اليساري مهدور الدماء كما الفلسطيني

هآرتس عميره هاس 9/7/2019 النشط اليساري يونتان فولك هوجم أول من أمس على أيدي شخصين مجهولين عند خروجه لاستراحة الظهيرة، لقد عرفوا أين يكمنون له، لاحقوه وبعد ذلك جاء الضرب واللكمات وتم اسقاطه على الارض، وتم ركله. عندما نجح في النهوض، استل احدهما سكينا وجرح وجهه، جرحا غير عميق لكنه قرب العين. "لقد تولد لدي الانطباع بأن الشخص المهاجم نفسه ذعر من أن السكين قد جرحته"، قال فولك. المجهولان صرخا بكلمات مثل "يساري"، "فوضوي". "لقد ظهرا لي كشخصين عاديين"، قال فولك. هل هذا حدث يستحق نشره في الصحف؟. نعم، يستحق. الملاحظات التي نشرت في فيس بوك في التعليق الذي كتبته المنظمة اليمينية "حتى هنا" في 29 أيار (مايو)، بعنوان "ساعدونا في العثور على يونتان فولك"، شخص عرف نفسه باسم بري بوسكيلا كتب "ربما أصبح في القبر". وشخص عرف نفسه بعيران غواتا كتب "لماذا لا نقوم بانزاله". ومن كتب تحت اسم افيعاد داين قال "في دولة سليمة يعدمون الشخص بسبب الخيانة"، ليت دولتنا يتم اصلاحها. آخرون زينوا بملاحظاتهم تعليق "حتى هنا" اكتفوا بتأييد سجن أو طرد فولك من الدولة. المتواضعون فقط قاموا بشتمه. في نفس الوقت، في نفس التقرير والتطرق الخاص لمهاجمة اليساري اليهودي، نحن يمكننا أن نكون شركاء في تطبيع العنف ضد الفلسطينيين. يهود ملثمون وغير ملثمين يهاجمون فلسطينيين أو يهددونهم، بما في ذلك في القدس وفي الخليل، وبما في ذلك سائقو الحافلات الاسرائيلية. الهجمات بدرجات مختلفة من الاضرار الجسدية وتحطيم الممتلكات تجري منذ عشرات السنين وازدادت في العقدين الاخيرين. الظاهرة مستمرة، ضمن امور اخرى، لأن السلطات الاسرائيلية لا تلاحق حقا المهاجمين اليهود أو أنها لا تكلف نفسها عناء تقديمهم للمحاكمة – حتى عندما يتم توثيقهم ويعرف مكان قدومهم وذهابهم. هذا هو السبب في أن فولك لم يقدم شكوى في الشرطة. فهو غير مستعد للحصول على معاملة خاصة فقط لأنه يهودي. لنكن واقعيين، حتى لو أنه ذهب لتقديم شكوى فهل يمكن التصديق أن الشرطة ستكلف نفسها عناء البحث عن مجهولين هاجموا شخصا يساريا – فوضويا مثله؟ بالنسبة للشرطة والجيش، وليس فقط بالنسبة لليمين، اليهودي الذي يعارض الاحتلال هو سيئ مثل الفلسطيني تقريبا. في بداية الاسبوع الماضي هاجم شرطي – بوجود عدسات – شخصا يساريا آخر (غاي بوتفيه، عضو في تعايش) الذي تظاهر مع فلسطينيين ويهود ضد السلب في قرية سلوان. إن ظاهرة مهاجمة الفلسطينيين من قبل اليهود لم تتوقف لأنها جزء لا يتجزأ من العنف الرسمي بتصريح. فهذه وتلك تخدمان اهداف السلب. فقط عدد صغير من الهجمات يتم الابلاغ عنه في وسائل الاعلام الاسرائيلية. وحتى عندما يكون هناك ابلاغ، هو يمر من فوق رأسنا. نحن لا نهتز. مهاجمة فولك تخلق اهتماما أكبر لأنه يهودي تمت مهاجمته في تل ابيب. هكذا يسعى التقرير الخاص عنه الى تقويض نشاطه ضد العنف البنيوي الاسرائيلي، الذي هدفه هو الفلسطينيون. من جهة اخرى: نعم. من الجدير الابلاغ عنه والكتابة عنه. لأنه يجب علينا مواصلة الايمان بأنه يكرهنا اشخاص عاديون آخرون، الذين لا يسمعون صوتهم الآن، ربما لأن شيئا ما معروف في تدرج العنف يدق لديهم. في البداية أخذوا اليهودي الذي هو ليس نحن، لذلك صمتنا. وبعد ذلك أخذوا الشيوعي، الذي هو بالطبع ليس نحن. وبعد ذلك جاء دور الآخرين وواصلنا الصمت. وعندما هاجمنا الزعران لم يبق من يقف الى جانبنا. إن التبليغ يعني أنك تكفر بعدم منع حدوث تكرار تاريخي. أن تبلغ يعني بأنك تريد الايمان بأن الاشخاص العاديين سيستيقظون وسيدركون أن من هاجموا فولك ومطاردو اليسار هم اشخاص خطيرين على الجميع. أن تبلغ يعني دعوتكم للانضمام الى النشاط ضد تجريد الفلسطينيين من وطنهم في وطنهم.اضافة اعلان