اخوتي رفقاء السلاح
يا هيبة التاريخ
لقد كنتم وما زلتم وستبقون كما هو العهد بكم، الأوفياء للوطن ولقيادته ولشعبه، فأنتم البناةُ الأوائل، وأنتم القادة والمعلمون، فمنكم نهلنا قيم الجُنديّة، ومعكم خَبِرنا الميادين، كانت لكم مع الوطن والجيش الذي تزينت هاماتكم بشعاره وقفات عز وشرف وكبرياء، وإنجازات وعطاء لا ينضب، ولكم في كل ثغر من ثغور الأردن الأشم ذكريات يسجلها التاريخ بأحرف من نور، فأنتم العزوة والسند، وأنتم الرجال الأوفياء الذين ما غيرتهم الخطوب وما بدلوا تبديلا، الصابرون المرابطون، هذا هو العهد بكم فلكم التحية والتقدير
والإحترام، ولكم منا العهد ان نُكمل مسيرتكم في بناء الجيش العربي، الذي لا تلين عزيمة لأبنائه، ولا تَهِن همة لِأمرائه، ولا يتقاعس أو ينكص عن اداء الواجب فرد من افراده، وهو هيبة الوطن، وعنوان أمنه واستقراره، فلكم من كل فرسانه المرابطين على الثغور تحية وفاء، ووقفة اعتزاز بما قدمتم وبذلتم وانجزتم عبر قرن من الزمان، هذا الجيش الذي سطر منتسبوه ومتقاعدوه أروع صور البطولة والتضحية وأبهى صور الإنسانية ونكران الذات.
أيها الإخوة المتقاعدون العسكريون لولا تضحياتكم وصبركم وعطائكم ودمائكم الزكية التي تخضبت بها الهضاب والسهول لما وصلنا لما نحن عليه الآن ولولا سهركم وتفانيكم في أداء الواجب، وتحمل المسؤولية وحرصكم على مصلحة الأردن والأردنيين وغيرَتِكم على سمعة هذا الجيش الذي أنتم بُناته ورجاله الأوفياء، ما كان له هذه المكانة المرموقة بين جيوش العالم، حضورا وقوة واحترافاً واحتراماً. نكمل مسيرتكم المباركة ونحن على العهد ولن نحيد عن القسم الذي أقسمناه وإياكم بالإخلاص لله والوطن والمليك، وأن نحافظ على علم الحرية والوحدة والاستقلال مرفوعاً عالياً، لا تنحني هاماتنا إلا لله الواحد الأحد.
مباركة أيامِكم وأيام الأردن العزيز بكم وبقيادته ومليكه وجيشه وأهله، ولكم أيها الشرفاء الأوفياء تحيه فخر واعتزاز.
الفريق الركن رئيس هيئة الاركان المشتركه
محمود عبد الحليم فريحات