الوحدة في اليمين.. الطريق يحسم وليس الزعيم

إسرائيل هيوم

بقلم: ليمور سمميان درش

اضافة اعلان

"ينبغي إعادة توحيد معسكر اليمين"، شعار القي في الهواء في الفترة الأخيرة. باستثناء أن رسالة السلام العام تجعل المضمون غامضا: كيف وصلنا إلى وضع من "انعدام الوحدة"؟ فقد كان اليمين بالذات موحدا. إلى أن قام حزب قضى على المعسكر بالانشقاق حين عارض بشكل جارف الجلوس في الحكومة مع بنيامين نتنياهو، وحزب آخر ترك المعسكر بعد الانتخابات، مفضلا منصب رئاسة الوزراء في ائتلاف مع مناهضي الصهيونية على معسكر يميني موحد.
فهل دعوات الوحدة إذن تتعلق باستقبال متجدد بأمل جديد ويمينا في معسكر اليمين؟ ام هل يقصد بالوحدة مؤيدو هذه الأحزاب ممن تذكروا الآن البكاء على افعالهم؟ الوحدة في اليمين مهمة، ولكنها لا يمكنها أن تتحقق الا بعد ان يفهم الأخيرون بان الأوائل الذين تركوا المعسكر اجتازوا نقطة اللاعودة. الوحدة في اليمين لن تتحقق إلا بعد أن يتحقق الفهم بان لا قيامة حين تكون أجزاء من المعسكر مستعدة لان ترفض تصويت زملائها والسماح باناس المعسكر المضاد بان يقرروا لهم من يقف على رأسهم. وأخيرا وحدة كهذه لن تتحقق الا عندما تكون الصرخة من معسكر اليمين على المظالم المناهضة للديمقراطية قوية بقدر لا يقل عن تلك المتعلقة بالمس باملاكهم.
في الأسبوع الماضي كتبت في هذه الصحيفة يفعت ايرليخ بانه يمكن الغضب على اولئك الذين اقاموا الحكومة مع الموحدة، وفي نفس الوقت يمكن "الغضب على الليكود المرة تلو الأخرى لم ينجح في أن يضع زعيم ينتصر في الانتخابات ويوحد المعسكر". وهكذا تعرض صورة شبه متماثلة بين اجتياح الخطوط الايديولوجية من جانب يمينا وأمل جديد، والتي أدت إلى إسقاط حكم اليمين، وبين الانتخاب الديمقراطي لأعضاء الليكود لنتنياهو. فضلا عن ذلك، فليست الملاحقة المناهضة للديمقراطية لنتنياهو (كرئيس المعسكر الوطني) محبطة بل بالذات اصرار اليمين على انتخابه مرة اخرى. لقد شرح حجاي سيغال في مقابلة صحفية أخرى بان هذه الحكومة ليست بمثابة "نهاية العالم". وفي حينه ايد أيضا "ازاحة" نتنياهو (الى الرئاسة) في صالح مرشح آخر يتفضلون بالجلوس معه. ودانييلا فايس أضافت أن هناك "حاجة إلى البديل" للحكومة القائمة، على الا يكون اسم نتنياهو، الذي يقف على رأس الحزب الأكبر في اليمين، هو الذي يعرض كهذا البديل.
هذه الاقتباسات ليست مهمة بحد ذاتها، بل الروح الجماعية التي تهب منها، التي ما تزال تعكس الخطأ الاساس ذاته. ملاحقة نتنياهو ليست شخصية. الـ 315 مادة عابثة كان يمكن أن تلصق بلائحة اتهام ضد كل رئيس وزراء آخر من اليمين. المعركة هي على طريقه. والطريق هو ليس أقل من مواصلة كون دولة إسرائيل يهودية وديمقراطية.
على مدى السنين حاولت نقطة معينة تقليص الطابع اليهودي للدولة. سواء في مواضيع التهويد أو الهجرة ام في المسألة الفلسطينية – كل هذه عملوا عليها في إطار قيمة عرضت بانها هي الأهم – القيمة الديمقراطية. ولكن عندما لم يتحقق التغيير المنشود، والشعب لم يستجب لرسائله، حل الفهم بانه مسموح تقليص المجال الديمقراطي وايداع القرارات العامة في أيدي جهات غير منتخبة. "ازاحة" نتنياهو هي في اطار الصراع اياه. ان شئتم بداية أقل ديمقراطية، وبعد ذلك أقل يهودية. عندما يفهم معسكر اليمين كله هذا الربط الذي بين الشخصي والجماعي، الذي بين (الصراع) الديمقراطي واليهودي، فليس الوحدة فقط هي التي ستتحقق من تلقاء ذاتها بل وطريقها الايديولوجي سيكون مضمونا.