الوحدات يسعى وراء الحلم.. والأرثوذكسي يأمل إفساده ولو مؤقتا

figuur-i
figuur-i

أيمن أبو حجلة

عمان - ليلة تاريخية ينتظرها الوحدات مساء اليوم، عندما يلتقي الأرثوذكسي عند الساعة السابعة والنصف مساء في صالة الأمير حمزة بمدينة الحسين للشباب، ضمن الدور النهائي من مسابقة دوري بنك الإسكان الممتاز لكرة السلة.
ويتقدم الوحدات في سلسلة الدور النهائي بثلاثة انتصارات مقابل انتصار واحد، والفوز مساء اليوم سيتوجه بلقب الدوري الممتاز للمرة الأولى في تاريخه.
من ناحيته، لن يقف الأرثوذكسي مكتوف الأيدي، وسيحاول تحقيق الانتصار والاحتفاظ بأمل إحراز اللقب أو تأجيل تتويج الوحدات على أقل تقدير.
والتقى الفريقان مساء أول من أمس في واحدة من أكثر مباريات الدور النهائي إثارة، وانتهى اللقاء بفوز الوحدات بنتيجة 93-91 (النصف الأول 49-36) أمام جمهور غفير معظمه من مشجعي الوحدات الذين ملأوا مقاعد مدرجات صالة الأمير حمزة.
وتفوق الوحدات بشكل واضح في النصف الأول من مباراة أول من أمس، بيد أن منافسه قدم أداء رجوليا رغم معاناته من الأخطاء الشخصية المبكرة على لاعبيه، لكن خبرة لاعبي الفريق الأخضر بقيادة نجم اللقاء علي حيدر، رجحت كفتهم وجعلتهم على بعد خطوة من تحقيق حلم إحراز اللقب، في وقت اشتكى فيه الأرثوذكسي من بعض القرارات التحكيمية بحقه في الربع الأخير.
وبلغت نسبة التسجيل العامة للوحدات 50 % مقابل 42.1 % للأرثوذكسي الذي حقق نسبة نجاح متدنية من خارج القوس (25 % مقابل 42.3 % للوحدات)، وجمع الفريق الفائز 31 متابعة فقط مقابل 46 للخاسر، وفقد الكرة 16 مرة مقابل 17 مرة للأرثوذكسي.
وسجل الوحدات 10 نقاط من التيرن أوفر على المنافس مقابل 19 للأرثوذكسي الذي أحرز 16 نقطة من الفرصة الثانية (second chance) مقابل نقطتين فقط للوحدات، وتفوق الأرثوذكسي أيضا في التسجيل من الفاست بريك بـ23 نقطة مقابل 12، وسجل بدلاء الأرثوذكسي 11 نقطة مقابل 6 للوحدات جميعه من نصيب خلدون أبو رقية.
أفضل لاعبي المباراة كان حيدر الذي سجل 38 نقطة (30 منها في الربعين الأول والثاني) مع 8 متابعات و2 بلوك، وحقق سامي بزيع الدبل دبل مع 20 نقطة و10 تمريرات حاسمة، واقترب محمود عابدين من الدبل دبل مع 15 نقطة و9 تمريرات حاسمة.
في الناحية المقابلة، اقترب فريدي من التريبل دبل مع 29 نقطة و10 تمريرات حاسمة و9 متابعات، وأضاف ستوفر 27 نقطة مع 11 متابعة.
حسم أم تأجيل؟
يرغب الوحدات في حسم السلسلة والتتويج باللقب دون تأجيل مساء اليوم، مستعينا بحضور جماهيري أقل ما يمكن أن قال عنه انه تاريخي.
صالة الأمير حمزة لم تعد تتسع لجمهور الوحدات الذي قدم أول من أمس مثالا يحتذى به في التسجيل المثالي، من خلال أهازيجه وهتافاته، وتحيته الخاصة للفريق المنافس قبل وبعد انتهاء اللقاء، إضافة إلى تقديمه تحية خاصة وتمنيات بالشفاء العاجل لمدرب ولاعب الفيصلي والمنتخب الوطني لكرة القدم السابق راتب العوضات الذي تم تشخيص إصابته بسرطان البنكرياس، وكذلك التيفو الخاص بجماهير الوحدات والذي احتوى على رسوم جميلة مع عبارة تقول “لا نرسم أحلامنا وكوابيسنا، بل نرسم واقعنا”.
لاعبو الوحدات يريدون رسم واقعهم الليلة، من خلال أداء مستقر يقودهم لتحقيق الانتصار والصعود على منصة التتويج، بقيادة المدرب القدير ماز تراخ الذي بدأ أخيرا، يترك بصمته على أداء الفريق، خصوصا من الناحية الدفاعية.
