الوجه العنصري للإنجليز

في الحادي عشر من شهر تموز الحالي، وما أن أطلق حكم المباراة النهائية لبطولة الأمم الأوروبية للعام 2020، التي جمعت إيطاليا وإنجلترا،صافرته، معلنًا فوز الأولى بالبطولة، حتى قام الإنجليز بالكشف عن وجههم الحقيقي، والذي كانت ميزته الرئيسة هي العنصرية المقيتة. تحطيم كراس ومرافق عامة، وشوارع في عاصمة الضباب (لندن) ملأها الإنجليز بالقمامة، وشتم وإهانات وُجهت للطليان (الضيوف)، رافقها عُنف استخدم فيه الضرب بالأيادي والأرجل. لم يقف الأمر عند هذه الحد، فالشر الذي مارسه، من يدعون أنهم يُصدرون الديمقراطية إلى دول العالم، ويُدرسون أبناء الكرة الأرضية حقوق الإنسان، والمحافظة على حقوق الحيوان، لم يسلم منه أبناء جلدتهم، ممن حملوا شعار الأسود الثلاثة، حيث وقعوا ضحية التعصب الأعمى للإنجليز. ثلاثة لاعبين من المنتخب الإنجليزي، من أصول افريقية، هم: بوكايو ساكا، وجادون سانشو، ماركوس راشفورد، أخفقوا في تسجيل ركلاتهم الترجيحية، فما كان من بعض الإنجليز، أهل الاستعمار الأول وعرابوه، إلا أن حولوا الرياضة إلى قضية تعصب عنصري استهدف هؤلاء اللاعبين. الإنجليز المتعصبون، وجهوا إهانات عديدة لهؤلاء اللاعبين، ذوي البشرة الداكنة، وصلت إلى حد نعتهم بالعبيد والقرود، مرددين عبارات علنًا في الشوارع ووسائل التواصل الاجتماعي من قبيل "عودوا إلى بلادكم". يبدو أن هذا هو الوجه الحقيقي للإنجليز، وتعصبهم وعنصريتهم المُنتنة، وتثبت الأيام من جديد، أن تمثيليات الديمقراطية والمحافظة على حقوق البشر، وسيادة القانون، وأن الجميع متساوون أمامه، كلها أكاذيب وخداع وحيل، لاستعمار بلادنا، لأعوام طويلة في القرن الماضي، بحجة نشر الديمقراطية، تمامًا كما كانت تُشيع الولايات المتحدة الأميركية، إبان احتلال جيشها للعراق العام 2003. الإسلام، الذين يكيلون إليه الاتهام تلو الآخر، ويصفونه بأقبح الصفات، وأثقل العبارات سوءًا، قام وثبت المساواة بين البشر، قبل نحو 1500 عام، فها هو الصحابي بلال بن رباح، الحبشي، كان عبدًا، إلا أنه وبعد دخوله الإسلام، كان يُقدم على من غيره، وذلك بفضل التقوى فقط، بعيدًا عن أي اعتبارات أخرى، أيًا كانت. قد يقول البعض، بأن هذه فئة قليلة، لا تمثل الأغلبية.. يكون الرد عليها، بأن ما صدر من الإنجليز عقب تلك المباراة، يُعبر عن الكثير مما في نفوس أولئك أصحاب الامبراطوريات. حتى وإن كانت تلك المقولة أو النتيجة، صحيحة، فلماذا إذًا يُعيبون على الإسلام، ويُطلقون عليه سمات، كلها قائمة على الظلم والحقد، لمجرد فئة قليلة، مارقة، تدعي الإسلام، تقوم بأعمال وأقوال، الجميع يلفظها، وعلى رأسهم المسلمون. وعودة إلى ما حصل عقب تلك المباراة، فإن كان هناك إدانة واسعة من قبل شخصيات مهمة من الإنجليز، لتلك الأفعال والأقوال، والتي أهمها تغريدة رئيس وزراء بريطانيا، بوريس جونسون، حيث قال «يجب على المسؤولين عن هذا الانتهاك المروع أن يخجلوا من أنفسهم». إلا أن اللاعب ماركوس راشفورد، كان رده قاسيا جدًا، ومعبرا أكثر، ويبعث برسالة قوية بحب الوطن والانتماء له، بعيدًا عن اللون والعرق والدين والجنس، حيث قال «بإمكاني تقبل انتقاد طريقة لعبي، ولكنني لن أعتذر أبدًا عن هويتي أو أصلي».. هذه العبارة التي ستبقى تُزعج الإنجليز وديمقراطياتهم وتمثيلياتهم حول حقوق الإنسان، وحقوق المواطنة.اضافة اعلان