الوحدات: جمهور كبير ووفي وفريق يفتقد مقومات الفوز أمام ناساف

لاعبون من فريق الوحدات أصابتهم خيبة الامل فيما يحتفل لاعبو ناساف بهدف التعادل في لقاء الثلاثاء الماضي - (تصوير: امجد الطويل)
لاعبون من فريق الوحدات أصابتهم خيبة الامل فيما يحتفل لاعبو ناساف بهدف التعادل في لقاء الثلاثاء الماضي - (تصوير: امجد الطويل)

تيسير محمود العميري

عمان - ماذا حصل لفريق الوحدات كي يظهر بمثابة "الحمل الوديع" في الشوط الثاني من مباراة إياب الدور قبل النهائي من مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وما الذي جعل جمهور الوحدات يصمت مطولا في مدرجات ستاد الملك عبدالله الثاني يوم الثلاثاء الماضي؟، ولماذا ذهل فريق ناساف الأوزبكي بجمهور الوحدات ولم يذهل لأداء الوحدات؟، وهل كان في مقدور "الأخضر" ان يقدم أفضل مما كان ويقطع الطريق إلى النهائي للمرة الأولى بدلا من تكرار سيناريو الخروج من دور الأربعة للمرة الثالثة؟، وهل سيكون ما جرى للوحدات في لقاء الثلاثاء بمثابة "الضارة النافعة"، أم سيحتاج الفريق إلى فترة نقاهة ومراجعة للذات قبل أن ينهض مجددا من كبوته؟.اضافة اعلان
هي أسئلة محيرة وكثيرة جالت في خاطر أنصار الفريق، الذين ضربوا أروع الأمثلة في "الوفاء الجماهيري" وزحفوا مبكرين إلى الملعب رغم كل الظروف الصعبة، في الوقت الذي لم يكن فيه "صاحب الرباعية التاريخية" ولا "الطامح بأول لقب آسيوي" في يومه، بل ظهر وكأنه فريق عادي فاقد لـ"البوصلة" في الملعب، بل وربما تائه غير قادر على التعادل مع ضيفه، الذي نجح في فرض إيقاعه وأدار دفة المباراة كما يريد وخرج بنقطة بطعم الفوز.
لماذا خسر الوحدات فرصة الوصول إلى المشهد الختامي؟، ولماذا حملت الجماهير الوفية على إدارة النادي، وجنح بعض من الجمهور صوب النيل من بعض اللاعبين؟.
يبدو أن "الشحن الإعلامي" ومن ثم "الشحن الجماهيري" جعل الخيارات المتاحة في المباراة، هي فوز الوحدات بفارق هدفين على الأقل لضمان التأهل، بل أن الجماهير أفرطت في حلمها وتساءلت عن شعور اللاعب رأفت علي في حال لعب مع فريقه الجديد الكويت الكويتي ضد فريقه السابق الوحدات، لكن تلك الأحلام الوحداتية الوردية تحولت إلى كابوس أسود جثم على صدر الفريق وأنصاره، بعد أن ذهبت بطاقة التأهل إلى ناساف، وحصل الوحدات على المركز الثالث طبقا لنتائج مباريات دور الأربعة.
الوحدات في الشوط الأول أعاد الحسابات إلى نقطة البداية التي سبقت لقاء الذهاب في أوزبكستان، بعد أن سجل اللاعب عبدالله ذيب هدف التقدم بركلة حرة مباشرة نفذت على الطريقة البرازيلية، وكان يجدر بالوحدات أن يستدرج الفريق الخصم لأسلوب لعبه لا أن يخضع هو لمنطق ناساف، فجاء هدف التعادل أشبه بـ"الصدمة" التي أفقدت الفريق اتزانه، رغم ان الهدف ما كان ليسجل بهذه الطريقة لو تحرك عامر شفيع وقطع الكرة في الوقت المناسب.
الوحدات افتقد لإرادة الفوز بعد أن استسلم لهدف التعادل الذي كاد ان يعزز بهدف الفوز لولا خشبات المرمى، وغابت الروح المعنوية المتقدة من نفوس اللاعبين وحل عوضا عنها اليأس والاستسلام، وافتقد الفريق للحلول الفردية التي يمكن أن تكون عوضا عن فشل المنظومة الجماعية في رسم فرصة هدف حقيقي آخر، وهنا ثارت ثائرة الجمهور وتساءل نفر منهم عن سبب التفريط برأفت علي؛ لأنه من الواضح أن الوحدات يحتاج إلى عقل ميداني معزز بموهبة لاعب بوزن رأفت علي، لكن هل من المعقول أن يسبب ابتعاد رأفت هذا الخراب في وسط الوسط، ولا يقوى أي لاعب على التسديد من خارج المنطقة كما كان يفعل أحمد عبدالحليم؟.
ما جرى يوم الثلاثاء الماضي بات ذكرى وحداتية أليمة، لكن الفريق بحاجة إلى وقفة لأن النقاط التي خسرها في دوري المناصير للمحترفين، كانت أشبه بـ"ناقوس الخطر" الذي لم يتنبه إليه أحد.

[email protected]