الوحدات حائر بين التنظيم الدفاعي والفاعلية الهجومية

مصطفى بالو

عمان- “الدفاع وحده لا يكفي مثلما الهجوم وحده لا يكفي”، وإن كان الكلام المكرر للسير فيرغسون: “الهجوم الفاعل يحقق الانتصارات، والدفاع المنظم يجلب البطولات”، يكرر نفسه قبل مناقشة فريق الوحدات في دوري أبطال آسيا مع انتهاء مرحلة ذهاب منافسات المجموعة الرابعة من دوري أبطال آسيا، ويعطي التفسير الواضح في ايجاده حلقة الوصل لفاعلية الجانبين الدفاعي والهجومي، وما يجمل الترتيب الدفاعي، في تركيب البناء الهجومي السريع والمرتد، لمجابهة قوة الخصوم بالرد بالهجوم وإصابة شباكه، بما يؤكد المقولة: “خير وسيلة للدفاع الهجوم”، التي افتقد الوحدات الطريق إليها، والذي جعله يظهر بشكلين مختلفين في الشوطين الأول والثاني في مبارياته الـ3 خلال مرحلة الذهاب، التي وقف الوحدات مع ختام ذهابها بالمركز الأخير على سلم ترتيب المجموعة الرابعة برصيد نقطة، فيما يتشارك النصر وفولاذ صدارتها برصيد 5 نقاط وإن يتقدم النصر بفارق الأهداف، وعاد السد للمنافسة ورفع رصيده إلى 4 نقاط.اضافة اعلان
الوحدات 3 مشاهد
بالعودة الى تشكيل الوحدات في 3 لقاءات الذهاب والإياب، حين أشرك في الأولى أمام النصر السعودي، كلا من: أحمد عبدالستار، طارق خطاب، يزن العرب، فراس شلباية، أحمد إلياس، فادي عوض، أحمد ثائر، أحمد سمير (صالح راتب)، سوني سعد (أنس العوضات)، احمد زريق، وعبدالعزيز نداي (خالد عصام)، ثم عاد وطرح أمم فولاذ: أحمد عبدالستار، طارق خطاب، يزن العرب، أحمد ثائر، عبدالله ديارا (أحمد الياس)، فادي عوض، أحمد سمير (رجائي عايد)، أحمد زريق، خالد عصام (أنس العوضات)، ابراهيم جوابري (صالح راتب)، وعبدالعزيز نداي، وأشرك أمام السد: احمد عبدالستار، طارق خطاب، يزن العرب، أحمد ثائر، عبدالله ديارا (أحمد الياس)، فادي عوض، أحمد سمير (رجائي عايد)، أحمد زريق، أنس العوضات (خالد عصام)، ابراهيم جوابري (صالح راتب)، وعبدالعزيز نداي، تلاحظ “الحيرة” الفنية تتلخص حول الأسلوب الأنجح، ومتى يزيد من الفاعلية الدفاعية؟ وكيف يستثمر قوتها إلى انفراج وسرعة وتشكيل الخطورة على المنافس؟
تكتيكيا، الوحدات قدم نفسه في تنظيمه الدفاعي، خاصة في المباراة الأولى التي جاءت من دون أخطاء، ورد فيها على حضور فريق النصر، الذي قدم بترسانته من المحترفين، ورغبته في مصالحة جماهيره، وعرف الوحدات بترتيباته الدفاعية، من خلال توزيعه الأدوار من وسط الملعب ثنائي الارتكاز الدفاعي فادي عوض وأحمد الياس، وزيادته بتراجع أحمد سمير، وزريق وسوني سعد، ليتحول اسلوب الوحدات 4-2-3-1 الى 4-5-1، وإن تغيرت الأسماء في المباراتين التاليتين، إلا أن ايجاد حلقة الوصل بين التركيب الدفاعي وتنظيمه العالي في ملعبه، وبين تفعيل الناحية الهجومية خاصة في الهجمات المرتدة، ما أبقى الوحدات مدافعا من الطراز الرفيع، وغائبا في الحالات الهجومية، إلا مع تغيير الشكل الهجومي وإشراك مفاتيح نقل اللعب وتثبيت أعمال الدائرة والأكثر فاعلية في الاختراق، وهو ملخص واقع حال الوحدات في 3 مشاهد أمام النصر وفولاذ والسد.
