الوجود الروسي في سورية يقيد إسرائيل بسمائها

هآرتس
عاموس هرئيل  30/9/2015

في اللقاء مع الرئيس الأميركي براك أوباما في نيويورك فجر يوم الثلاثاء، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن قلقه من الهجمات الإسرائيلية في سورية. ويبدو أن الرئيس الروسي لم يقصد في حديثه نار الصواريخ الإسرائيلية في بداية الأسبوع في هضبة الجولان، حيث هاجم الجيش الإسرائيلي موقعين للمدفعية العسكرية السورية ردا على "تسلل" النار من المعارك بين الجيش السوري والثوار إلى داخل الأراضي الإسرائيلية. وكان قول بوتين عموميا أكثر – وكان يقصد به سلسلة الهجمات المنسوبة لإسرائيل في الأراضي السورية في السنتين والنصف الأخيرة، اكثر من عشرة في عددها. وهذا دليل على انه رغم مساعي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في لقائه مع بوتين في موسكو الأسبوع الماضي، تعتزم روسيا تثبيت حقائق جديدة في سورية وبذلك تقيد حرية العمل الإسرائيلية في سماء سورية.اضافة اعلان
وصرح وزير الدفاع موشيه بوغي يعلون أمس أن إسرائيل لا تنسق أعمالها في الشمال مع روسيا. "لدينا مصالح، وعندما تهدد فإننا نعمل وسنواصل العمل، وقد أوضح هذا للرئيس الروسي أيضا"، قال يعلون، وأضاف أن "ليس لنا نية للتخلي عن قدرتنا في الدفاع عن مصالحنا، وأقترح الا يجربونا. سنواصل الدفاع عن خطوطنا الحمراء".
الطائرات القتالية الروسية، التي ترابط منذ بداية الشهر في الشمال الغربي لسورية، لم تشارك بعد مشاركة فاعلة في هجمات جوية مهمة ضد أهداف تنظيم الدولة الإسلامية "داعش". فالطواقم الجوية الروسية تعنى الآن بدراسة الساحة السورية، بجمع المعلومات الاستخبارية وبالتدريب على منظومة القيادة والتحكم التي أقيمت في القاعدة قرب بلدية اللاذقية، في المنطقة التي تحت سيطرة نظام الأسد. وإلى جانب ذلك، نشرت بطاريات الدفاع الجوي في القاعدة، ولكن في هذه المرحلة لم يسجل أي احتكاك للروس مع أسلحة جو أخرى تعمل في المنطقة.
 في بداية الأسبوع قال بوتين في مقابل مع شبكة التلفزيون سي.بي.اس إنه في هذه اللحظة لا توجد نية لأن يشارك جنود روس في القتال البري في سورية. وحسب تقارير مختلفة، فقد بعث الروس إلى اللاذقية بنحو خمسمائة جندي ليوفروا غلافا لوجستيا للنشاط الجوي ويركزوا على الدفاع عن القاعدة الجوية. وفي إسرائيل وفي الدول الغربية التي تتابع ما يجري في سورية تأخذ الانطباع أنه طالما تلخص النشاط الروسي بالغارات الجوية، دون استخدام القوات البرية، فإن هذا سيحقق منفعة عسكرية محدودة فقط في الصراع ضد داعش. والإنجازات في الصراع ضد التنظيم سجلت في الأماكن التي تداخلت فيها الغارات الجوية مع استخدام القوات على الأرض، مثلما في هجمات التحالف التي تقوده الولايات المتحدة في شمال شرق سورية، والتي تعززت بخطوات برية من جانب القوات الكردية.
 في بداية الأسبوع سقطت مرتين قذائف هاون أطلقها الجيش السوري في مناطق مفتوحة في الجانب الإسرائيلي من الحدود في الجولان، بالخطأ على ما يبدو. القتال بين جيش الأسد ومنظمات الثوار استؤنف في الأيام الأخيرة، من شمال شرق بلدة القنيطرة، حول المناطق الأخيرة التي يحتفظ بها النظام على مقربة من الحدود مع إسرائيل. وتدور المعارك حول خط من الاستحكامات يفصل بين منطقة القنيطرة وقرية الحضر وجبل الشيخ السوري، المربوطين برواق ضيق نسبيا مع العاصمة دمشق.
يخشى النظام السوري من أن يكون الثوار يحاولون قطع الرواق فيقطعون بذلك التواصل الإقليمي للنظام من الحدود نحو دمشق، وفي ظل ذلك خلق تواصل خاص بهم إلى المناطق التي تحت سيطرتهم في جنوب العاصمة. على هذه الخلفية يستعد الجيش السوري لمعارك الصد في الأيام الأخيرة، على طول خط الاستحكامات. وخطوات الطرفين ليست موجهة ضد إسرائيل.