملم. وعلى الصعيد ذاته، تعكف وزارة المياه والري - سلطة وادي الأردن حاليا على إعداد دراسة لإعادة احتساب وجدولة الموازنة المائية لسائر سدود المملكة الرئيسية، وتشمل قياس حدة وحجم الرسوبيات والطمي الموجودة في بعضها، بحسب مصادر في سلطة وادي الأردن. ورجحت المصادر، في وقت سابق، أن تكون القراءات والنتائج الأولية للدراسة، التي تنفذها حاليا سلطة وادي الأردن، واضحة المعالم قبل نهاية العام الحالي 2021. وقالت المصادر في "وادي الأردن" إن نتائج الدراسة ستوجه البوصلة نحو تحديد كميات المياه الحقيقية داخل السدود الرئيسية، مع الأخذ بالاعتبار حجم الرسوبيات والطمي الذي سيظهر من خلال الدراسة في بعض تلك السدود. وبينت أن دراسة إعادة الموازنة المائية للسدود ستأخذ بالاعتبار احتساب مخازين سدود جديدة ستدخل للموازنة المائية خلال الموسم المطري الحالي 2021 – 2022 وقبل نهاية العام، فيما سيجري التعامل مع الكميات المخزنة حاليا في سد الكرامة، والبالغة حاليا 22 مليون متر مكعب، خارج معادلة الموازنة المائية للسدود للمرة الأولى ومنذ إنشائه. أما السدود التي تم انتهاء العمل بها مؤخرا وسيتم احتسابها داخل الموازنة المائية، اعتبارا من الموسم الشتوي الحالي، هي كل من سد ابن حماد بسعة إجمالية تبلغ 4 ملايين متر مكعب، لاستعمالات الري والصناعة، وتعلية سد الوالة الذي تم رفع طاقته التخزينية من 9 إلى 25 مليون متر مكعب، إلى جانب سد الفيدان في وادي عربة بسعة تخزينية تصل إلى حوالي 3.5 مليون متر مكعب لأغراض الري. يذكر أن المملكة تعتمد في مواردها المائية بشكل رئيس على الأمطار، والتي تتفاوت من منطقة الى أخرى تفاوتا كبيرا، بحيث تلعب التضاريس دورا مهما في توزيع الهطول المطري. والسدود الـ14 العاملة حاليا في المملكة هي: الوحدة، وادي العرب، زقلاب، كفرنجة، الملك طلال، الكرامة، وادي شعيب، الكفرين، الزرقاء ماعين، الوالة، الموجب، اللجون، التنور، والكرك، بسعة تخزينية إجمالية تبلغ حوالي 336 مليون متر مكعب.

إقرأ المزيد :

اضافة اعلان