الولايات المتحدة عادت إلى الشرق الأوسط

إسرائيل هيوم

ايال زيسر  19/3/2017

لم تمر بعد 100 يوم على دخول ترامب الى البيت الابيض، إلا أن الشرق الاوسط بدأ يشعر بالفرق. عادت الولايات المتحدة للعب دور فاعل في المنطقة، والاهم من ذلك هو أن واشنطن عادت ووقفت على يمين اصدقائها وحلفائها الذين تركتهم في الثماني سنوات الماضية. أصبح من الواضح للجميع أن الولايات المتحدة تعرف من هم الاخيار ومن هم الاشرار في المنطقة. وهي تنوي العمل من اجل اصدقائها وضد أعدائها.اضافة اعلان
السر المعلن هو أن الشرق الاوسط قد تنفس الصعداء وفرح لانتخاب ترامب، الذي هو "عدو الاسلام". حلفاء الولايات المتحدة ضاقوا ذرعا بادارة اوباما، التي أدارت ظهرها لهم في أشد الظروف. ولم تتردد في انتقادهم الى درجة التشكيك بشرعية أنظمتهم.
إن انحياز ادارة اوباما الواضح للحركات الاسلامية مثل الاخوان المسلمين في مصر، وجريها وراء ايران ومصالحتها لمنعها من الاستمرار في المشروع النووي، أو خفض سعيها الى ضعضعة الاستقرار في الشرق الاوسط – كل ذلك انشأ هاوية يصعب جسرها بين واشنطن واصدقاءها القدامى. لقد توصل هؤلاء الى استنتاج أن الامريكيين فقدوا الفهم البسيط الذي كان لديهم حول مشكلات الشرق الاوسط، هذا اذا لم نقل إنهم فقدوا السيطرة على الواقع في المنطقة.
ترامب لا يشعر أنه ملتزم بسلم قيم ادارة اوباما، هذا السلم الذي قام بصلب اصدقائه وحلفائه عليه – رغم أن استخدام السلم توقف على ابواب سورية، الدولة التي أهملتها الادارة الاميركية وتركتها تحت رحمة بشار الاسد واصدقاءه في طهران وموسكو.
لقد اعتقد الكثيرون أن ترامب لن يسارع للعمل في الشرق الاوسط، وهي المنطقة التي لا يعرفها، والتي لم يلتزم بالعمل الفوري فيها، حيث أن اوباما ترك مجالا ضيقا للعمل في المنطقة. لكن المفاجيء هو أن ترامب قرر بشكل مختلف، وتظهر في الاسابيع الاخيرة النشاطات الاميركية التي لم نشهد مثلها منذ زمن بعيد.
في الاسبوع الماضي زار ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، البيت الابيض، ومقربوه سارعوا الى الاعلان بأن لقائه مع ترامب شكل انعطافة تاريخية في العلاقة بين الدولتين، ولأول مرة منذ سنوات أجمع الرئيسين على الخطر الذي تشكله ايران للمنطقة، والحاجة الى مواجهة سعيها لضعضعة استقرار الشرق الاوسط. هناك اصوات مشابهة تسمع ايضا من القاهرة وأنقرة.
لقد قام ترامب بارسال المزيد من الجنود الى روسيا لتعزيز السيطرة الاميركية في شرق الدولة. سواء في مواجهة داعش لتوجيه ضربات شديدة له، أو كوزن نقيض لتواجد روسيا وايران في سورية. أما في الساحة الاسرائيلية فان ترامب يريد اجراء المحادثات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين دون شروط أبو مازن المسبقة.
الموضوع الاسرائيلي الفلسطيني هو جزء من عملية شاملة للتعاون الاقليمي، الذي يطالب به الرئيس المصري السيسي منذ أشهر كثيرة، والذي سيُمكن من تحسين العلاقات بين اسرائيل والعالم العربي، وايضا التفاهمات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية.
 يمكن القول إن ترامب لا يعرف المنطقة بشكل عميق، لكنه يملك مجسات رجل الاعمال الذي يريد الانتصار. يمكن أن يثبت أنه مثل الرئيس الروسي بوتين، أنه يمكن التوصل الى تفاهمات بين اسرائيل والفلسطينيين حتى في ظل عدم اخفاء صداقتك مع اسرائيل. والامر الاهم – لا يجب أن يكون الاتفاق بناء على سلم العدل الاوروبي أو ادارة اوباما، ولا يجب أن يستجيب لبكاء الفلسطينيين، بل يجب أن يهتم بمصالح الطرفين.
 الايام ستقول اذا كان ترامب سيتمكن من احداث التغيير في المنطقة التي تشخص أعينه اليها.