الوحدات بالغ بالتحفظ الدفاعي وفقد بوصلة "التهديف" ويمتلك مقومات الفوز في عمان

لاعب الوحدات محمد الدميري (وسط) يخلص الكرة من مهاجم ناساف الكوم شوموردوف في مباراة الفريقين- (الوحدات جو)
لاعب الوحدات محمد الدميري (وسط) يخلص الكرة من مهاجم ناساف الكوم شوموردوف في مباراة الفريقين- (الوحدات جو)

مصطفى بالو

عمان - وقع الوحدات تحت ضغط التحفظ الدفاعي، إلى جانب غياب التركيز في التعامل مع الفرص المتاحة للتسجيل، وأثرت الظروف الجوية وتأخير انطلاق المباراة، بشكل سلبي على الجاهزية النفسية للاعبين، في الوقت الذي شكل فيه الخطأ الدفاعي بإهداء باسم فتحي ركلة جزاء إلى فريق ناساف، واقعا إضافيا في تلقي الفريق خسارة غير مستحقة أمام منافسه الأوزبكي بنتيجة 0-1، في مباراة الخطوة الاولى الى نهائي كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ويملك الفريق فرصة كبيرة للتعويض في مباراة الرد التي تقام في عمان بالثامن عشر من تشرين الاول (اكتوبر) الحالي.اضافة اعلان
مبالغة بالواقع الدفاعي
دخل الفريق أجواء المباراة، وفي داخله مقابلة طرف رهيب من الناحية الفنية والتكتيكية الى جانب إمكانات لاعبيه التهديفية، بشكل ابقى الوحدات على واقعه الدفاعي الذي انطلق به قويض من تشكيل خط دفاعي واق من منتصف الملعب بوجود بشار بني ياسين ومحمد جمال بالعمق الدفاعي، تضاف إليها قدرات عبد الله ذيب والسباح في توفير الإسناد الدفاعي والاهتمام بصياغة الجمل الهجومية السريعة الى جانب حسن ومحمود شلباية، في الوقت الذي ثبت فيه باسم وكينث بالعمق الدفاعي وجاءت التعليمات محددة الى الدميري والمحارمة بالالتزام بالثوب الدفاعي لتأمين مرمى شفيع.
احترام المنافس واجب، لكن تجسيده بصورة كبيرة من القوة الفنية والتكتيكية، أبقى الوحدات رهين هذه الصورة في الوقت الذي لا يمتلك فيه الخصم سوى خيار واحد وليس سواه ويتمثل في الاختراق من الاطراف، حيث لم نر جملا فنية تفيد التحول في الواقع التكتيكي من الأطراف الى العمق او اتضاح الامكانات الفردية للاعبيه للتعامل مع التكدس الدفاعي للوحدات، وبقي يلعب المضيف برتم واحد طيلة المباراة بالاختراق من الاطراف.
وأمام واقعه الذي تعني له الاطراف “رئته” الهجومية التي تنفس منها مهاجموه كمالوف وخورماردوف وايفان بوسكفيتش، ومن خلفهم لطف الله موردالوف، وبقيت تحركات ارتور جوفاركيان واركن بوداليف مكشوفة على الاطراف، واجتهد الدميري بالتعامل معها في ظل غياب التغطية الدفاعية لعبدالله ذيب، وكذلك عانى المحارمة كثيرا لانه لم يجد الاسناد اللازم من السباح، وبقيت حلول ناساف تدور في الدائرة الهجومية من الاطراف التي جاء منها الهدف، حين عكس اركن بوداليف كرة عرضية لم تكن بحاجة إلى التعامل الخشن مع بوسكفيتش والتي أهدت هدف الفوز الثمين في وقت قاتل من الشوط الأول.
معاناة وإهدار غريب
ورغم أن الوحدات مارس منطقه الهجومي في تسريع رتم الألعاب من منطقة العمليات والوصول بأقصر الطرق الى ملعب المنافس، منطلقا من مهارات السباح وذيب وحسن ومن امامهم شلباية، الا ان ارضية الملعب غير الملائمة الى جانب سرعة الريح والغبار الكثيف، مصاعب شكلت معاناة حقيقية امام الوحدات، الذي حاول نقل ثقله الهجومي الى ملعب المنافس الذي عانى من “هشاشة” الخط الخلفي، حين سنح للاعبيه شلال من فرص التسجيل للوحدات على مدار شوطي المباراة، حين عكس باسم كرة إلى حسن خلف المدافعين اختار التسديد المباشر وأبعدها الحارس الى ركنية، واخرى حين نفذ ذيب ركلة ركنية تهادت بها الكرة امام المرمى وعالجها حسن بسرعة ارتطمت بالدفاع وحاول جمال إكمالها مرت جانبية، وحين توغل ذيب من الميسرة وعكس كرة على رأس حسن تصدى لها الحارس، ولعب ذيب ركلة ركنية ارتدت بها الكرة من المدافعين، أعادها حسن أمام المرمى فاحدثت دربكة حاول جمال التعامل معها دون جدوى، توغل أبو عمارة من قلب الميمنة وسدد وأبعدها الدفاع، ومرر جمال كرة إلى حسن في مواجهة المرمى، استدار وسدد بسرعة سيطر عليها الحارس، ونفذ بشار كرة ثابتة ابعدها زوكاروف ولم تجد من يغمزها بالمرمى وبعده انبرى ابوعمارة وراء تمريرة حسن وتوغل ووصل خط الـ 6 ياردات، ولكنه تشوش ماذا يعمل ليضع الكرة بيد الحارس زكروف لتنتهي المباراة.
في المقابل نرى أن فرص ناساف الأقل خطورة من فرص الوحدات وأقل عددا، تركزت على الأطراف حين بدأت من عكس جيفوركيان كرة أمام المرمى طار لها شفيع وأبعدها بقبضته، واخترق ماليسيك الميسرة دون مضايقة وسدد كرة بجوار القائم، ومن نفس المكان سدد جيامورودوف كرة قوية بأحضان شفيع، وتلقى كامالوف كرة على طرف الميسرة وسدد بالقائم الأيسر، ولعب جيفوركيان رأسية بجوار القائم.
التعويض قائم و"ذكرى المريخ" حاضرة
عموما المباراة أظهرت مقومات الفريق المنافس التي تقل من الناحية الفنية والتكتيكية وحتى المهارية عن الوحدات، إذا أخذنا بعين الاعتبار أنه لم يستثمر الاحوال الجوية وظروف المباراة التي صبت لصالحه وخرج بهدف من خطأ، ورغم أن تاريخه بالبطولة منذ انطلاق هذه النسخة يقول إنه من الأكثر الفرق فوزا خارج ارضه، الا ان الوحدات يملك القدرة على الرد والوصول إلى النهائي بقليل من التركيز والتعامل المنطقي من الفرص المهيئة للتسجيل والتعامل مع أسلوب ناساف، الى جانب تسلحه بعاملي الأرض وقوة دفع جماهيره التواقة للقب القاري، متسلحا بذكريات مباراة دوري أبطال العرب أمام المريخ 2009، حين خسر ذهابا بالخرطوم 1-3، وحقق “المعجزة” بـ”10” لاعبين، وفاز إيابا في عمان 7-4 ليتأهل الى دور الثمانية من البطولة، الأمر الذي يؤكد أن الوحدات خسر جولة ولديه فرصة مواتية للرد والوصول إلى نهائي البطولة الذي وضع فريق الكويت الكويتي قدما بالنهائي بفوزه على اربيل بنتيجة 2-0 في أرض الأخير.