اليوم الأخير لـ"جرش": المدينة تطفئ شعلتها بحشد من القلوب المتقدة

جانب من فعاليات اختتام مهرجان جرش في يومه الأخير أول من أمس - (تصوير: زهران زهران)
جانب من فعاليات اختتام مهرجان جرش في يومه الأخير أول من أمس - (تصوير: زهران زهران)

فوزي باكير

جرش- تُحدّق جرش في ذاتها وفي العابرين متسائلة: هل انتهى كلّ شيء؟ لكن الجميع يؤكّد أنها البداية! بداية مواسم الفرح الجديد، الذي لن يتنازل عنه أحد مرّة أخرى، فـ"جرش" يعود بعد غياب، ليؤكد أنه مهرجان إبداعيّ عروبيّ متنوع بامتياز.اضافة اعلان
مضت عشرة أيام لم يهدأ الفرح فيها، لتتوج في اليوم الأخير، ففي "جنوبه" تأتي باقاتٌ من الفنانين الأردنيين لتحتفي بالجمهور وتقاسمه فرح اليوم الأخير؛ أسامة جبور، متعب الصقار، حسين السلمان، ونهاوند، كلّهم هناك، يغنّون للمدينة وللبلاد كلّها، مع جمهور لم يغادر حتى النهاية، فكانوا في آخر الأمر حول الشعلة التي انطفأت وسط قلوب ترقبها باتّقاد، وتفكّر في المقبل.
أما "الشّماليّ"، فكان برفقة "رم"، وقائدها الفنان طارق الناصر، الذي لم يتوقّف عن تقديم الجمال والجديد والقديم والتنوّع في حفله، وسط جمهور متردّد، فيصمت مرّة، ويتقافز في مرّات أخرى، وكأنه لا يريد أن يفارق المدينة والمدرّجات التي تحفظه عن ظهر قلبٍ وتاريخ!
هي ذي جرش، ستغفو قليلا، قليلا فقط، فلا وقت لديها، لأنها ستلقى أحبّتها في العام المقبل، وكما أكّد في الختام مدير المهرجان أكرم مصاروة، "سنقدّم كل ما هو جديد ومختلف في العام المقبل، وسنلتقي هنا مرّة أخرى، فلم ينته الأمر بعد، إنما سنمضي لنحقّق دائما ما هو أفضل لنا ولكم".
إذن، تنام جرش مطمئنة، فأهلها ورجالها ونساؤها يعدونها بالأفضل، كي يزينوها دائما بالحب والفرح، ويقدّموا لها ما تستحق وفاء لعطائها واحتوائها على كل هذه التفاصيل التي تعشقها المدينة، لأن المدينة بدون أهلها لن تساوي شيئا، وكذلك الأهل بدون اعتزازهم بمدينتهم.
إلى اللقاء يا جرش، وشكرا لك، علّنا نلتقي في العام المقبل على فرح عروبيّ كامل وحرّ!

[email protected]