"اليقين": مشروع ريادي "صنع بحب" لدعم ومساعدة الغارمات

ديمة محبوبة

عمان- "هدايا وإكسسوارات مصنوعة يدويا وبحب، ثم بيعها؛ لمساعدة غارمات على قضاء دينهن، خصوصا أن أعدادهن بالآلاف ومبالغهن بسيطة"، هو ملخص فكرة مشروع "صنع بحب" أو "اليقين" التي شاركت بها مدرسة بشرى الثانوية، بمسابقة برنامج تحدي الأعمال الذي تنفذه مؤسسة "إنجاز"، ضمن شراكتها الاستراتيجية مع وزارة التربية والتعليم.اضافة اعلان
الطالبات المشاركات بـ"صنع بحب" أو "اليقين" هن: نور جرادات، خنساء محمد، علياء جرادات وفرح جرادات، باشراف المتطوع مع مؤسسة "إنجاز" مهندس الكهرباء معاذ البيك.
ووفقا لأرقام وزارة العمل، فإن عدد الغارمات للعام 2019، تجاوز حاجز الـ13 ألف سيدة أردنية، منهن نحو 5672، ديونهن لا تتجاوز الألف دينار.
وحول فكرة مشروع "صنع بحب" أو "اليقين"، يقول المشرف البيك "إن عملي في مجال تطوير الأعمال، والخبرة التي قدمتها للفتيات تمحورت حول كيفية تحويل تفكيرهن من شيء إلى شيء آخر، وكيفية إدارة الأعمال، في بعض الأمور الأساسية لفتح أي مشروع".
ويضيف "كان لي دور في توجيههن للعمل، وكيفية تحقيقه، وكانت المشاركة والحوار أساس العمل بيني وبينهن، ومعالجة التحديات والسلبيات، وتعزيز نقاط القوة في أي موضوع".
ونظمت المسابقة النهائية لبرنامج تحدي الأعمال عبر تقنية الاتصال عن بعد، بعد مشاركة أكثر من 2000 طالب وطالبة من 111 مدرسة، موزعة على مناطق المملكة كافة، حيث يتم تنفيذ البرنامج للعام العاشر على التوالي بشراكة مع منظمة الأمير تشارلز العالمية.
ويشير البيك، إلى أن تحديات المسابقة، تتمثل باللعبة ذاتها، وعرض المشروع، "كنا ننفذ اقتراحات الفريق بالكامل، وبالتالي كان هناك التحدي بعرض المشروع، لأن الأفكار كانت جميلة، لكن يجب أن يكون العرض أيضا جميلا ومقنعا، مع اختيار الكلمات المفتاحية الجاذبة للمشروع".
وبحسب التقرير الصادر عن دائرة الإحصاءات العامة، فإن نسبة البطالة زادت بشكل كبير وملحوظ، وهذا يؤثر بشكل سلبي، سواء على الصعيد النفسي أم الجسدي، ووصلت نسبة البطالة، لهذا العام إلى 21.2 % من الذكور، و33.6 % من الإناث، وهذه نسبة مرتفعة، ومؤشر يدفعنا إلى إيجاد حلول لما يحدث حولنا، ويؤثر في المجتمع بشكل سلبي.
ويتحدث البيك، أن مساعدة الغارمات اللواتي عليهن قضايا بقيمة تصل إلى ألف دينار، تكون سهلة؛ إذ "نصل إليهن عن طريق منصات التواصل الاجتماعي، ونعمل حملات إعلانية منظمة كل يوم، عن طريق منشورات تشرح عن فكرة المشروع، وتسويق المنتجات الخاصة بكل سيدة، وعمل إعلانات ممولة في منصات التواصل الاجتماعي". ويضيف "نقدم الهدايا لمشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، مع كرت خاص فيه شرح لفكرة المشروع حتى يسوقوها".
ويشير إلى أن مهام الفريق تنقسم إلى قسمين؛ الأول العمل مع السيدات الغارمات، ومتابعة جميع احتياجاتهن من المواد الأولية، وتزويدهن بأفكار للتسويق، والمهمة الثانية، العمل على تسويق المنتجات عبر منصات التواصل الاجتماعي والتواصل مع الناشطين لبيع هذه المنتجات.
وتأهل 13 فريقا للمسابقة النهائية من البرنامج من أصل 131 فريقا شاركت في التصفيات قبل النهائية للمسابقة، وخاض الطلبة من خلال البرنامج والمسابقة تجارب عملية ممتعة مع معلميهم ومتطوعيهم طوال فترة البرنامج الذين نقلوا لهم خبراتهم وأسهموا في تعريفهم بأهم المصطلحات والمفاهيم في عالم ريادة الأعمال التجارية، وأخلاقيات العمل التجاري، وبناء روح العمل الجماعي لدى الطلبة، واستثمار نقاط القوة، واتخاذ القرارات المناسبة، إضافة إلى المقاومة وعدم الاستسلام عند مواجهة التحديات ومحاولة السير قدما، إضافة إلى تعزيز التفكير الإبداعي بناء أفكارهم وتقديمها بطريقة جديدة باستخدام التكنولوجيا في التعليم.
وتكونت المسابقة النهائية من جزأين؛ الأول، العرض التقديمي أمام لجنة التحكيم المكونة من 4 رياديي أعمال أصحاب خبرة في تأسيس المشاريع الريادية، قدم الطلبة من خلاله شرحا عن أفكارهم الريادية وأهميتها للمجتمع ليتم تطبيقها على أرض الواقع، والثاني تطبيق لعبة محاكاة تفاعلية على الحاسوب تتضمن بناء شركة ريادية، وممارسة العمل التجاري بطريقة تفاعلية.
وتضمن برنامج تحدي الأعمال الذي يتم تنفيذه هذا العام بشراكة مع مشروع دعم الفرص الاقتصادية للمرأة LEAP المدعوم من الحكومة الكندية، ومدرسة المشرق الدولية، على تدريبات متخصصة للطلبة في إدارة المشاريع بمساعدة معلمين ومتطوعين مؤهلين ومدربين بهدف تعريف الطلبة على المفاهيم الأساسية في عالم ريادة الأعمال، وكيفية بناء الاستراتيجيات الفعالة، ويشجع الطلبة على ممارسة هذه المفاهيم عملياً من خلال تطبيق لعبة محاكاة تفاعلية على الحاسوب.
ومن الجدير ذكره، أن مؤسسة "إنجاز" تقوم بتطوير وتنفيذ سلسلة من البرامج والأنشطة المنهجية واللاصفية للطلبة في المدارس والجامعات والكليات ومراكز الشباب ومعاهد التدريب المهني والمراكز الخاصة، كما توفر "إنجاز" حاضنة أعمال mySTARTUP للرياديات والرياديين من طلبة الجامعات والخريجين المهتمين في تطوير وتأسيس شركاتهم الناشئة، وذلك من خلال مجموعة من الشراكات مع القطاعين العام الخاص ومؤسسات المجتمع المدني من أجل بناء مهارات الشباب وإلهامهم وتهيئتهم ليصبحوا أعضاء فاعلين بمجتمعهم وينجحوا في مسيرتهم المهنية، إذ تؤمن مؤسسة "إنجاز" بأن تمكين الشباب وإعدادهم لسوق العمل يعد مسؤولية مشتركة للقطاعات والجهات كافة الفاعلة في المجتمع.