الوحدات في الشوط الأول
منذ مباراة “الأخضر” أمام النصر، التي قدم فيها المدير الفني للوحدات عبدالله أبو زمع شكل وتكتيك الفريق بشكل واضح، وانكماشه مدافعا في ملعبه مؤكدا الأسلوب الدفاعي في اروع حالاته، وهو الأسلوب المتوقع أن يمارسه أبو زمع في بطولة آسيا، لردم الفجوة بين فوارق الإمكانات مع الفرق الآسيوية، ومراعاة الفروقات الفردية، وتفوق تلك الفرق بمحترفيها إلى حد كبير، ليتقدم أبو زمع في كتيبته الدفاعية، وهو الذي يملك كامل دفاع المنتخب الوطني ونصف فاعليته في العمليات، وهو الشكل العام لفريق الوحدات حتى بات مدربو الفرق المنافسة يحسبون لتنظيمه الدفاعي الحساب الكبير، بعد أن مكنه من خطف نقطة ثمينة من النصر، وكاد أن يفعلها أمام فولاذ لو خطأ ركلة الجزاء من ديارا، فيما أضعف الضغط الهجومي المكثف من السد، تركيز لاعبي الوحدات في أول 10 دقائق، وخطف هدفين سريعين وأنهى الشوط الأول بالثالث، مبعثرا حسابات أبو زمع الذي يحسب له الجرأة الهجومية في الشوط الثاني، إلا أن الطابع الفني لدى الفرق المنافسة، هو التنظيم الدفاعي العالي، والذي أشاد به مدرب النصر مينيز، واتفق معه الإيراني نوبل والإسباني تشافي، واتفاقهم إلى كبير عند قول: “نحن نلعب أمام فريق يملك التنظيم الدفاعي العالي ويتقن إغلاق ملعبه”.
شوط ثان وشكل ثان
المدير الفني لفريق السد، الإسباني تشافي، قال في المؤتمر الصحفي عقب مباراة الفريقين أول من أمس، “قلت منذ البداية إنني ألعب أمام فريق يلعب بتنظيم دفاع عال، وعمدت إلى تفكيكه وإضعاف تركيز ركائزه بالهجوم والأهداف السريعة، لكنني بصراحة فوجئت بوحدات آخر في الشوط الثاني، والذي هاجمنا بضراوة واستحوذ على الكرة، وأصاب شباكنا وكاد أن يكررها”.
تلك الكلمات تمزج مع ما قاله المدير الفني للوحدات عبدالله أبو زمع:” خروج لاعبي الدفاع ذهنيا وفقدان التركيز في أول 10 دقائق كلفنا هدفين سريعين، سهلا مهمة السد في تجاوز حواجزنا الدفاعية من وسط الملعب، والفريق ظهر بشكل ثان في الشوط الثاني، وهاجمنا وسجلنا وأضعنا العديد من الفرص السانحة للتسجيل”، بمعنى أن الوحدات وإن كان قدم نفسه بانضباطه وتكتيكه الدفاعي العالي، إلا أنه يملك المفاتيح الهجومية، القادرة على تغيير شكله وتكتيكه، وإن أكثر في الارتداد، وقيادة المناورات الخطرة وإزعاج المنافسين، لكن هذه الأمور تتقنها أوراق وحداتية، غابت عن الشوط الأول في المباريات الثلاث، واشتركت في الشوط الثاني وأحدثت الفارق والتغيير الجذري في شكل الفريق الهجومي، لاسيما عند إشراك صالح راتب، رجائي عايد، خالد عصام، ما يؤكد أن لدى الوحدات مقوماته الهجومية التي يجب أن يراجع معها حساباته أبو زمع، ويعمد إلى الاستفادة منها، بما يدفع حظوظ الفريق نحو استعادة توازن المنافسة في مرحلة الإياب التي تنطلق يوم غد الجمعة، في ظل التقدير لأفكار ابو زمع، وتوزيعها على اجزاء خلال مجريات أحداث مباريات فريقه، لمجارة الخصوم المدججين بالمحترفين والجهوزية، لكن “المعارك” الكبيرة تحتاج إلى توزيع الوقت بين الدفاع والهجوم، وتحتاج إلى تركيز في الخيارات لضمان التوافق بين الشقين بدلا من الحيرة والتوهان فيما بينهما.
أبو زمع وتشافي.. كلام بالصميم
“كلام تكتيكي في الصميم”، يلخص حال “الحرب الكروية” التي كانت دائرة بين المدير الفني للوحدات عبدالله أبو زمع، والمدير الفني للسد القطري تشافي، ذلك الذي اشتلمته تصريحاتهما خلال المؤتمر الصحفي الذي اعقب المباراة، حيث قال أبو زمع:” “أبارك لفريق السد تحقيق الفوز، عدم التركيز في أول 10 دقائق كلفنا المباراة، حيث تلقينا هدفين من ركلتين ركنيتين، ولكن يحسب للاعبي فريقي شجاعتهم في الشوط الثاني بعد التبديلات، حيث سيطروا على الكرة وسجلوا هدفا وكنا قريبين من تسجيل هدف ثان أو ثالث، السد تفوق في الشوط الأول، في حين كنا جيدين وكدنا نعدل النتيجة في الشوط الثاني، السد فريق قوي، ولكن نحن تمكنا من مقارعتهم، ونأمل أن نحقق نتيجة أفضل أمامهم في المباراة المقبلة”.
