"اليونسكو": 80 % من أولياء أمور الطلبة يعتبرون "التعليم عن بعد" غير فعال

figuur-i
figuur-i

آلاء مظهر

عمان – كشفت النتائج الأولية لاستطلاع رأي أن اكثر من نصف اولياء امور الطلبة في المنطقة العربية اعتبروا التعليم عن بعد في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، غير فعال سواء باستخدام المنصات الالكترونية أو تطبيقات الهواتف الذكية الأخرى، مقارنة بنهج التعليم التقليدي (التعليم وجها لوجه في الغرفة الصفية).اضافة اعلان
وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي أجرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) من خلال مكتبها الاقليمي للتعليم في بيروت خلال شهر أيار(مايو) الماضي، ان "أكثر من 80 % من الآباء المستطلعة آراؤهم اعتبروا ان التعليم المنزلي لا يقدم التعليم اللازم لأبنائهم".
واستهدف الاستطلاع اولياء أمور الطلاب في عدد من الدول العربية في إطار استجابة المنظمة الدولية لتداعيات جائحة كورونا على النظم التعليمية في المنطقة، والتي تتضمن ايجاد وتشكيل فريق عمل عربي تعليمي وإقليمي لمساعدة دول المنطقة في إيجاد ونشر حلول عادلة وأكثر مرونة للتعليم عن بعد، وبناء نظم تعليمية مبتكرة ومفتوحة وأكثر مرونة.
وشملت أهداف الاستطلاع ايضا، استكشاف استراتيجية للتواصل الإقليمي، لرفع الوعي للمواضيع ذات الصلة لدى الجماهير والفئات المستهدفة مثل المعلمين والطلاب وصناع القرار، من خلال إصدار الكتيبات ومقاطع الفيديو والرسائل عبر وسائل الاعلام المجتمتعي، والتعاميم الرسمية حول موضوعات التعليم العالي، والتعليم التقني والمهني والتدريب في الدول العربية.
كما هدف الاستطلاع الذي استهدف 750 شخصا من 18 دولة عربية من بينها الاردن، بشكل أساسي الى استكشاف احتياجات وتحديات وأولويات اولياء الامور والطلاب خلال جائحة كورونا، وتحديد الدروس والعبر خلال هذه التجربة، وبما يساعد في التوجه نحو التخطيط المستقبلي للتعليم في المنطقة وتصميم البرامج المناسبة.
وأظهرالاستطلاع الذي اعتبرته المنظمة استكشافيا، حاجة اولياء الامور لإيصال مخاوفهم، ومشاركة خبراتهم خلال الظروف الاستثنائية والتغيير الذي تشهده المنطقة والعالم بشكل عام.
وبحسب المكتب الاقليمي لـ "اليونسكو" في بيروت، فإن البيانات التي وفرها الاستطلاع، "تعكس رؤية أولياء الامور والطلبة للتعليم عن بعد وتقييمهم لهذه التجربة.
وبينت نتائج الاستطلاع المنشورة باللغة الانجليزية واطلعت عليها "الغد" أن أكثر التحديات التي تحدث عنها اولياء الامور خلال ممارسة التعليم عن بعد عبر المنصات الالكترونية، "تتعلق بصعوبة توفر خدمة انترنت جيدة في المنزل سواء بسبب عدم توفر البنية التحتية أو محدودية حزم الانترنت اليومية المتوفرة لدى اولياء الامور والطلبة أو عدم كفايتها للاستخدام اليومي لأغراض التعلم عن بعد".
ودعا العديد من المستهدفين بالاستطلاع الى ضمان وتسهيل وصول الأسر لخدمات الانترنت لغايات التعليم عن بعد في هذه الظروف، فيما أكد آخرون أهمية قيام الحكومات بضمان الوصول المجاني للمناهج التعليمية المنزلية، وتوفير ادوات ومواد تعليمية تكميلية لتوجيه الطلبة وأولياء الامور خلال عملية التعليم عن بعد، وبخاصة للأسر الفقيرة ومحدودة الدخل، او في المدارس الحكومية التي لا تتوفر فيها الادوات والبرامج التقنية للتعليم عن بعد.
كما اظهرت النتائج ان "هناك تحديات اخرى تواجه اولياء الامور خلال عملية التعليم عن بعد، حيث شكا اكثر من 60 % من عينة الاستطلاع من "تشتت تركيز الطلبة في التعليم المنزلي، وصعوبة الالتزام بجدول دراسي منتظم للتعليم عن بعد"، فيما أفاد 30 % من اولياء الامور، أن "أبناءهم قادرون على استخدام منصات التعليم عن بعد، وتنسيق الوقت للدروس والتركيز خلال الحصص"، في حين قال آخرون أن هناك "حاجة للإفادة من التكنولوجيا في تشكيل تغذية راجعة من الطلاب حول كيفية تقييم وتنظيم تعليمهم عن بعد، لكن فريقا رابعا أكد ضرورة "تبسيط الدروس وتقليص حصص التعليم عن بعد وبما يمكن الطلبة من استيعابها".
