اليونان تسعى لحشد حلفاء وألمانيا تصرعلى موقفها

مدريد- بدأت الحكومة اليونانية المتشددة الجديدة أمس البحث عن حلفاء أوروبيين لدعم اجندتها المناهضة للتقشف، الا ان المستشارة الألمانية انغيلا ميركل استبعدت مرة اخرى احتمال شطب ديون اثينا.اضافة اعلان
وبدأ رئيس الوزراء اليوناني اليكسيس تسيبراس ووزير ماليته المتشدد يانيس فاروفاكيس الاتصال بفرنسا وايطاليا اللتين يرجح ان تتعاطف حكومتيهما من اليسار الوسط مع عزم اليونان انهاء اجراءات التقشف المؤلمة التي تعاني منها. وسيتوجه فاروفاكيس إلى باريس في وقت متأخر من السبت، بحسب ما افاد مكتبه، قبل الموعد المقرر لجولته الأوروبية التي كان من المقرر ان يبدأها في لندن غدا وستشمل كذلك روما.
اما تسيبراس فانه سيبدأ أول زيارة خارجية له بعد توليه منصب رئيس الوزراء، حيث سيتوجه إلى جزيرة قبرص وبعد ذلك سيزور ايطاليا وفرنسا للقاء نظيريه الثلاثاء والاربعاء.
وكما هو متوقع، فان جولته لن تشمل المانيا التي تتحمل الجزء الاكبر من ديون اليونان في اطار صفقة الانقاذ المالي التي حصلت عليها اثينا، بعد ان اعرب مسؤولون المان عن غضبهم من خطط الحكومة اليونانية الجديدة اعادة التفاوض بشان تلك الصفقة.
واستبعدت ميركل في مقابلة تنشر أمس أي "شطب جديد" لدين اليونان. وقالت ميركل في مقابلة مع صحيفة هامبورغ ابندبلات "قام بعض المانحين طوعا بشطب بعض ديون اليونان، وخفضت مصارف المليارات من ديون اليونان ... لا اتوقع اي شطب جديد للدين".
واظهر استطلاع جديد نشرته قناة "زي دي اف" الالمانية العامة ان 76 % من الألمان يعارضون أي خفض في ديون اليونان.
واعرب رئيس وزراء البرتغال بيدرو باسوس كويلو كذلك عن معارضته لأي إعادة تفاوض على ديون اليونان.
وتعهدت الحكومة اليونانية اليسارية المتشددة التي تولت مهامها الغاء شروط صفقة الانقاذ المالي التي ساعدت اليونان على تجنب الانهيار المالي في 2010 وشطبت بموجبها نصف ديون اثينا.
وفي وقت متأخر من الجمعة صرح تسيبراس أمام عدد من كبار المسؤولين "اعتقد انني سافي بوعودي"، بحسب ما نقلت عنه وكالة ايه ان ايه.
وفي اول اسبوع لها في السلطة، الغت الحكومة اليونانية خصخصة ميناءين كبيرين وشركة حكومية للكهرباء، وأعلنت عن رفع كبير في الحد الادنى للرواتب.
كما اوضح قادة اليونان الجدد الجمعة نواياهم في اجتماعات مع يورن ديسلبلوم. فقد ابلغه تسيبراس ان خطة التقشف التي فرضت على بلاده كشرط للحصول على قروض بمليارات اليورو "فشلت" وان الشعب اليوناني "رفضها".
وذهب فاروفاكيس الى ابعد من ذلك حيث قال ان بلاده ترغب في التعامل المباشر مع الدائنين وهم الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الاوروبي وصندوق النقد الدولي، لكنه لم تعد لديها "النية في التعاون" مع ما اسماه بفريق "الترويكا" للتدقيق المالي.
وصرح لهيئة البي بي سي عقب لقائه ديسلبلوم انه "خلال السنوات الخمس الماضية لم تشهد اليونان اصلاحات، بل عانت من تشوهات".
اما ديسلبلوم فقد حذر الحكومة اليونانية من ان "اتخاذ خطوات احادية أو تجاهل الترتيبات السابقة ليس هو الطريقة الانسب للتعامل المستقبلي مع المسألة".
غير ان تسيبراس سعى الى تهدئة التوتر مع الدائنين الدوليين وقال ان حكومته لا تسعى الى مواجهة ولكنها تحتاج الى "وقت للتنفس".
وفي تصريح تصالحي لشبكة بلومبرغ نيوز قال تسيبراس انه يتوقع ان تتوصل جميع الاطراف الى "اتفاق مفيد للجميع". -(ا ف ب)