الوحدات يخسر بفعل يديه

في مؤتمر صحفي أعقب خسارة فريق الوحدات أمام نظيره السد القطري 1-3، بدوري أبطال آسيا، أول من أمس، رأى مدرب الوحدات عبدالله أبو زمع أن عدم تركيز لاعبيه في أول 10 دقائق كلف فريقه خسارة المباراة، حيث تلقت شباك الحارس أحمد عبدالستار هدفين من ركلتين ركنيتين، ولكن “والقول للمدرب” يحسب للاعبي فريقي شجاعتهم في الشوط الثاني بعد التبديلات، حيث سيطروا على الكرة وسجلوا هدفا وكانوا قريبين من تسجيل أهداف أخرى”.اضافة اعلان
من شاهد هذه المباراة وتلك التي سبقتها أمام فولاذ، أدرك جيدا أن الوحدات خسر المباراتين بفعل يديه، وأنه “كان بالإمكان أفضل مما كان”، ذلك أن “الأخضر” ظهر تائها في الشوط الأول من المباراتين، ثم قدم أفضل ما عنده في الشوط الثاني، وكان قريبا من تعديل النتيجة، بعد أن ظهر التعب والإرباك على الفريقين المنافسين.
من البديهي التأكيد على صعوبة المقارنة الفنية والإمكانيات المادية بين الوحدات وفرق مجموعته الثلاث، وبما تملكه تلك الفرق من خبرة اكتسبتها جراء توالي مشاركتها في أقوى بطولة آسيوية، وربما لو علم مدرب السد تشافي بعضا من الظروف المادية المأساوية التي تعيشها الأندية الأردنية ومنها الوحدات، لأشفق عليها كثيرا.
لكن المباريات بين 11 لاعبا في كل فريق، وخيارات المدربين من اللاعبين الأساسيين والبدلاء، وقدرة اللاعبين على تنفيذ الواجبات الموكولة إليهم، تساهم في تسيير دفة المباراة لصالح فريق على حساب آخر، وأعتقد أن كثيرين رأوا أن العناصر البديلة التي يتم الزج بها في الشوط الثاني، أفضل حالا من بعض العناصر الأساسية التي لا تفعل شيئا، رغم أن المداورة بين اللاعبين في بطولة بحجم دوري أبطال آسيا، يخوض فيها الفريق ست مباريات كبيرة في غضون أسبوعين، أمر لا مفر منه لتجنيب اللاعبين الاجهاد.
بهذا الصدد قال أبو زمع عقب الخسارة: “مداورة مشاركة اللاعبين أمر مهم لكل فريق كي يتمكن من خوض ست مباريات في فترة قصيرة، وأنا أمتلك في فريقي عددا كبيرا من اللاعبين القادرين على المشاركة في أي وقت، وهذا سيساعدنا في المباريات الثلاث المتبقية”.
“نظريا”.. انتهى كل شيء بالنسبة لفريق الوحدات، فهو يتذيل مجموعته الرابعة برصيد نقطة واحدة، فيما يملك كل من النصر السعودي وفولاذ الإيراني 5 نقاط والسد القطري 4 نقاط، ولكن فعليا لم ينته كل شيء بعد، فثمة جولة إياب تبدأ يوم الجمعة المقبل ويتجدد فيها اللقاء مع السد ومن ثم يواجه النصر وفولاذ.
الوحدات كي يعود من بعيد، ويقلب التوقعات رأسا على عقب، يحتاج إلى التعلم من الأخطاء التي وقع فيها في مبارياته السابقة، وامتلاك الرؤية لاختيار التشكيلة الأنسب طبقا لمستويات اللاعبين وقدراتهم، وامتلاك الجرأة في الهجوم واعتباره خير وسيلة للدفاع.. ليس المطلوب منه الاندفاع المكشوف، ولا التعويل على “نظرية الطليان الدفاعية”، لأن فوزهم بمونديال إسبانيا 1982 بفريق دفاعي لا يمكن اعتباره قاعدة تحسن كل الفرق تطبيقها.. ثمة ضوء خافت ما يزال يضيء مشوار الوحدات الآسيوي.