وأشار 15 % من المجيبين عن الاستطلاع، الى "نقص المصادر التعليمية باللغة العربية على شبكة الانترنت وصعوبة الوصول اليها"، لكن من أبرز التحديات التي أظهرتها النتائج "عدم قدرة اولياء الامور على الموازنة بين العمل والتعليم المنزلي، حيث رأى 55 % من المستطلعة آراؤهم ان التعليم عن بعد مصدر للتوتر لأولياء الامور أكثر منه للطلبة والمعلمين، ورأى اكثر من 33 % أنهم يشعرون بالإرهاق والتعب بسببه".
وخلصت النتائج إلى الحاجة الملحة لـ"وجود دعم تقني وفني للأسر في موضوع التعليم عن بعد، الى جانب توفير الدعم النفسي والاجتماعي والتوجيه للطلبة وأولياء الامور، كما اوصت بايجاد دورات اضافية وتوجيه للطلبة وذويهم لكيفية التعلم الالكتروني والاستغلال الأمثل للتطبيقات التكنولوجية والبحث عن مصادر للتعلم، بشكل مواز للحصص الاكاديمية المنتظمة عن بعد، وصولا الى تجربة فعالة ومفيدة للتعلم".
وحول وجهة نظر أولياء الامور، في موضوع التعليم عن بعد بشكل خاص، اكد نحو 45 % من المشاركين في الاستطلاع، حاجة المعلمين للتدريب والتزود بالمهارات لإدارة وقيادة الدروس عن بعد، مع التركيز على ان تكون هذه الدروس اكثر تفاعلية لضمان فهمها واستيعابها، وتركيز الطلبة من خلال اساليب اكثر إبداعا وتحفيزا في العملية التعليمية، في وقت نوهت فيه نتائج الاستطلاع إلى أهمية تطوير تدريب المعلمين على التعليم عن بعد، وتدريب الطلبة على التعلم الذاتي، إضافة الى تعزيز رفاه وصحة الأسر وصولا الى النتائج المرجوة.
وأبدى ما يزيد على نصف المشاركين في الاستطلاع، "قلقا على أبنائهم بسبب تداعيات وأثر جائحة كورونا على أبنائهم عند العودة للمدارس من الناحية الصحية في ظل استمرار الجائحة"، مؤكدين ضرورة دمجهم في العملية التعليمية من جديد بعد غيابهم عن المدارس لفترات طويلة وتعويض ما فات بعضهم من تعلم.
وحول الاجراءات التي يجب ان تتخذها الحكومات في ظل الجائحة، دعا غالبية المستطلعة آراؤهم، الى تبسيط الامتحانات الرسمية او الغاء بعضها، والتركيز على المفاهيم الاساسية، وتقليل متطلبات الانتقال للصف التالي، فيما دعا آخرون الى توفير الدعم المالي للأسر التي فقدت دخلها خلال هذه الجائحة، بالإضافة الى توفير إرشادات عملية لأولياء الامور والطلاب لدعم وتسهيل عملية التعليم عن بعد، بما في ذلك الأسر الفقيرة في المناطق النائية واللاجئين والنازحين.
ودعوا الحكومات الى تطوير مصادر تعليمية للتعلم الذاتي للأطفال الذين لم يتمكنوا من الوصول لمنصات التعلم عن بعد، وتعزيز شمولية واستجابة النظم التعليمية مع التركيز على الأسر في المناطق النائية والريفية.
كما دعوا في الحكومات الى تطوير منصات تعليم تقدم جميع الخدمات الضرورية كالدروس والواجبات الدراسية وأدوات التقييم والمصادر التعليمية المجانية والكتيبات الإرشادية، فضلا عن تطوير برامج وتطبيقات ومنصات التعليم عن بعد، وبث دروس تطبيقية في العلوم وحصص مختبرات وتعليم مهني وتدريب، ودمج الانشطة الفنية والبدنية في عملية التعليم عن بعد.
وخلصت النتائج الى أن التحديات التي تواجه المنطقة العربية، ما تزال تتمثل في تطوير حلول مستدامة لتوفير فرص متساوية وعادلة في التعليم للجميع.
واكدت "اليونسكو" التزامها بدعم جهود الحكومات لتطوير التعليم عن بعد والوصول للعلم والمعرفة وتبادل الثقافات في المنطقة العربية، في وقت تركز جهود المنظمة على دعم الدول لإعادة فتح المدارس، والتركيز على عوامل الأمن والسلامة والصحة ونوعية وشمولية التعليم ورفاه الانسان.
كما أكدت المنظمة تركيزها على تطوير مهارات وقدرات المعلمين في مجال التعليم عن بعد واستخدام المصادر التعليمية، وتطوير الأدوات اللازمة والمناهج التي تستجيب للازمات، مشيرة الى ان مرحلة ما بعد جائحة كورونا، تتطلب اتباع سياسات شاملة لإصلاح التعليم في المنطقة العربية، وتطوير استراتيجيات طويلة الأمد لتعزيز قدرة نظم التعليم فيها، بما في ذلك تقييم الاحتياجات لبعض الدول وقدرتها على تطبيق التعليم الالكتروني.