اليمين توج غانتس

هآرتس

حيمي شليف

17/1/2019

اضافة اعلان

التوراة تحظر أعمال السحر بما في ذلك الهمس، لكن حاخامات التلمود وجدوا ثغرات سمحت باستخدامه في حالة الحفاظ على النفس وطرد الشياطين. هذان الاعفاءان صالحان بخصوص رد اليمين على التعهد الذي قدمه بيني غانتس أول من أمس لمتظاهرين روس. بأنه سيقوم بإصلاح قانون القومية. هذا الرد يشبه طقس طرد جماعي للشياطين الذي يطلب من المشاركين فيه الهمس معا المرة تلو الاخرى بالكلمة الساحرة "يساري"، وفي الذروة – "يساري متطرف". سوية مع جزء مقدر من المحللين السياسيين، فإن زعماء الليكود يؤمنون بقوة سحر الشتيمة في طرد أي شر.
قوة الردود تأثرت بالانتخابات التمهيدية التي ستجري في الليكود بعد ثلاثة أسابيع: الوقت قصير ومهمة الانكشاف على وسائل الاعلام كبيرة وشديدة. الحماسة ولدت عرضا رائعا من النفاق: بعض الذين يدينون غانتس ومن بينهم أييليت شكيد وياريف لفين وقعوا على صيغ سابقة أكثر اعتدالا لقانون القومية، التي تضمنت الالتزام بالديمقراطية ووثيقة الاستقلال. هكذا ربما أيضا أنهم يساريون متخفون. بيني بيغن الذي هاجم قانون القومية بضراوة واقترح أن يضاف اليه الالتزام بالمساواة، هو يساري متطرف حسب المعايير الجديدة، هو موجود في مكان ما بين ميرتس والقائمة المشتركة.
في انقضاضهم على جملة ونصف قالها غانتس، الليكود وشركاءه جاءوا للشتم، لكن ربما خرجوا مباركين. لقد وضعوا غانتس في مركز المنصة باعتباره التهديد الاخطر لحكمهم. يائير لبيد وآفي غباي باركا غانتس، لكن بالتأكيد حسدا ضوء المصباح الذي وجه اليه. إذا وعندما يصرح بشأن المواضيع التي تعتبر محط خلاف، فإن هستيريا نتنياهو والليكود ستتوجه باعتباره قائد المعسكر الذي يقف ضدهم.
عدد من المحللين انتقدوا غانتس لأنه اختار قانون القومية من اجل تنفيذ اقتحامه الأول لمزبلة السياسة. عميت سيغل عرض التعديل، الذي يؤيده معظم الجمهور، كأنه يساوي الالغاء، الذي معظم الجمهور يعارضه. "إما أن تكون لغانتس استطلاعات اخرى وإما أنه في هذه اللحظة ارتكب الخطأ السياسي الأول".
الأيام والاستطلاعات ستقول إذا كان محقا بخصوص الضرر الذي سيلحق بغانتس، لكن ازاء التحفظ النفعي يمكن أن نضع أيضا فرضية قيمية: ليس فقط أن التعهد بتعديل القانون هو فخ تكتيكي جر الليكود إلى رد زائد سيعمل كالسهم المرتد، بل هو يشكل على الأقل في طور الامكان تصريح استراتيجي حتى تأسيسي يختصر ماهية الانتخابات القريبة القادمة والحسم المصيري الموجود على جدول الاعمال.
اليمين يريد تحويل قانون القومية إلى ورقة عباد شمس للإخلاص اليهودي على شكل هل انت معنا أم ضدنا. غانتس وضع أمامه خيار ثالث، يهودي إسرائيلي ورسمي في نفس الوقت. التعهد بتعديل القانون يعبر عن اعتراف بحلف الدم مع الدروز ورغبة في احيائه، لكن أيضا يجسد التوق لتأسيس مساواة حقيقية، تعزيز ديمقراطية قوية والحكم بروح وثيقة الاستقلال. ما يصفه الليكود كيسارية مناوئة لليهودية يمكن رسمه بعرض صحيح أيضا كتعهد مؤيد لإسرائيل.
قاعدة الليكود بالتأكيد ستتلقى بفرح تسويد وجه رئيس الأركان السابق، لكن مصوتي الوسط – يمين الذين سيحسمون الانتخابات يمكنهم التفكير مرتين من هو النذل هنا ومن هو الوطني حقا. غانتس رمز إلى انقسام حاد بين الوطنية المتطرفة المنغلقة والعمياء التي لا تحسب أي حساب لشيء وبين الوطنية الليبرالية المنفتحة والتي تحترم الآخرين. صوته الشامل ربما يغضب المحللين، لكن كلماته المعدودة حددت بوضوح البدائل.