مفاتيح لعب الوحدات واضحة للعيان لكنها متنوعة، ففي المباراة الثالثة التي انتهت بفوز الفريق الأخضر بفارق كبير، ركز الأرثوذكسي اهتمامه على مراقبة اللبناني علي حيدر، ليترك المجال مفتوحا أمام سامي بزيع بقيادة زملائه للفوز من خلال عرض جيد وتوفيق لافت في التصويات الثلاثية واستثمار الفاست بريك.
وفي مباراة أمس، أراد الأرثوذكسي إحداث التوازن المطلوب في الرقابة الدفاعية، لكن تعملق حيدر، خصوصا في الربعين الاول والثاني، فاق قدرات لاعبي الفريق الأحمر.
الالتزام بهوية الفريق ضرورة مهمة بالنسبة للاعبي الوحدات في مباراة اليوم، حيث يتوقع أن يواصل صانع الألعاب محمود عابدين رسم معالم هجمات الفريق بإسناد من بزيع الذي بدوره، عاد إلى أفضل مستوياته في المباراتين الأخيرتين، بعد سلسلة من العروض لم ترتق لمستوى الطموح.
ثنائية عابدين وبزيع تشكل صداعا في رأس الأرثوذكسي، لأن تبادل الأدوار بين الإثنين سريعا، وربما ينسى البعض أن بزيع لاعب “بوينت غارد” أساسا، لذلك فإن عملية انتقله بين المركزين (1) و(2) تجري بسلاسة، وتمنح عابدين فرصة التقدم والختراق نحو السلة.
دور أحمد حمارشة لا يقل أهمية، خصوصا من الناحية الدفاعية، وهو الذي كان مكلفا أول من أمس في الحد من تحركات نجم الأرثوذكسي نيك ستوفر، إضافة إلى المساعدة في المتابعات الدفاعية والهجومية.
تحت السلة، يتعملق حيدر الذي أتت عائلته من لبنان لمساندته وتشجيعه في تجربته الفريدة بالملاعب الأردنية، ويبقى على لاعب الارتكاز خالد أبو عبود، تقديم أداء مستقر وثابت، يشبه ذلك الذي قدمه في المباراة الثالثة، من أجل ضمان نجاح الكيميائية الموجودة في التشكيلة الأساسية، دون إفال الدور الذي يمكن لقائد الفريق خلدون أبو رقية تقديمه على قترات، إلى جانب الـ”شوتينغ غارد” ابراهيم حماتي.
أما الأرثوذكسي، فأهم نقطة يتوجب العمل عليها، هي رفع الحالة المعنوية للاعبين والتي تضررت بشدة بعد الخسارتين الأخيرتين، رغم الجهود الواضحة التي يقوم بها مدرب الفريق معتصم سلامة، في حل مشاكل الفريق على أرض الملعب.
صحيح أن الأرثوذكسي لم يظهر بصورة الفريق المنافس في المباراة الثالثة، لكن أداءه في الربعين الثالث والرابع أول من أمس، يستحق الإشادة، خصوصا وأن الفريق تضرر كثيرا من الإراحة المتكررة ليوسف أبو وزنة وستوفر بسبب الأخطاء الشخصية التي أخرجت أيضا يزن الطويل من الملعب.
الاستياء بدا واضحا على وجوه اللاعبين بعد لقاء أول من أمس، وكثير منهم رفض الإدلاء بالتصريحات، بعدما شعروا بأن بعض القرارات التحكيمية أثرت على عملية لحاقهم بالمنافس خلال الربع الأخير.
انتفاضة الأرثوذكسي في النصف الثاني من اللقاء، عادت في الدرجة الأولى لتفوق صانع الألعاب فريدي ابراهيم الذي تعملق على مستوى النقاط والمتابعات والتمريرات الحاسمة، ومن أجل تحقيق الأرثوذكسي للفوز الثاني، سيكون على فريدي أن يكون في أفضل مستوياته.
ويلقى فريدي المساندة اللازمة من قائد الفريق علي الزعبي، فيما يقف يزن الطويل حول القوس، من أجل اكتشاف ثغرات دفاعية وحداتية ينقض من خلالها على السلة.
تحت السلة، يحظى أبو وزنة بمساندة مهمة من ستوفر الذي يمكنه في المقابل الانتقال إلى المركز (3) من أجل اقحام موسى مطلق أو محمد حسونة، بهدف تشديد الرقابة أو تكوين دفاع مزدوج على حيدر.

اضافة اعلان