ورد الإسباني تشافي:”نحن نتدرب على الكرات الثابتة قبل كل مباراة، ولدينا لاعبون جيدون قادرون على استغلال الكرات العرضية، وقد فزنا من خلال الكرات الثابتة، وكانت مباراتنا أمام الوحدات مهمة جداً، وصحيح أنني رأيت فريقا مختلفا في الشوط الثاني، إلا اننا خرجنا بالنقاط الثلاث وأنجزنا الأهم، حيث إننا نلعب في أصعب مجموعة في البطولة، والآن من خلال هذا الفوز باتت فرصتنا في أيدينا”.
“نقطة نظام ومراجعة”
يحتاج الوحدات الذي أعلن التحدي لظروفه منذ أن طار من عمان إلى السعودية، وتجاوز المعوقات ليحط رحاله في مكانه الطبيعي بين “كبار” الأندية الآسيوية، ما يزال لديه الكثير من الحديث خلال مرحلة الإياب، ما يجعله بحاجة إلى نقطة نظام فنية، ومراجعة تكتيكية وتقييم لمرحلة ذهاب المجموعة الرابعة يزيدها القراءات الفنية التي باتت واضحة الى حد كبير للمدير الفني للوحدات، سواء بالنسبة لأوراقه، أو اسلوبه وتكتيكه، والأسباب التي قادت إلى تغيير الشكل والقوة في الشوط الثاني من مبارياته خلال مرحلة الذهاب، إلى جانب الدروس التي استفادها اللاعبون من المباريات أمام النصر، فولاذ، السد، والوقوف عندها بتمعن وتمحيص وتدقيق من قبل المدير الفني، إلى جانب القدرة الى التعامل مع المستجدات، لواسيما حين قدم الى السعودية فاقدا خبرة الدولي محمد الدميري، واجاد أحمد ثائر في تعويض غيابه الى حد ما أمام النصر، واختير من تشكيلة نجوم الجولة الأولى إلى جانب رفيقه طارق خطاب، إلا أن الوحدات افتقد جهود الظهير الأيمن فراس شلباية أمام فولاذ، بمعنى أن الفريق لعب من دون ثنائي الجنب المعتادين، في الوقت الذي يجب أن يراعي أبو زمع الخبرة الميدانية لأحمد ثائر، مقارنة مع الأدوار الكبيرة التي تناط له في أكثر من مركز، ما يسبب له الإرهاق وقد يبعده عن مستواه الحقيقي بسبب ضغط المباريات، سواء من حيث قصر المدة أو قوة الخصوم الفنية، ما يجب على الجهاز الفني مراجعة كل تلك التفاصيل الدقيقة قبل انطلاق مرحلة الإياب.
“على قدر أهل العزم”
الطريق التي بات على الوحدات أن يسلكها، واضحة المسار، وهو الذي وجب عليه ترجمة البيت الشعري: “على قدر أهل العزم تأتي العزائم”، من أقوال إلى أفعال خلال مرحلة إياب دور المجموعات، وزيادة “نار” الإصرار بالبحث عن الفوز ولا بديل عنه، حين يحتاج “المارد الأخضر” إلى خطوات مزلزلة للمنافسين في مباريات الإياب، بقوة العزيمة والإصرار والتكتيك المثالي المزين بالهجوم، لخطف الفوز في جميع تلك المباريات، بمعنى حصد 9 نقاط برصيد كامل من النقاط، والاستفادة من عثرات الخصوم، لإحياء حظوظه كما أعاد تعادل فريقي النصر وفولاذ، “الروح” لآماله واعطى الوحدات بصيص أمل.
يذكر أن فريق الوحدات يعود لملاقاة السد القطري يوم غد الجمعة، في المباراة التي تقام عند الساعة التاسعة مساء، على ملعب الأمير فيصل بن فهد بالرياض، فيما يلتقي فريق النصر بالتوقيت ذاته من يوم الإثنين المقبل، على ملعب جامعة الملك سعود (مرسول بارك)، ويختتم لقاءاته يوم الجمعة المقبل بملاقاة فولاذ، عند الساعة التاسعة مساء على ملعب الأمير فيصل بن فهد بالرياض.