الورشة الاقتصادية.. جسور شراكة بين القطاعين العام والخاص

عمان- أعرب مشاركون في الورشة الاقتصادية الوطنية التي وجه جلالة الملك عبدالله الثاني لعقدها، عن تفاؤلهم بجدية تنفيذ ما ستخرج به الورشة من توصيات ومخرجات للنهوض بالاقتصاد الوطني بمختلف قطاعاته.اضافة اعلان
وأكدوا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن الورشة تؤسس لجسور شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص، وتسعى لوضع حلول لمشاكل كل قطاع اقتصادي من خلال التشخيص للتحديات والمشاكل، والبدء في وضع حلول إجرائية وتنفيذها على المدى القريب والمتوسط والبعيد، ليشعر الناس بالتغيير الحقيقي، خاصة في ظل ما يعيشونه من أوضاع اقتصادية صعبة.
وكان جلالة الملك عبدالله الثاني قد تابع، في وقت سابق، أعمال الجولة الثانية من ورشة العمل الاقتصادية الوطنية المنعقدة في الديوان الملكي الهاشمي تحت عنوان "الانتقال نحو المستقبل: تحرير الإمكانيات لتحديث الاقتصاد".
وتهدف الورشة إلى تقييم الوضع الراهن للاقتصاد الوطني وتحديد الفرص لتنمية القطاعات الاقتصادية وزيادة تنافسيتها، وبلورة خريطة طريقة اقتصادية لتحفيز النمو وإيجاد الفرص الاقتصادية وتحسين نوعية الحياة والخدمات الأساسية للأردنيين.
وقال رئيس غرفة تجارة عمان خليل الحاج توفيق "إن الانطباعات الأولى لاجتماعات ورشة العمل الاقتصادية، تشير إلى أن هناك حرصا على القيام بالمهام المنوطة بهم على أكمل وجه، ووفقا لما وجه إليه جلالة الملك".
وأضاف أن النقاشات تتسم بالشفافية والصراحة المطلقة، دون فرض أي شيء على أعضاء كل لجنة، مشيرا إلى أن الخطوة الأولى من عمل اللجان تمثلت في تشخيص واقع الحال بهدف وضع خريطة طريق للعلاج.
ولفت إلى أن اليوم الأول ضمن لجنة التجارة شمل نقاشات مفتوحة، وحوارات حول وضع القطاع التجاري وإلى أين يتجه، والتحديات التي يواجهها، كونه أكبر مساهم في الناتج المحلي الإجمالي، وأكبر مشغل للأيدي العاملة، ومن أكثر القطاعات التي تدفع الضرائب وأكثرها قابلية للتوسع في المستقبل.
واعتبر أن الورشة أتاحت فرصة لكثير من ممثلي القطاعات والخبراء، لإبداء رأيهم في حضور الحكومة، وهو ما كان "صعبا" في السابق بسبب عدم وجود جسور شراكة حقيقية ولقاءات تبادلية، مؤكدا ضرورة مأسسة هذه الشراكة بين القطاعين العام والخاص، كمطلب رئيسي لجميع القطاعات، خاصة في اتخاذ القرارات والتخطيط.
وأكد أن الورشة هي فرصة لا تعوض للقطاع الخاص ليقول ما يريد ويضع ما يواجهه من معوقات على طاولة النقاش، انطلاقا من الدفعة المعنوية التي أعطاها جلالة الملك عبدالله الثاني خلال زيارته للورشة السبت الماضي.
ومن جهته، أكد رئيس جمعية المستشفيات الخاصة الدكتور فوزي الحموري، وجود إرادة حقيقية لإحداث فرق واضح نحو تطوير منظومة الصحة من حيث تحسين الأداء وتوسيع مظلة التغطية الصحية الشاملة وزيادة التنسيق بين مكونات القطاعين العام والخاص بما يحقق استفادة مثلى من الإمكانيات.
وقال "إن اللجنة المعنية بالصحة درست التحديات التي تواجه القطاع، والفرص المتاحة أمامه لتقديم خدمات صحية جيدة وعادلة لجميع المواطنين والبناء على ما أنجز خلال العقود الماضية"، مشيرا إلى أن التنوع في أعضاء اللجنة، جاء بهدف وضع توصيات شاملة وحلول ستناقش الأسبوع المقبل.
وحول محور السياحة، بين أن لجنة السياحة -وهو عضو فيها- درست مشاكل وتحديات جميع أنواع السياحة، لافتا إلى أنه عرض ملف السياحة العلاجية والاستشفائية، وما تتمتع به من ميزات تنافسية جعلت الأردن يتبوأ مراكز أولى في الإقليم، كمركز جاذب لهذا النوع من السياحة، إضافة لعرضه التحديات التي تواجه القطاع عموما من ارتفاع في التكاليف التشغيلية، والجنسيات المقيدة وهجرة الكفاءات ونقص الكوادر التمريضية المدربة والمنافسة من بعض الدول في الإقليم.
وبدوره، بين عضو مجلس إدارة الملتقى الاقتصادي الأردني المهندس باسل مرجي، أن الورشة فريدة من نوعها من حيث عدد المشاركين من القطاع الخاص ضمن القطاعات الاقتصادية المختلفة.
‏وقال إن أهم ميزة في الورشة، هي التفاؤل السائد في الأجواء العامة، وفي القطاعات كافة، مشيرا إلى أن الاقتصاديين يشعرون بأنهم في موقع المسؤولية، لكونهم جزءا من القرار المصيري للقطاعات الاقتصادية كافة، وللوطن بأكمله.
ولفت المهندس مرجي إلى أن النقاشات كانت موضوعية ومثمرة من ناحية تحديد الرؤية المستقبلية للقطاع التجاري، وكيف يجب أن يكون ‏بعد 10 أعوام.
ومن جانبه، أوضح ممثل قطاع الصناعات الجلدية والمحيكات في غرفة صناعة الأردن المهندس إيهاب القادري، أن تبني الديوان الملكي لوضع خطة اقتصادية واضحة المعالم تهدف إلى تحسين بيئة الأعمال وإيجاد قاعدة وأساس عمل للقطاعات الاقتصادية المختلفة، يعد تأكيدا للنهج المتبع من جلالة الملك بالعمل بمأسسة لا تعتمد في تطبيقها على الأفراد وإنما على سياسات عابرة للحكومات.
ومن جهته، أكد رئيس النقابة اللوجستية الأردنية نبيل الخطيب، أن الانطباعات الأولى لأول جلستين من الورشة، تشير إلى الجدية الحقيقية بوجود مخرجات ستطبق على أرض
الواقع.-(بترا - عائشة عناني ووعد ربابعة)