الوضع فظيع، تساموا على أنفسكم

Untitled-1
Untitled-1
هآرتس نيتسان هوروفيتس 18/2/2019 ليس عبثا أن نتنياهو يبذل جهدا كبيرا لضم احزاب اليمين المتطرفة، عنصريين وكهانيين في الكنيست؟ غير مهم. اصوات ميخال بن آري وايلي يشاي وبتسلئيل سموتريتش والآخرون هم اصوات مضمونة لكتلته فقط، لذلك سيسهل عليه البقاء في الحكم. قانون الانتخابات اعطى افضلية لتوزيع الاصوات على القوائم الكبيرة. في الانتخابات الاخيرة كان مقعدان كهذين. هذه المرة اذا لم يتمكن الوسط – يسار من تشكيل قائمة مشتركة فسيستفيد من ذلك بالأساس الليكود. احزاب كثيرة يمكن ألا تجتاز نسبة الحسم. هذا امر حاسم. هذه الاصوات لا تشملها اتفاقات الفوائض، وحتى لا يتم اخذها في الحسبان في تحديد عدد الاصوات للمقعد. هي اصوات ضائعة. في الانتخابات الاخيرة فقد حوالي 200 ألف صوت لقوائم لم تجتز نسبة الحسم. هذه المرة سيكون عدد اكبر، ربما الضعف حتى. اذا كان بني غانتس حقا يتجه نحو رئاسة الحكومة، واذا كان يائير لبيد جدي في موضوع استبدال الحكم، فيجب عليهما الذهاب معا في قائمة كبيرة من اجل التمتع من توزيع الاصوات والحصول على تخويل لتشكيل الحكومة. واذا لم يفعلا ذلك وكانت احزابهما صغيرة بشكل واضح، فإن الرئيس لن يخولهما بهذه المهمة. من يريد أن يكون رئيسا للحكومة يجب عليه الحصول في الانتخابات على تخويل واضح من الجمهور، و15 أو 20 مقعدا غير كاف. لذلك فانه يجب على غانتس ولبيد تشكيل قائمة واحدة. وأي سيناريو آخر سيدل على أنهما لا يريدان حقا استبدال نتنياهو. بل هما مثل طاووس يلعب بألعاب الأنا. وفي الحقيقة يتنافسان فيما بينهما حول من سيجلس في حكومة نتنياهو القادمة. في اليسار هذا مقلق أكثر. حزب العمل وميرتس والحركة لن يشكلوا الحكومة القادمة. السؤال هو هل تستطيع أصلا. اذا لم تبلور قائمة واحدة فهناك احتمال بأن تذهب مئات آلاف الاصوات هباء. في هذا الوضع لن يكون يسار في الكنيست، ولن تكون اغلبية لاستبدال الحكم. عدم الرغبة في التعاون يعبر عن عدم الثقة الذاتية لليسار بالقدرة على استبدال اليمين. في السنوات الكثيرة التي ضاع فيها اليسار في يباب المعارضة عانى من متلازمة ستوكهولم: بدلا من الانقضاض على الحكم، اعتاد على المعارضة. هذا الوضع يخلد نفسه. نشطاء اليسار الشباب لا يتم دمجهم في اذرع النظام مثل شباب اليمين. كل وزراء الليكود الحاليين تربوا منذ الصغر في الجهاز العام. آلاف مثلهم يحتلون وظائف كبيرة وهم يؤهلون جيلا جديدا من النشطاء. كل ذلك تقريبا غير موجود لدى اليسار. نشطاء اليسار خلافا لارضية الليكود ورجال الاستيطان والحريديم، مفصولون عن السلطة. وأخطر من ذلك هو أنه بعد سنوات كثيرة في المعارضة، اصبحوا لا يعرفون الحكم. تثبيت معارضة اليسار يرافقه انقسام وتطهر. بدل توحيد القوى اليسار يفضل ابراز رأيه والتميز. كل ضعف المعسكر يتجسد بهذه الاقوال. أي "فجوات اساسية" قائمة بين عمير بيرتس وايلان غلئون، أو بين تمار زاندبرغ وستاف شبير؟ هذه اقوال مدللة مقطوعة عن الواقع، وبالاساس عديمة المسؤولية. من ينشغل بالحسابات الصغيرة هذه لا يرى أبعد من انفه، ويعيش من استطلاع إلى استطلاع، بدلا من شق طريق جديدة. بالطبع توجد فروقات داخل اليسار، لكن المشترك اكبر مما يقسم، بالتأكيد امام الطرف الآخر. "ضم القوى، الاندماج، التوحيد، رفع الحواجز، ازالة الكراهية التي لا طائل تحتها – بهذا يأتي الخلاص"، كتب اسحق بن اهارون في المقال المثيولوجي الذي يكثر اقتباس عنوانه "الشجاعة للتغير قبل الكارثة". لقد دعا في حينه إلى توحيد اليسار من اجل منع الكارثة. الآن ربما كان سيكتب "الوضع فظيع، تساموا على انفسكم".اضافة اعلان