اليمين سيحقق العدالة

هآرتس

جدعون ليفي

24/9/2017

ربما سيقيم العدل الحقيقي، المتساوي، وربما سيجلب الحل الممكن والوحيد المتبقي. بعد أن اثبت أنه فقط هو من يتجرأ على إخلاء مستوطنات – ليس هنالك أي سياسي لم يأت من اليمين قام باخلاء مستوطنات – ربما ستأتي المرحلة القادمة ويثبت اليمين مرة ثانية أنه هو فقط من يستطيع، وحتى لو أنه لم يكن يقصد ذلك. ستكون تلك هي ضحكة القدر المجلجلة: من دون قصد سيحقق اليمين المقصود. ان من تمسك بالا يعيد للفلسطينيين 22 في المائة من بلادهم، "سيمنحهم" ولنا كل البلاد، عادلة وتسودها المساواة، على طبق الامتين الفضي. الطريق كما هو مفهوم طويلة جدا ونهايتها ما زالت حتى الآن غير واضحة، ولكن خطاب عباس المهزوم واليائس في الأمم المتحدة أثبت أن هنالك احتمالا أن هذا هو الاتجاه. اضافة اعلان
أبو مازن تحدث عن الدولة الواحدة كحل ممكن وعن حقوق متساوية لكل سكان فلسطين التاريخية. قدر ما نذكر فإنه لم يتحدث يوما بصورة أوضح. مقيدا بطريقه التاريخية ومن قبل المؤسسة التي يقف على رأسها فإنه لم يتنازل نهائيا عن حل الدولتين، ولكنه ايضا هو يعرف ككل سياسي عارف بالواقع، ان حل الدولتين قد مات، فقط الإعلان عن موته ما زال متأخرا. جزء من الأوروبيين وربما أيضا الأميركيين يعرفون ذلك ولا يجرؤون على الاعتراف. دونالد ترامب سبق وتحدث ببعض الكلمات حول ذلك، كما يبدو بدون مواربة.
إن التخلي عن حل الدولتين هو نقطة بداية مصيرية من جديد. ليس من السهل القيام بذلك. ولكن عندما سيقرر عباس وآخرين القيام بعمل لا رجعة فيه أخيرا، من الممكن ان يندلع حريقا كبيرا في الحقل اليابس والذي يمكن ان يمتد بسرعة مدهشة. عندما يترك الفلسطينيون حل "دولتين لشعبين" وينتقلون لـ "لكل شخص صوت واحد" فإن العالم لن يبقى لامباليا. هذا سيبدأ بفلسطينيين، والذين 57 في المائة منهم اليوم لم يعودوا مؤمنين بحل الدولتين حسب استطلاع جديد، وسينتقل لعرب إسرائيل، الذين يتمسك اغلبهم بحل الدولتين باستثناء قائمة "بلد"، وبعد ذلك ستنتقل البشارة إلى العالم، بسيطة، مستوعبة، عادلة ومعروفة من نضال تاريخي آخر: "لكل واحد صوت واحد" – ومن يستطيع ان يعارض؟ وماذا يمكن لإسرائيل ان تقول من جانبها؟  يهودية – ديمقراطية؟ أين؟ أبرتهايد عادل؟
هذه الثورة سوف تبدد الضباب والارتباك من حول التقسيم الاعتباطي والبائس الذي انتهجته إسرائيل بين "عربي إسرائيلي وبين فلسطيني، واحيانا ابناء نفس العائلة، بين ابن شرقي القدس وبين من يسكن الضفة. بين من يسكن الضفة ومن يسكن غزة، سوف توحد من جديد الشعب الذي قسمته إسرائيل ظلما. هي ايضا سوف تلغي الارتباك حول التمييز المصطنع بين الديمقراطية الوحيدة بوجود قاضي عربي في المحكمة العليا ووجود الحزب الثالث في حجمه في الكنيست وبين انعدام حقوق المواطن لمعظم ابناء ذلك الشعب، الذي يعيش تحت حكم تلك الدولة في نفس البلاد. هي ستلغي كل تمييز وكل افضليات، من قانون عودة اليهود للبلاد إلى قانون عودة الفلسطينيين. هل يوجد ديمقراطي حقيقي يستطيع ان يعارض؟
اليسار لن يقوم بذلك، فهو مقيد بشعارات الماضي، دولتان، وايضا اليهما معظمه لم يقصد ذلك بجدية في يوم من الايام. اليمين، الذي يتحدث اكثر فأكثر عن ضم وعن عدم وجود احتلال، يقترب بخطوات واسعة نحو الدولة الواحدة. كما هو مفهوم هو لا يقصد الديمقراطية ولا تساوي الحقوق. ما له ولتلك، ولكن عندما يستجمع اليمين شجاعته ليعلن عن دولة واحدة، فإن العالم سيستجمع شهادته ليعلن الحرب ضد نظامها، ضد دولة الابرتهايد الجديدة التي ستقام في القرن الواحد والعشرين. عندها أي خيار آخر سيتبقى للعالم أمام أبرتهايد معلن عنه؟ سيكون ذلك نضالا أشد اصرارا من النضال الفارغ ضد اقامة النقطة الاستيطانية بالتوسيع "غير القانوني" لمتسفيه رحبعام ج.
بتسلئيل العنصري يعمل الآن أكثر من أجل العدالة ومن أجل الشعب الفلسطيني من آفي غباي. نفتالي بينيت وأييليت شكيد الوطنيان، يعملان  أكثر بما لا يقاس من يائير لبيد وحتى من زهافا غلئون، محبة للسلام. اليمين يدفع نحو الحل الوحيد. يجب ان نشد على يده.